أثار إعلان المرشحة إليز ستيفانك كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأممالمتحدة، حالة من الجدل لاسيما وأنها أعلنت تأييدها مزاعم اليمين المتطرف بعبارتها «حق إسرائيل التوراتي بالضفة الغربية» خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لبحث التصديق علي تعيينها. وتزامنت هذه الخطوة من الإدارة الأمريكية مع التصعيدات الأخيرة التي تشهدها الضفة، وبالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، ما يثير التساؤلات حول مدي توازنات السياسة الأمريكية، والدعم الذي ستتلقاه السياسات الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة؟ تُعَدّ ستيفانيك من أبرز المؤيدين لإسرائيل في الكونجرس الأمريكي، ومن داعمي العمليات العسكرية في غزة، معتبرةً إياها جزءً من حق الدفاع عن النفس، كما يشير اختيارها باتخاذ موقف أمريكي أكثر عدوانية تجاه المنظمة الأممية، سيما مع إعلانها بضرورة سحب إدارة بايدن، تمويلها للمنظمة، في حالة استمرت السلطة الفلسطينية في سعيها إلغاء عضوية إسرائيل بالأممالمتحدة. اقرأ أيضًا: «دعم إسرائيل أولوية لترامب».. وزير خارجية أمريكا يغازل الاحتلال من هي ستيفانيك؟ ولدت في نيويورك يوليو 1984، ونشأت لأسرة أوروبية الأصول (تشيكية-إيطالية)، عملت في واشنطن لست سنوات قبل دخولها عالم السياسة، التي التحقت به بشكل جدي من خلال معهد السياسة بجامعة هارفارد، وكانت من النساء القلائل اللائي التحقن به، لذكائها ونزاهتها الفكرية كما تميزت باستعدادها للتمسك بمواقفها. التحقت بالحزب الجمهوري منذ بدايات مسيرتها السياسية في الجامعة، عٌرف عنها توجهاتها المعتدلة، كما شاركت في النشاطات المرتبطة بالحزب الجمهوري، وبعد تخرجها عام 2006، انضمت إلى إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، حيث عملت كمساعدة للسياسات في مجلس الأمن الداخلي، كما ساهمت في الحملات الانتخابية الجمهورية، بما في ذلك عملها في حملة ميت رومني الرئاسية عام 2012، ما أعطاها فرصة لاكتساب خبرة عملية مبكرة ليست بالقليلة. وعند بلوغها 30 عامًا، عادت إلى موطنها في نيويورك، معلنة ترشحها لمجلس النواب الأمريكي عام 2014، لتصبح أصغر امرأة تُنتخب للكونجرس في هذا الوقت، ما يعكس طموحها السياسي المبكر. معاداة ترامب وبداية التحول بعد دخولها الكونجرس، كانت جزءًا من الجمهوريين الشباب الذين ركزوا على جذب الناخبين الأصغر سنًا والأكثر تنوعًا، واتخذت مواقف معتدلة حول تغير المناخ والهجرة وسعت لجذب المزيد من الناخبين للحزب، لكنها واجهت انتقادات من المحافظين لاعتدالها في البداية. تحولت مواقف ستيفانيك تدريجيًا مع تغير منطقتها التي أصبحت داعمة لترامب، سيما بعد انتخابات التجديد النصفي للنواب عام 2018، تحولت ستيفانيك تخوفا من المواقف المتشددة للحزب المحافظ، وفقدانها لمكانتها حيث كات تعرف نفسها بأنها من الجيل الصاعد. بدأ تحولها لتأييد ترامب ، خلال تحقيق التدخل الروسي ومحاكمة عزله عام 2019. برزت كصوت جمهوري بارز، جذبت إعجاب المحافظين وحصلت على تغطية إعلامية واسعة، ما عزز من مكانتها الإطاحة ب«ليز تشيني» بداية الانطلاقة خلقت الاطاحة بليز تشيني بعد انتقادها لترامب بمزاعمه تزوير الانتخابات وتولي مكانها ، فرصة أمامها بأن تصبح ثالث أكبر جمهوري ذو نفوذ بالنواب بعد مات جيتز وماري جوري ما دفع ترامب بإصدار بيانا بقوله" : "إليز ستيفانيك خيار متفوق بكثير، ولديها تأييدي الكامل والشامل لرئاسة مؤتمر الحزب الجمهوري". إن استبدال تشيني بستيفانيك من شأنه أن يرسل إشارة قوية: أن أي شخص يرفض تحمل المسؤولية عن نظريات المؤامرة لترامب لا يمكنه حمل عباءة الجمهوريين. أصبحت رئيسة مؤتمر الجمهوريين في النواب منذ عام 2021، حيث أمضت سنوات في وضع نفسها كواحدة من أكثر حلفاء ترامب ثقة بالكونجرس. كما دافعت عن ترمب بقوة في محاكمتي عزله، وانتقدت لوائح الاتهام الجنائية الأربع الموجهة إليه، بما في ذلك تقديم شكوى أخلاقية في نيويورك ضد القاضي الذي نظر في قضية الاحتيال المدني، و قبل أن يطلق حملته أيدته في سباق2024. حملة إقالة قادة الكليات تصدرت ستيفانيك عناوين الأخبار في ديسمبر 2023، بحملتها لإقالة قادة الكليات الذين لم ينددوا بشكل كافٍ بمعاداة السامية، و أعربوا عن دعمهم لغزة. جاء ذلك في سياق تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث انتقدت ستيفانيك بعض الأكاديميين لتأييدهم العلني للفلسطينيين، معتبرة أن ذلك يعكس تحيزًا ضد إسرائيل. أثارت تصريحاتها جدلاً واسعًا حول حرية التعبير في الجامعات ودور السياسيين في التأثير على السياسات الأكاديمية. زادت شهرتها بعد أن أدت استجواباتها لثلاثة من رؤساء الجامعات بشأن معاداة السامية في الحرم الجامعي، إلى استقالة اثنين منهم، وهو الأداء الذي أشاد به ترمب مراراً وتكراراً. ويبقي السؤال هل سيكون توجه ستيفانيك مثل سابقتها نيكي هايلي سفيرة ترامب بالولاية الأولي والمرشحة الرئاسية السابقة؟