من جديد، عاد سفاح تل أبيب نتنياهو ليهاجم مصر ليلاً، ويمارس هوايته فى الكذب والتضليل، ويتهمها بحصار غزة وسجن أهلها، وبكل تبجح يتناسى جرائمه وجيشه المغتصب الذى دمر الأخضر واليابس بالقطاع، وبلؤم الثعالب يتباكى على الحياة بغزة التى أصبحت صعبة، مطالباً مصر بأن تسمح بخروج أهلها منها!!.. أى عهر وإجرام سياسى هذا!!.. جاءت تصريحات نتنياهو بعد ساعات من تحرشه بالسعودية الشقيقة، واقتراحه إقامة دولة فلسطينية على أرض المملكة، محدثا ثورة غضب بالعالمين العربى والإسلامي، ولم ينسَ أن يذكّر العالم بمقترحات ترامب حول غزة، بعد أن لاحظ هدوء عاصفة الغضب الدولية ضدها، أسلوب رخيص وهواية قديمة يجيدها اليهود، بصرف الانتباه يميناً لتمرير مخطط إجرامى بأقصى اليسار!!.. وهنا ليست غزة الهدف الذى يخطط له نتنياهو محاولاً صرف الأنظار عنه، لكنها الضفة الغربية التى تحولت لساحة جديدة للإجرام الإسرائيلى من قتل وتدمير، ويبدو أن الضفة - وكما يقال بالبلدى (اتقرت فتحتها)- فى لقاء سفاح تل أبيب بحليفه مهووس واشنطن، ولا ننكر أن هذا الأسلوب الرخيص قد أتى أُكلَه، فها هو العالم ينشغل بمقترح ترامب حول غزة الذى تجدد إسرائيل زخمه وتغذى نيرانه كلما خبت، وتتوارى أخبار الضفة وجرائم الإحتلال بها، والتى لا تقل عن الفظائع التى إرتكبها فى غزة الجريحة.. جيش الصهاينة يحاصر مدن الضفة ومخيماتها، ويعمل آلة قتله بنفس الإجرام، ويدمر بنيتها التحتية وخدماتها الصحية، ويحيل الحياة بها لجحيم، ليدفع سكانها للهرب، وهو ما يحدث بالفعل، كل هذا لتعبيد الأرض أمام ضمها لمساحة إسرائيل الصغيرة من وجهة نظر ترامب!!.. وحسناً فعل العرب بالدعوة إلى قمة عربية طارئة، لكن لابد من الإعداد الجيد للقمة المنتظرة، قمة ليست للدفاع عن مصر أو السعودية أو الأردن، فموقفهم قوى وعادل، إنما لكشف الحقائق التى يزيفها اليهود وأعوانهم للعالم، قمة للضغط وصولاً لحل الدولتين، والتأكيد على حق الفلسطينيين بكامل أرضهم بما فيها تلك التى اغتصبتها تل أبيب برعاية أمريكية غربية، قمة نتمناها تلوح بأدوات الضغط والقوة العربية، وما أكثرها، فى وجه كل مغرور إعتقد فى وفاة العرب!!..