أحسب أنه من المهم والضرورى أن نلفت الانتباه إلى ما تشير إليه القراءة الموضوعية والمدققة، فى دلالة ومعنى الاقتراح أو المطلب الأمريكى الخاص، الذى تحدث عنه وأشار إليه الرئيس الجديد القديم «ترامب» منذ عدة أيام، أثناء حوار له مع الصحفيين ورجال الإعلام الأمريكيين المصاحبين له على طائرة الرئاسة الأمريكية. ذلك بخصوص ما ذكره من أنه سيقترح أو يطلب من الأردن ومصر، القبول بتهجير بعض الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى كل منهما، رغم ما فى هذا الطلب أو الاقتراح من مخالفة صريحة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وأبسط قواعد حقوق الإنسان التى تحرم تحريما قاطعا عمليات التهجير القسرى لشعب من أرضه ووطنه، كما يتجاهل فى ذات الوقت أن هذا الاقتراح أو المطلب هو تدخل مباشر مرفوض فى الشئون الداخلية لمصر والأردن وفلسطين. وأحسب أنه من الضرورى والهام هنا الإشارة إلى أن المتابع لأداء الرئيس ترامب خلال دورته الرئاسية للولايات المتحدةالأمريكية 2016- 2020 وخاصة توجهاته وسياسته المتعلقة بالقضية الفلسطينية بالذات، والصراع العربى الإسرائيلى على وجه العموم - يجد نزوعا واضحا ومؤكدا نحو الانحياز الكامل لإسرائيل طوال السنوات الأربع التى قضاها فى البيت الأبيض،...، بل إذا شئنا الدقة لقلنا إنه كان على قدر كبير من الانحياز المطلق لإسرائيل. والواقع والحقيقة يؤكدان أن انحياز «ترامب» لإسرائيل خلال دورته الرئاسية الأولى قد تجاوز كل الحدود. وقد تمثل هذا الانحياز فى إقدامه لاتخاذ العديد من القرارات العدوانية، بدأها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تم تلاها بالإعلان عن الاعتراف بضم الجولان السورية المحتلة إلى إسرائيل،...، وهو ما مثل فى الحقيقة اعتداء صريحا على الحقوق العربية والقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية. وفى ظل ذلك بات من الضرورى أن ندرك جميعا الحقيقة الواضحة، التى تؤكد الانحياز الترامبى الكامل لإسرائيل وإصراره على تنفيذ كل الأهداف الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين والعرب،...، وهو ما يتطلب وقفة عربية قوية وموقفا موحدا وقويا. فهل يحدث ذلك؟!