لأن الثقافة والمعرفة هما أحد أهم محاور قياس حضارة الأمم وتقدمها، أسعدنى كثيرًا ما حققه معرض الكتاب المصرى فى دورته ال 56، التى أقيمت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مركز المعارض الدولية بالتجمع الخامس، وحققت نتائج مبهرة وغير مسبوقة، حيث حظيت بزيارة أكثر من 3 ملايين زائر، وشارك فيها 1345 دارًا للنشر من 80 دولة تمثل قارات العالم و6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية. وللتأكيد أن المعرض المصرى أصبح جاذبًا شاركت فيه ولأول مرة 14 دولة من بينها بلجيكا ورومانيا والنمسا وبلغاريا وتشيلى وهولندا وبيرو وسنغافوره وبوليفيا وحلت سلطنة عُمان كضيف شرف لهذه الدورة، وجاء اختيار المسئولين عن المعرض صائبًا عندما اختير اسم الدكتور أحمد مستجير العالم والأديب المصرى شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل، كما جاء قرار هيئة المعارض بتحديد قيمة تذكرة الدخول بخمسة جنيهات رائعًا حتى يتاح زيارة المعرض لأى مواطن أو مقيم من ضيوف مصر. ومما استرعى انتباهى فى هذه الدورة المميزة لمعرض الكتاب هى المفاجأة، التى قدمتها هيئة قصور الثقافة للزوار، وهى إتاحة حقيبة تحتوى على 25 من الكتب القديمة القيّمة بمبلغ 100 جنيه، كما استحدث فى هذه الدورة تخصيص قاعة لبيع الكتب بأسعار مخفضة، وأيضًا تنظيم لقاءات بين الكتّاب والمفكرين لمناقشة العديد من القضايا الثقافية والاجتماعية بمشاركة مجموعة من مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى. وكم كان رائعًا اختيار شعار معرض الكتاب للعام الحالى «اقرأ.. فى البدء كان الكلمة»، فهو يحمل فى طياته رسالة عميقة تلخص أهمية القراءة ودورها المحورى فى حياة الإنسان وتطور المجتمعات، حيث جمع الشعار بين العمق الدينى والقيمة الثقافية للمعرفة، مما يجعله رمزًا خالدًا للدعوة إلى العلم والتطور.. دامت مصر دائمًا بوابة للثقافة والعلم والمعرفة.