منذ حوالى عشر سنوات تلقيت دعوة كريمة من جامعة المدينةالمنورة لحضور مؤتمر تحت عنوان (إحياء اللغة العربية).. حضر المؤتمر لفيف من كتّاب وأساتذة جامعة ومثقفين من جميع الدول العربية وتحت رعاية امير المدينةالمنورة.. وانتهى المؤتمر بالعديد من التوصيات للحفاظ على تراثنا ولغتنا الجميلة، ولكن للحق أقول: بقى الحال على ما هو عليه بل ازداد سوءا، فعلى طول الطرق والأسماء الأجنبية تزين لافتات المحال والشوارع بجانب أن البعض يرى انه عندما يتحدث اليك لابد ألا يخلو حواره معك من كلمات أو عبارات أجنبية وكله زهو وكأنه بذلك يقول للعالم إنه يتمتع بالرقى والمدنية، ولو علم الغافلون قيمة لغتنا الجميلة وصعوبة تعلمها لافتخروا بها. حديثى هذا بمناسبة إطلاق مبادرة وزارة الاوقاف لعودة الكتاتيب (جمع كُتَّاب) والتى تهدف الى تعلم القرآن بأسلوب تربوى سليم ونشر تعاليمه وتوفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم القيم الاخلاقية والدينية.. وأكدت الوزارة انها ستستقبل طلبات الراغبين فى المشاركة عن طريق الاتصال المباشر بمسئولى شئون القرآن بالوزارة والادارات الفرعية بالمحافظات.. ورأيى المتواضع أن عودة الكتَّاب فيها إحياء للغة العربية لعل وعسى يختفى من يكتب ( لاكن) بدلا من (لكن) ولفظ الجلالة (اللة) بدلا من (الله) و(حبيبت) قلبى بدلا من (حبيبة)، ومن يرفع المفعول به وينصب الفاعل.. وللأسف هذه الامثلة متواجدة فى كل المهن حتى فيمن يحترفون مهنة الكتابة فلا داعى للمكابرة وتذكروا أن كل رموزنا الثقافية والأدبية الذين أتقنوا العربية وأبدعوا فى مفرداتها كانت بدايتهم مع كُتَّاب بلدتهم يحملون معهم اللوح ويجلسون بين يدى سيدهم يتلقون منه تعاليم القرآن الذى هو أصل اللغة العربية فنبغوا وتخرج من عباءتهم الأطباء والشعراء والمعلمون والكتاب إلخ.. جربوا ومش هتندموا.