مخاوف عديدة أثارها اقتراح وزير التربية والتعليم باستحداث نظام جديد يسمى «البكالوريا» يكون بديلًا للثانوية العامة.. خاصة أن هناك العديد من التجارب السابقة التى خضعت لها الثانوية العامة دون عائد أو فائدة، وكانت النتيجة العودة لنفس النظام السارى الآن.. مما يثير الشكوك لدى الأسرة حول جدوى النظام المقترح، بأنها مجرد تجربة قد يكون مآلها نفس التجارب السابقة. الجميع يتساءل ما جدوى نظام «البكالوريا»، وما الهدف منه بعيدًا عن المصطلحات الرنانة، كالقضاء على الدروس الخصوصية، وتخفيف الأعباء النفسية والمالية عن الأسرة.. والبعد عن الحفظ والتلقين وإعطاء فرصة للتفكير والإبداع والفهم، والقضاء على ظاهرة الغش.. وغيرها؟!.. الجميع يعلم جيدًا أن الدروس الخصوصية لن تنتهى طالما لا يحصل المدرس على راتب مناسب، وفى نفس الوقت تريد الأسرة لابنها الحصول على أعلى الدرجات للالتحاق بكليات القمة ذات المجاميع المرتفعة، وضمان مكان فى الكليات الحكومية خاصة مع ارتفاع تكلفة التعليم الجامعى الخاص.. والسؤال الأهم هل تمت دراسة هذا النظام جيدًا من قبل الوزير، ومن ثم مناقشته مناقشة مستفيضة فى مجلس الوزراء للوقوف على إيجابياته وسلبياته؟! هل هى مجرد تسمية «بكالوريا» تم استدعاؤها من الماضى، لا تختلف فى شيء عن التجارب والنظم السابقة التى لم تحظ بالنجاح فور تطبيقها؟! هل تم إعداد المناهج اللازمة لهذا النظام؟! وهل المدرسون مؤهلون لتدريسها؟! هل المدارس بفصولها وأسلوب عملها الحالى مؤهلة لتطبيقه؟! هل الطالب والأسرة مؤهلان لاستيعابه بمساراته التى يجب أن يتم اختيارها بدقة وبخبرة وفقًا لاستعداد الطالب وميوله؟!.. ماذا لو لم يحقق الطالب الدرجات التى تؤهله للالتحاق بالكليات المخصصة للمسار الذى اختاره طب، هندسة، وما مصيره من استكمال التعليم؟!. هناك تخوف بأن تكون الأعباء النفسية والمالية لعامين بدلًا من عام واحد، كما حدث سابقا.. هل النظام مرن قابل للتطور خاصة وأن الواقع العملى يكشف كثيرًا من الأمور.. أم سيتم إلغاؤه إذا تغلبت سلبياته على إيجابياته؟! أنا لا أشكك فى أى نظام جديد.. بل انحاز دائمًا للتطوير.. وأعلم أن كل تغيير يجد مقاومة عنيفة حتى وإن كان للأفضل. أطالب بالتروى فى تطبيق هذا النظام ودراسته جيدًا، ومناقشته من القمة إلى القاع بمشاركة متخصصين وأساتذة جامعات ومدرسين وخبراء وطلاب وأولياء أمور. لم العجلة؟!.. الأسرة قد لا تحتمل أى تجارب جديدة.