دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريحات له اليوم الثلاثاء 14 يناير، إسرائيل إلى التخلي عن "الأسطورة" التي تدعي قدرتها على ضم الأراضي بحكم الأمر الواقع، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتقبل إسرائيل الواقع السياسي الجديد في الأراضي الفلسطينية. وأشار بلينكن إلى أن إسرائيل ستضطر في المستقبل القريب إلى قبول غزة والضفة الغربية كمنطقتين موحدتين تحت قيادة سلطة فلسطينية بعد إصلاحها، وهو ما يتطلب تحولًا جوهريًا في السياسة الإسرائيلية. كما شدد بلينكن على ضرورة منح الفلسطينيين "أفقًا سياسيًا واضحًا" لتحقيق مصيرهم، مؤكدًا أن الفلسطينيين يحتاجون ويستحقون فرصة حقيقية لمستقبل سياسي مستقر. وأوضح بلينكن أن إدارة غزة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار ستتطلب تنسيقًا وثيقًا مع مسؤول كبير من الأممالمتحدة للإشراف على جهود تحقيق الاستقرار والتعافي في القطاع. وقال بلينكن أيضًا إن خطة ما بعد الحرب في غزة جاهزة، وستُسلم قريبًا إلى إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، موضحا أن هذه الخطة تتضمن دعوة السلطة الفلسطينية لتنسيق الجهود مع الشركاء الدوليين لإنشاء إدارة مؤقتة في غزة، مع توفير الدعم اللازم لتسريع عملية إعادة الإعمار. وفيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، أكد بلينكن أنه في حال قبول حماس لوقف إطلاق النار والاتفاق على تبادل الأسرى، فإن الاتفاق سيكون جاهزًا للتنفيذ فورًا. وأشار بلينكن إلى أن الخطة الأمنية تتضمن تشكيل قوة أمنية مؤقتة مكونة من قوات دول شريكة وعناصر فلسطينيين تم التحقق من هوياتهم لضمان تنفيذ الاتفاق بشكل آمن وفعّال. جدير بالذكر أن الصفقة المرتقبة التي تتفاوض عليها الأطراف تشمل بنودًا رئيسية، من أبرزها إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين، إلى جانب تغييرات في تموضع قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق إضافة الى وقف دائم لإطلاق النار وإعادة الأعمار. وقد شهدت الأيام الأخيرة تطورات كبيرة في المفاوضات، حيث مارست الإدارة الأميركية المنتخبة ضغوطًا على الأطراف المعنية لتحقيق تسوية للقضايا العالقة في المنطقة استعدادًا للتركيز على ملفات أخرى ذات أهمية أكبر على الساحة الدولية.