أخيرًا وبعد 470 يومًا من صمود المقاومة توقفت أمس أبشع جرائم ومجازر القرن الحادى والعشرين فى حرب الإبادة البشرية التى شنتها إسرائيل على المدنيين فى قطاع غزة.. تم إنفاذ الصفقة التى عرقلها نتنياهو طويلًا حتى رضخ أخيرًا ربما لكسب رضا ساكن البيت الأبيض الجديد وربما خوفًا من تهديدات ترامب الذى توعد بتحويل المنطقة إلى جحيم إن لم يتم وقف إطلاق النار قبل تسلمه الحكم وهو ما حدث بالفعل قبيل 24 ساعة فقط من حفل تنصيبه اليوم رئيسًا لأمريكا، سوف يسجل التاريخ بأحرف من نور الدور المصرى الكبير فى إتمام الصفقة الذى لا ينكره إلا كل جاحد أو حاقد أو أخوانى.. سوف يذكر التاريخ أن السيسى هو من أحبط صفقة القرن وتصدى لأكبر مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية عندما فاجأ بلينكن خلال مؤتمر صحفى باللاءات المصرية الخمسة وهى: لا لتهجير الفلسطينيين لسيناء.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. لا لاحتلال غزة.. لا مساس بشروط قيام الدولة الفلسطينية طبقًا لحدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس.. لا لدخول الأراضى المصرية تحت أى ذريعة... الفرحة مزدوجة بوقف الحرب ورحيل الرئيس الأمريكى بايدن الذى يحاول الآن غسل يديه من دماء الفلسطينيين التى ستلاحقه أينما ذهب، حيث تعرض لموقف محرج خلال المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.. استفز صحفية أمريكية عندما زعم أنه صاحب الفضل فى ذلك فصرخت فى وجهه قائلة: لمن ستنسب كتب التاريخ الفضل فى هذه الصفقة يا سيدى لك أم لترامب؟.. رد عليها بطريقة تهكمية: هل هذه مزحة؟ قالت: لا ترامب هو من ضغط على نتنياهو.. روى بايدن السجال الذى تم بينه وبين نتنياهو قائلا: حاولت إثناء نتنياهو عن القصف العشوائى لتجمعات المدنيين وكان رده: لقد فعلت أمريكا ذلك وقصفتم برلين عشوائيًا وألقيتم قنبلة نووية على اليابان وقتلتم آلاف الأبرياء لأنكم احتجتم الفوز بالحرب.. قلت له: لهذا السبب أنشأنا الأممالمتحدة لنعرف كيف نتعامل مع المدنيين والعسكريين فى الحروب ولا يعقل أن يقتل 1500 مدنى لمجرد أن إرهابى واحد مختبئ بينهم لكنه لم يستجب.. نتمنى أن تضع الحرب أوزارها إلى الأبد .