مع عودة الهدوء إلى مختلف مناطق غزة اتفقت كافة الآراء العربية من الخليج إلى المحيط على الإشادة بالوساطة العربية ممثلة فى مصر وقطر وبالجهود المضنية التى بذلها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى هذا السياق على كافة المستويات الإقليمية والدولية. وكان يوم الأحد الماضى 19 يناير بمثابة يوم عيد لأهل غزة وفلسطين عموماً، وذلك مع بدء تنفيذ الاتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وتبادل المحتجزين والأسرى. فبعد 471 يوماً من حرب الإبادة التى شنتها إسرائيل على غزة أكدت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن جيش الاحتلال تلقى أمراً بوقف إطلاق النار بالقطاع .. وأكد جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلى أن تحرر المحتجزين كلف السلطة فى إسرائيل ثمناً باهظاً مشيراً إلى التزام إسرائيل بتحقيق كل أهداف الحرب التى أقرها مجلس حكومة الحرب وأهمها إعادة المحتجزين وتفكيك قدرات حماس، وحذر من أنه لا مستقبل للاستقرار والأمن للجانبين ما دامت حماس فى السلطة فى غزة. وفى نفس السياق أبدى انطونيو جويتريش سكرتير عام الأممالمتحدة قلقه من التراجع عن تنفيذ اتفاقية وقف إطلاق النار، وقال إنه يجب التأكد من أن صفقة غزة ستؤدى لوقف إطلاق نار دائم وأن السلطة الفلسطينية مستعدة لتنفيذ مهامها فى القطاع. ومن جانبه رحب الرئيس الأمريكى السابق وفى آخر أيامه فى البيت الأبيض يوم الأحد الماضى 19 يناير بوقف إطلاق النار فى غزة قائلاً إنه تم تطوير اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بالتنسيق مع مصر وقطر وإسرائيل، وكانت تلك المفاوضات صعبة للغاية، وكان جزء منها لتجنيب حرب أوسع فى الشرق الأوسط ولولا جهود الوسطاء ما توصلنا إلى أى اتفاق وربما وصلنا إلى حرب أكبر. وقد تزامن هذا التصريح مع استعدادات بايدن لمرافقة دونالد ترامب للتوجه معا فى اليوم التالى (يوم الاثنين الماضى 20 يناير) إلى الكابيتول لبدء مراسم تنصيب ترامب رئيساً لبلاده لدورة جديدة. ورغم ما فعلته وتفعله مصر من أجل استقرار الأوضاع فى المنطقة بشهادة الجميع وتأكيدها أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لكل مشاكل المنطقة، فإن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عادت لتكرر مزاعمها وتواصل هجومها على مصر وأن مصر تمركز عددا كبيرا من الدبابات المصرية على الجانب الآخر من معبر رفح الفلسطيني، وزعم تقرير لموقع « Zaman» الإخبارى الإسرائيلى إنه لعدة سنوات غضت القوات المصرية فى سيناء الطرف عن تهريب الأسلحة إلى حماس فى غزة، وهو كلام مغلوط ولا يتماشى مع اتفاقية السلام التى وقعت عليها مصر مع إسرائيل بعد حرب أكتوبر 1973.