اكتشف علماء في أوروبا نوعًا جديدًا من الفطريات الطفيلية ، أطلق عليه اسم "Gibellula attenboroughii"، والذي يمتلك قدرة غريبة على التحكم بعناكب الكهوف وتحويلها إلى "زومبي" قبل أن يقضي عليها. يقوم هذا الفطر بإغراء العناكب لمغادرة شباكها، ومن ثم قتلها واستخدام أجسادها كوسيلة لنشر جراثيمه في البيئة. يشبه هذا السلوك ما يقوم به فطر نمل الزومبي، لكنه يُعدّ ظاهرة نادرة في عالم العناكب . وعلى الرغم من الاكتشاف المذهل، لا يزال العلماء غير متأكدين تمامًا من كيفية تأثير الفطر على أدمغة العناكب، مما يفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول هذه الظاهرة الغريبة. ** فطر "الزومبي" الجديد.. كيف يسيطر على العناكب؟ كيف يعمل الفطر على العناكب؟ - يصيب الفطر العناكب بينما تعيش داخل كهوفها، لكنه لا يقتلها فورًا. - يعتقد العلماء أن الفطر يطلق مركّبات كيميائية تؤثر على سلوك العنكبوت، ما يدفعه إلى مغادرة جحره والتوجه إلى منطقة مكشوفة. - في المكان الجديد، يكون العنكبوت أكثر عرضة للرياح، مما يساعد الفطر على نشر أبواغه (جراثيمه) بعد موت العنكبوت. - بعد قتل العنكبوت، يستخدم الفطر جسمه كمصدر غذائي، ثم يُنتج نموًا فطريًا على سطحه لنشر المزيد من الجراثيم. **اكتشاف جديد يفتح آفاق البحث العلمي نُشرت الدراسة التي تصف هذا الفطر الغامض في مجلة Fungal Systematics and Evolution، وأشارت إلى أن هذا الاكتشاف يمهّد الطريق لمزيد من الأبحاث حول الفطريات التي تتحكم في سلوك الحيوانات. اقرأ ايضاً| بدون مبيدات | 3 نباتات تطرد الفئران بشكل طبيعي يقول الدكتور جواو أراوجو، المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الفطريات في جامعة كوبنهاغن: "نحن نعرف بعض الأنواع التي تؤثر على النمل والدبابير، ولكن رؤية هذا في العناكب هو شيء نادر جدًا وغير شائع في عالم الطفيليات." **تنوع الفطريات غير المُكتشَف بعد وفقًا لعالم الأحياء التطوري ماثيو نيلسن، تم توثيق حوالي 150 ألف نوع من الفطريات حتى الآن، لكن العلماء يعتقدون أن هذا الرقم لا يمثل سوى 5% فقط من إجمالي أنواع الفطريات في العالم. * قد يحمل هذا الاكتشاف مفاتيح لفهم كيفية تطور الطفيليات، وكيف يمكن استخدامها في تطبيقات مفيدة مثل حماية المحاصيل أو حتى في العلاجات الطبية. **هل هناك كائنات أخرى تتغذى على فطر "الزومبي"؟ من المثير للاهتمام أن الباحثين لاحظوا وجود طفيليات فطرية أخرى تتغذى على الفطر نفسه، مما يشير إلى وجود نظام بيئي معقد، حيث تتفاعل الفطريات مع بعضها البعض وتلعب دورًا في السلسلة الغذائية داخل الكهوف. ** فوائد البحث في الفطريات الطفيلية - استكشاف طرق جديدة لحماية المحاصيل: بعض الفطريات الطفيلية يمكن استخدامها كمبيدات طبيعية لمكافحة الآفات الزراعية. - فهم أفضل لآليات السيطرة العصبية: دراسة كيفية تأثير الفطريات على سلوك العناكب قد يساعد في تطوير أبحاث حول أمراض عصبية بشرية. - توسيع معرفتنا بعالم الفطريات: مع وجود مئات الآلاف من الأنواع غير المكتشفة، قد يكون لهذه الفطريات تأثيرات لم نعرفها بعد. يمثل اكتشاف فطر "Gibellula attenboroughii" خطوة جديدة في فهم العلاقة بين الفطريات والحيوانات، خصوصًا قدرته على السيطرة على سلوك العناكب وتحويلها إلى "زومبي" قبل القضاء عليها. لا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول كيفية تأثيره على العناكب ودوره في البيئة، لكن هذا الاكتشاف يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول الفطريات الطفيلية وإمكانياتها في الطب والزراعة.