طارق الطاهر كل يوم يثبت لى صدق مقولتى أن «نجيب محفوظ.. سيرة منقوصة»، فما زال أمامنا الكثير لكى نكتشف أسرار وخفايا التجربة المحفوظية، التى أوصلته للحصول على جائزة نوبل فى الآداب، كممثل وحيد للغة العربية، لهذه الجائزة واسعة الصيت والتأثير، تملكنى هذا الشعور وأنا أتامل الصور الفوتوغرافية التى أبدعها 20 فنانًا فوتوغرافيًا، عقدوا لأسابيع طويلة ورشة عمل جماعية.. قراءة وتدبرًا فى عمل نجيب محفوظ «أحلام فترة النقاهة»، ليخرجوا بأعمال أستطيع أن أصفها، صادقًا - فى جودتها ورونقها وإتقانها- بأنها أعمال عالمية فى هذا المجال، بأنامل مصرية، استطاعت أن تختزن إشارات ومفردات ودلالات «الأحلام» لتحولها لوسيط إبداعى آخر، وهو فن الفوتوغرافيا، استمعت إلى شرح من أصحاب هذه الصور، الذين ينتمون إلى تكوينات دراسية مختلفة، لكن جمعهم حب هذا النوع من الفن، ولمست مدى المشقة والتعب والإصرار على فهم «الإبداع المحفوظى»، والوصول إلى أعماقه، واستنباط ما يحمله من رمزية، ليخرجوا بأبعاد تضيف إلى العمل وتثريه، كما لو كانوا مجموعة من النقاد، أرادوا قراءة عمل من روائع محفوظ، بشكل غير تقليدى، ليضيفوا بلمساتهم ومشاعرهم الكثير، مما يؤكد أن الإبداع المصرى بخير، فقط يحتاج إلى أن يتاح له فرصة الظهور، تحية لهؤلاء المبدعين، وتحية مماثلة لاجتهاداتهم التى خلقت لنا مشهدًا نادرًا، فى التعبير عن حبهم ل «نجيب محفوظ»، فى هذا المعرض المستمر لمدة عشرة أيام فى متحفه بتكية محمد أبوالدهب بجوار الجامع الأزهر الشريف، هذا المعرض الذى جاء نتيجة ورشة أشرف عليها وشارك فيها الكاتب والفنان أحمد داوود، ضمن أنشطة نادى «إن فوكاس» للتصوير الفوتوغرافى الذى يشرف عليه المبدع كريم نبيل، الذى يستهويه كثيرًا التعبير - فوتوغرافيًا - عن القراءة والكتاب.