سميحة شتا مع انتهاء مهلة الهدنة المؤقتة بين حزب الله وإسرائيل، المحددة فى 27 يناير، قالت إسرائيل إن بعض جنودها سيبقون فى المنطقة لأن اتفاق وقف إطلاق النار «لم يتم تطبيقه بالكامل من قبل الدولة اللبنانية»، وقد أعلن البيت الأبيض أن الموعد النهائى تم تأجيله الآن إلى 18 فبراير، وأن المفاوضات ستبدأ لإعادة السجناء اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر 2023. وفى حين اتهمت إسرائيل لبنان بالفشل فى الوفاء بجانبه من الاتفاق، وخاصة نشر القوات المسلحة اللبنانيةجنوب نهر الليطانى حوالى 18 ميلاً إلى الشمال من الحدود فقد اتهم لبنان أيضاً إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار. اقرأ أيضًا | اقتحامات بالضفة وتصعيد فى جنين وطولكرم ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى انتهاك الأراضى اللبنانية، حيث أبلغت الحكومة اللبنانيةالأممالمتحدة عن خروقات إسرائيلية متكررة للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار، كان آخرها عن قصف عدد من الأهداف التابعة للحزب فى منطقة البقاع شرقى لبنان. وندد وزير الخارجية اللّبنانى عبدالله بو حبيب خلال لقاءاته يوم الجمعة الماضي، بهذه الخروقات، داعيًا المجتمع الدولى إلى التدخل لمنع التصعيد. ويخشى مراقبون أن تؤدى هذه التوترات إلى مزيد من التعقيد فى المشهد اللبناني، خصوصًا فى ظل استمرار إسرائيل فى احتلال أجزاء من الأراضى الجنوبية. الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، قالت إن طائرات الاحتلال الإسرائيلى الحربية، شنت غارتين على منطقة وادى خالد فى وقت متأخر ليلًا وفجرًا، استهدفت الأولى شاحنة محملة ببطاريات وخردة فى منطقة الواويات والثانية معبر «جب الورد» فى خراج بلدة حنيد، كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، فجر اليوم، غارات على السلسلة الشرقية فى البقاع. اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلى فى وقت سابق من اليوم بقصف عدد من الأهداف التابعة ل»حزب الله» فى منطقة البقاع شرقى لبنان، وأوضح فى بيان أن طائراته المقاتلة شنت غارات، خلال الليلة الماضية، على عدد من الأهداف التابعة للحزب فى منطقة البقاع بلبنان، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. زعم جيش الاحتلال الإسرائيلى أن من بين الأهداف التى تم استهدافها موقعا عسكريا يضم بنى تحتية تحت الأرض لتطوير وإنتاج وسائل قتالية، بالإضافة إلى بنى تحتية لعبور الحدود السورية اللبنانية يستخدمه «الحزب» لمحاولة تهريب الأسلحة إليها. وقد جاء إعلان تمديد وقف إطلاق النار غداة يوم دامٍ، أعلن فيه عن مقتل 22 شخصا بينهم تسعة أطفال ومسعف ومعاون أول فى الجيش اللبناني، إضافة إلى جرح 124 آخرين، وفقا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية. وتعد حصيلة القتلى هذه هى الأكبر منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فجر 27 نوفمبر الماضي، والذى وضع حدا لنزاع بين الطرفين بدأ قبل أكثر من عام. وجاء ذلك أثناء محاولات سكان جنوبلبنان، الأحد، العودة إلى قراهم التى لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلى رغم انتهاء مهلة الستين يوما المحددة فى اتفاق وقف إطلاق النار. ووفق تقارير متطابقة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المواطنين خلال محاولتهم الدخول، بينما واكبت وحدات من الجيش اللبنانى دخول المواطنين إلى بلدات: عيتا الشعب بنت جبيل، ودير سريان، عدشيت القصير، الطيبة، القنطرة مرجعيون، إضافة إلى مناطق حدودية أخرى. وأكد الجيش الإسرائيلى أنه أطلق النار «بهدف إبعاد وإزالة تهديدات فى مناطق عدة رُصِدَ مشتبه فيهم يقتربون منها»، بينما قال المتحدث باسمه أفيخاى أدرعي: «اعتُقل عدد من المشتبه فيهم فى المنطقة بعد أن تحركوا قرب القوات وشكلوا تهديدا حقيقيا». فى المقابل، أفاد الجيش