لغتنا العربية يسر لا عسر .. هي يسر لمن احبها وأتقنها وتعلم قواعدها ، وهي عسر لمن فشل في معرفتها وتعلمها التعلم الصحيح، اللغة العربية من اللغات الثرية، التي تحتوي علي معان وجماليات تنفرد بها عن كل لغات العالم، وإذا كانت اللغة تعكس هوية صاحبها فان اللغة العربية تعرضت لكثير من الحروب الخارجية والداخلية اقصد من المتكلمين بها أنفسهم حين تعلموا وأتقنوا لغات غيرها دون التمسك باللغة الاصلية واعتبار ذلك نوعاً من التقدم والتفرنج لدرجة ان هناك كثيراً من اولادنا لا يعرفون كلمتين باللغة العربية علي بعض، وظللت لغتنا الجميلة محلك سر بين دفتي الكتب وداخل قاعات المؤتمرات المكيفة والأبحاث والدراسات التي تتحدث عن الهوية والثقافة وأهمية اللغة في احياء التراث فاللغة بالتأكيد هي تراث لكل امة و ركيزتها الحضارية ،وجذورها الممتدة في باطن التاريخ. ولغتنا العربية كما قال عنها يوما الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي .. يسر لا عسر، ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها .. ومنذ زمن ليس بالبعيد كان اللحن او الخطأ في اللغة نطقا وكتابة امرا خطيرا تهتز له اقلام المتخصصين، ويمتعض منه كل انسان غيور علي لغته وتراثه الي ان اعتبرت منظمة اليونسكو في مؤتمرها السنوي الذي عقد في باريس منذ ايام قليلة ان اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية في المنظمة العالمية واحتفلوا باليوم العالمي للغة العربية من خلال عقد ندوتين حول علاقة اللغة العربية باللغات الأخري و " آلية دعم ونشر اللغة العربية " بالإضافة الي القاء الشعر العربي وأكدوا علي ان اللغة العربية هي لغة 22 عضوا من الدول الاعضاء في اليونسكو وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي ويستخدمها أكثر من مليار ونصف من المسلمين، وأكدت اليونسكو علي ضرورة التعاون علي اوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد في الميثاق التأسيسي للمنظمة ، اذا كان هذا هو موقف اكبر منظمة عالمية من لغتنا العربية فكيف يكون الحال لأصحابها الذين يتكلمون العربية وهم لا يدركون أهميتها وقيمتها ويتعاملون معها علي انها موضة قديمة مما وضعنا في موقف لا نحسد عليه ووضع لغتنا الجميلة في موقف الخطر الذي تهدده ثقافة ولغة الاجيال الجديدة التي ضعفت لغتها العربية الي حد التعبير عن أي موقف باللغة الاجنبية سواء الانجليزية او الفرنسية لغتنا الجميلة تعاني الاهمال من ابنائها والعدوان من الغزو الثقافي الخارجي، ان اعادة قيمة اللغة العربية لمدارسنا هي الركيزة الاساسية لبناء امة قوية، ولا اعني ان نهمل تعلم اللغات الأخري وإنما اعني الاهتمام بالعربية وجعلها مادة اساسية لجميع الطلبة حتي في المراحل الجامعية وشرطاً اساسياً للحصول علي شهادات الدكتوراة فما اكثر المثقفين والمتعلمين والحاصلين علي اعلي الدراجات العلمية وهم يجهلون لغتهم الاصلية، لماذا لا تكون لغتنا الجميلة لغة عالمية يتعلمها العالم للحصول علي أحدث الدراسات والمعلومات مثلما نفعل نحن الآن مع اللغات الاجنبية ألا تستحق لغة القرآن أن تكون لغة عالمية ؟!