منذ تنصيبه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية يتصرف الرئيس ترامب وكأنه حاكم العالم كله. فبدأ فى توقيع أوامر تنفيذية بتغيير اسم خليج المكسيك الى خليج أمريكا، وشن حملة شعواء على المهاجرين، رغم ان أمريكا كلها دولة مهاجرين، وبدأت الشرطة فى القبض عليهم، وترحيلهم إلى دول أخرى، منها كولومبيا التى أعلنت رفضها، فما كان من ترامب الا إطلاق التهديدات ضدها، وأرسل مبعوثا إلى مادورو رئيس فنزويلا -الذى كَمْ عادَتْه بلاده!- وذلك لإقناعه باستقبال طائرات المهاجرين، ودأب ترامب منذ يوم تنصيبه، وحتى قبل ذلك، على إطلاق تصريحات غريبة، فدعا إلى ضم كندا وجزيرة جرينلاند الى بلاده، وأصدر أوامر بفرض رسوم جمركية على كنداوالمكسيك والصين، وهدد بمثلها على الاتحاد الأوروبي. قرارات وتصريحات غريبة، صدمت الملايين فى أنحاء العالم.. حتى جاءت تصريحاته الصادمة للمنطقة العربية كلها، والخاصة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، ناسيا أو متناسيا أن الفلسطينيين ليسوا كالمهاجرين الذين يشحنهم بالطائرات إلى بلاد أخرى، وإنما هم أصحاب الأرض، وكان الأولى به أن يطلب من المحتلين الصهاينة، الذين جىء بهم من دول أخرى إلى أرض فلسطين، أن يعودوا إلى بلدانهم. لقد قوبلت تصريحات ترامب الخاصة بالتهجير بالرفض الرسمى والشعبى فى مصر والاردن، فإذا به يكررها فى كل لقاء يجمعه بممثلى وسائل الإعلام، مما زاد من التفاف المصريين حول قيادتهم السياسية، دعما للموقف المشرف النابع من ثوابت مصر، والرافض لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، لأن ذلك يعنى تصفية القضية الفلسطينية. لقد توجه آلاف المصريين من كافة فئات الشعب إلى معبر رفح، دعما وتأييدا للموقف المصرى، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، الذى يتوهم ترامب، صانع السلام كما يصف نفسه، إمكانية تهجيره. أقول للرئيس الأمريكى وأعوانه: اقرأوا التاريخ جيدا، لتعلموا أن صلابة ووحدة المصريين تتجلى فى أوقات الشدة، وأن اقتلاع شجرة ضخمة، أسهل من تهجير فلسطينى واحد من أرضه.. ارفعوا أيديكم عن غزة، ونحن كفيلون بإعادة بنائها، بأيدينا وأيدى أبنائها.