وصلتنى رسالة مدادها دموع وحروفها آهات، تحمل فى طياتها الكثير من الوجع الذى لا يمكن أن تتحمله امرأة ستينية كما وصفت نفسها ورغم اعتراضى على اللفظ إلا أننى أعتقد أنما ذكرته لتوضح كم المعاناة التى تعانيها فى هذا العمر، قالت: قدمت حياتى وعمرى لكل من حولى ولم يقتصر عطائى على أبنائى فقط بل امتد إلى أقارب الأقارب والأصدقاء والآن أشعر أن أغلبهم يبتعد عنى أو بمعنى آخر يهرب من صحبتى بل إن بعضهم سرق ميراثى وآخر ظلمنى فى مواقف كثيرة وحابى آخرون على حساب عزتى وكرامتى وهم من قدمت لهم كل عزيز وغال وبعد أن كنت لهم كل شىء أصبحت لا أعنى لهم أى شىء.. أشعر بغدر الزمان وبظلم البشر.. وأقول لك يا سيدتى لا تقنطى من رحمه الله، فمكسور الخاطر وقليل الحيلة ونسه الله الكافى «وكفى بالله شهيدًا» وحسبنا الله سيؤتينا من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون.. وأؤكد لكِ يا سيدتى أن ما قدمتِه من خير وقوبل بنكران أو إساءة فلا تحزنى فأنت محظوظة لأن الله سبحانه وتعالى سيتولى رده لك أضعافا مضاعفة فى الدنيا والآخرة.. يا سيدتى إن الغدر والظلم رغم الألم والوجع يعلم ويقوى.. وأقول للجميع لا تضحوا كثيرًا فتتحسروا أكثر وخير الأمور الوسط، امنح الحب والمال ولا تنس نصيبك من الدنيا وإذا شعرت أن هناك من يؤلمك أو يستغلك ويسرق عواطفك ويصدر لك طاقة سلبية، اهرب منه مهما كانت درجة قرابته ولا تشتك لغير الله.. ولكِ يا سيدتى ولنا جميعا كلما شعرنا بالوحدة والألم علينا بدعاء الحبيب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربى إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى، إن لم يكن بك غضب علىّ فلا أبالى ولكن عافيتك هى أوسع لى.. أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت به الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل بى غضبك أو يحل علىّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بالله»