اللبنانى فى بيان صادر الأحد الماضى بأنه «يواصل مواكبة الأهالى العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم»، وأنه «يستكمل الدخول إلى بلدات جنوبية عدة والانتشار فيها»، داعيا «إلى التزام توجيهات الوحدات العسكرية». وتقول «الجارديان» إنه قد أظهرت مقاطع فيديو مواجهات متوترة بين جنود إسرائيليين ودبابات وحشود لبنانية تلوح باللافتات وتهتف بالشعارات. ووقفت امرأة على بعد أمتار قليلة من جنود إسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية على الأرض أمامها وهى تصرخ: «ارجعوا إلى بلدكم! ارجعوا إلى أسركم!» ورفع آخرون، بينهم نساء وأطفال، أعلام حزب الله أمام الدبابات الإسرائيلية، وحملوا صور حسن نصر الله، زعيم حزب الله السابق الذى قتلته إسرائيل فى سبتمبر الماضي. قال الرئيس اللبنانى جوزيف عون، إن «سيادة لبنان وسلامة أراضيه غير قابلة للتفاوض»، وإنه يتابع هذه القضية لضمان حقوق المواطنين اللبنانيين وكرامتهم. رافق جنود لبنانيون المتظاهرين المدنيين فى القرى الحدودية، وساروا إلى جانبهم فى محاولة لحمايتهم من النيران الإسرائيلية. وفى القرى الواقعة على الجزء الشرقى من الحدود، حاول جنود لبنانيون منع السكان من العودة من أجل سلامتهم. وكانت احتجاجات الأحد هى المرة الأولى التى يدخل فيها العديد من المدنيين إلى قراهم الواقعة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أن أعلنت إسرائيل عن عمليتها فى جنوبلبنان فى سبتمبر. وقد أظهرت تحاليل الأقمار الصناعية أن العديد من القرى الواقعة على طول الحدود قد سويت بالأرض نتيجة للتفجيرات الإسرائيلية. وقالت إسرائيل إن الهجمات كانت تهدف إلى تدمير البنية الأساسية لحزب الله. واتهم المنتقدون إسرائيل بمحاولة إنشاء منطقة عازلة لحماية شمالها، من خلال جعل الأجزاء المجاورة من لبنان غير صالحة للسكن. وقال السكان العائدون إنهم أصيبوا بالصدمة من حجم الدمار الذى استقبلهم عندما تفقدوا منازلهم. فقد وجدت ريتا درويش، وهى من سكان قرية ديرا الحدودية الغربية، منزلها مدمرا يوم الأحد. وكانت القرية من بين عشرات القرى التى تعرضت لسلسلة من عمليات الهدم المتعمد من قبل قوات الاحتلال. وتقول محطة «البى بى سي» لقد تصاعد الصراع الطويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله الحركة المسلحة والسياسية والاجتماعية المدعومة من إيران فى سبتمبر الماضي. وقد أدى هذا إلى شن إسرائيل حملة جوية مكثفة عبر لبنان، وغزو برى لجنوب البلاد، واغتيال كبار قادة حزب الله. وأسفر الهجوم عن مقتل نحو 4 آلاف شخص فى لبنان -بمن فى ذلك العديد من المدنيين- ونزوح أكثر من 1.2 مليون نسمة. وكان الهدف المعلن لإسرائيل هو السماح بعودة نحو 60 ألفا من السكان الذين فروا من بلدات فى شمال البلاد بسبب هجمات حزب الله، وإبعاد المجموعة عن المناطق على طول الحدود. أطلق حزب الله حملته فى اليوم التالى لهجمات حماس على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر2023، قائلاً إنه يتصرف تضامناً مع الفلسطينيين فى غزة. ويهدف الاتفاق، الذى تم التوصل إليه بعد أن طلبت إسرائيل مزيدا من الوقت للانسحاب بعد مهلة الستين يوما المنصوص عليها، إلى ضمان استمرار الاستقرار بين البلدين. وتقول «قناة تى آر تى وورلد» التركية إن الولاياتالمتحدة تعهدت بتقديم 117 مليون دولار كمساعدات أمنية للبنان لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ومع ذلك، ارتكب الجيش الإسرائيلى ثمانية انتهاكات لوقف إطلاق النار فى لبنان الأسبوع قبل الماضي، ليصل إجمالى الانتهاكات إلى 629 خرقا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر. تم التوصل إلى وقف إطلاق نار هش، مما أنهى فترة من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله والتى بدأت فى 8 أكتوبر 2023، وتصاعدت إلى صراع واسع النطاق فى 23 سبتمبر من العام الماضي.