فى لقاء مفتوح للفنان محمود حميدة بعنوان «مع فكر السينما والمجتمع»، كشف عن أسرار فى حياته متعلقة بالقراءة، موضحًا أن هذه العوامل ساعدت فى تكوين نجوميته وتحقيق حلم الطفولة، وأدار الندوة الشاعر إبراهيم داود بحضور كبير من الإعلاميين والمثقفين والشخصيات العامة.. وقال الفنان: إن فكرة وموهبة التمثيل بدأت فى الخامسة من عمره، وقال: «أنا شخص أحب التمثيل منذ أن كنت فى الخامسة من عمرى، وكان هدفى حينها تسلية الناس، لكن هذا المفهوم تغير مع مرور الوقت، ولكى أتمكن من إمتاع الجمهور، قررت التعرف على كبار العقول، وكان أول باب فُتح أمامى هو الكتاب، فكنت كلما قرأت كتابًا، أتخيل ملامح وصوت مؤلفه، فمثلًا، عندما قرأت للعقاد، كنت أستحضر صورته وصوته، وأتخيل أننى أجلس معه»، وأضاف «حميدة»: «كنت دائم الانشغال بالتعرف على العقول التى تحرك فكر المجتمع، وهم الكُتّاب والمفكرون، وعندما أقرأ لهم، أتمكن من الاقتراب من عقول الناس بشكل أعمق، وذات مرة، سألنى المفكر الدكتور على حرب: لماذا تهتم بقراءة كتب الفكر؟ فأجبته: لكى أعرف كيف أُسليك، لأن الممثل، لكى يُسلّى الجمهور، يجب أن يفهمهم جيدًا». وتابع «حميدة»: «لدينا مشكلتان خطيرتان تكمنان فى عدم إعمال العقل، ورفض الآخر، وإذا لم نتخلص من هاتين الآفتين، فلن نتقدم، لذا، أقترح تعليم الأطفال فى المدارس القيم الإنسانية، لأنها مشتركة فى جميع الشرائع السماوية، كما أطالب بإنشاء أرشيف سينمائى تديره مؤسسات، وليس أفرادًا، فإسرائيل، رغم عدم امتلاكها صناعة سينمائية حقيقية، لديها مشروع أرشيف سينمائى، ونحن فى مصر لدينا أكثر من 4000 فيلم، لكننا لا نعرف شيئًا عن 2000 منها، رغم أنه تم الإعلان مؤخرًا عن ترميم 20 فيلمًا فقط!». وحول حبه للشاعر فؤاد حداد، قال: «تعرفت على فؤاد حداد، من خلال الكاتب خيرى شلبى، وعندما قرأت شعره ودرسته، اكتشفت أنه شاعر غزير الإنتاج، يمتلك دواوين تفوق غيره بكثير، 90٪ من دواوينه كانت مُخططة قبل إصدارها، ولديه أكثر من 36 ديوانًا معروفًا، غير ما فُقد من أعماله، واشتهر بأنه شاعر العامية، لكنه كتب بالفصحى أيضًا، وأبدع فيها كما لم يفعل أى من معاصريه، وله دواوين كاملة بالفصحى، بالإضافة إلى أعمال مزجت بين الفصحى والعامية»، وأكد حميدة «أن يحيى حقى بالنسبة لى شخصية استثنائية، كنت أظن أن ثروت عكاشة، هو المسئول عن المؤسسات الثقافية فى مصر، لكننى اكتشفت أن يحيى حقى كان هو القائد الحقيقى لها». كما أبدى حميدة، تحفظه إزاء مصطلح «القوة الناعمة»، قائلاً: «هذا مصطلح فيزيائى يُقاس بوحدة الحصان، وأنا لا أستخدمه، بل أُفضل تسميتها - أشرس قوة مسالمة-، لأنها قادرة على السيطرة على المتلقى بالكامل، وهذا قمة الشراسة».