القصص التى تركها أهل غزة فى حرب الإبادة التى شهدها القطاع على مدار خمسة عشر شهرا، وضعت الإبداع أمام مأزق كبير، ليس فقط فى أشكال السرد أو بلاغة الشعر، ولكن على مستوى الفن بشكل عام. ربما على الكتّاب والفنانين، وصنّاع الدراما والسينما، الانتباه جيدا إلى أهمية البدء فى ممارسة نوع جديد من الإبداع بالتوازى مع عظمة وهول ما حدث على تلك الأرض الصامدة من بطولات وتضحيات حقيقية، كانت قبل الحرب أبعد ما تكون عن الخيال! فى الحرب على غزة انتصر إنسان أعزل على الصاروخ والدبابة والقنبلة، ليهدى للعالم مفهوم «حضارة الإيمان»، وهى الحضارة التى لا تستطيع قوة فى العالم تدميرها، لأنها تختلط بالجينات التى تتوارثها الأجيال. أفكار استثنائية لا حصر لها، خلفتها الحرب على غزة تبحث عن مبدعين ليحولوها إلى قصائد، وقصص، وروايات، ولوحات، ومسلسلات، وأفلام، من خلال مشروع كبير يوثق ويحلل ويفسر ويتعجب مما حدث فى تلك الفترة. أما «المكلمة» السياسية فى الإعلام والصحف حول أحداث غزة فهى مجرد مواد استهلاكية لتعبئة الهواء وتسويد الصفحات وشاشات المواقع، بينما الإبداع وحده هو حافظة البطولات من الضياع. لماذا لا يرسل اتحاد الكتاب بالتنسيق مع وزارة الثقافة والجهات المعنية وفودا من المبدعين لزيارة غزة، حتى يتمكن الأدباء من معايشة أحوال القطاع على أرض الواقع، والاستماع إلى القصص من أصحابها؟ مثلما تحتاج غزة إلى طبيب، ومهندس، وعامل، فهى أيضا فى أمسِّ الحاجة إلى مبدع!