رغم أن ظاهرة الدجل والشعوذة، بدأت منذ قديم الأزل، ورغم التطور الذي أصحبنا فيه إلا أنها ما زالت حاضرة بأشكال عديدة في مجتمعاتنا، وتستهوي الكثيرين وتثير فضولهم، ويستغل الدجال أو المشعوذ غالبًا خدع وأساليب نفسية، لإيهام ضحاياه بقدراته، ويعمل على استغلال ضعف الناس وجهلهم لتحقيق مكاسب شخصية. في واقعة جديدة وغريبة شهدتها محافظة البحيرة، ما حدث داخل تلك المحافظة فاق كل التوقعات، الصدفة وحدها هي من كشفت "دجالة"، اتخذت من شقة بالإيجار مسرحا لمزوالة نشاطها وإيهامها للجيران والأهالي بقدرتها على فك الأعمال وعمل السحر.. ماذا حدث؟، وما الذي وجده الأهالي عندما اقتحموا شقتها وقرروا التمرد على ما تفعله؟.. هذا ما سوف نعرضه فيما تبقى من سطور. البداية كانت بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات مرفق بها صور "سحر وأعمال" زعمت المنشورات مهاجمة أهالي المنطقة لمنزل سيدة لقبوها ب"دجالة البحيرة" تقوم بعمل الأسحار وعثروا داخل منزلها على أجولة مليئة بصور لأشخاص تحمل طلاسم وتعاويذ مختلفة.. لكن من هي تلك السيدة وما قصتها ولماذا تمرد عليها الأهالي وقرروا طردها من المكان، أسئلة كثيرة دارت داخل عقولنا بمجرد رؤيتنا لتلك المنشورات، وكان علينا الوصول لإجابات عليها، هل هذه حقيقة أم أنها مجرد منشورات للبحث عن التريند والشهرة؟!، حتى توصلنا للسيدة التي كشفت اللغز. سر الجارة الجديدة بدأت القصة منذ ثلاث سنوات؛ عندما قررت "م"، الانتقال لعزبة موسى، التابعة لمركز إيتاي البارود، بمحافظة البحيرة، استأجرت شقة هناك، للوهلة الأولى اعتقد الجيران أن جارتهم هذه سيدة طيبة، السماحة تملأ وجهها، لكن في الحقيقة لم تكن جارة عادية بل كانت دجالة من الدرجة الأولى، يأتي إليها الناس من كل مكان قاصدين شقتها؛ إما بغرض أذية الآخرين وعمل أعمال لهم، أو بغرض فك أسحار، وبالتأكيد كل ذلك النصب مقابل مبالغ طائلة، ثلاث سنوات والجيران يلاحظون دخول أناس وخروج آخرين في أوقات متأخرة من الليل، فبدأوا يشكون في الحكاية، وقرروا مراقبتها، حتى اكتشفوا ما تفعله تلك السيدة، جن جنونهم، ظلوا يفكرون ماذا سيفعلون معها، وهم يرفضون ما تفعله.. حتى قررت جارتها؛ التي تدعى نورا، أن تستجمع شجاعتها وتقتحم منزل تلك الدجالة وطردها من البيت، خاصة بعدما تشاجر معها البعض ممن يترددون عليها، وكانت المفاجأة، ما عثر عليه الأهالي داخل الشقة! وأوراق مكتوب بها طلاسم وجوال ممتلئ بالصور الكثيرة لأشخاص مختلفين وعظام لحيوانات مكتوب عليها عبارات غير مفهومة، حجرة أشبه بفيلم الرعب. كشف الحقيقة تواصلنا مع نورا تلك الجارة التي كانت سببا في اقتحام شقة تلك الدجالة وطردها؛ لتحكي لنا تفاصيل أكثر عن ما حدث قالت: "أنا ساكنة فى المنزل المقابل لها، في الأول من حوالي 3 سنوات جت "م" واستأجرت شقة، وكانت طبيعية جدا ومش باين عليها أي حاجة، واكتشفت بعد وقت ما تفعله، كانت هذه الدجالة تسيطر على الناس وتوهمهم بأي وسيلة وخدع على خلاف الحقيقة بقصد التأثير على عقولهم، كانت تأخذ منهم مبالغ كبيرة لعمل أعمال وسحر وشعوذة". اقرأ أيضا: خبير أمني يُحذر السيدات من الدجالين: قد ينتهي الأمر بالمعاشرة الجنسية وأضافت نورا: "كنت على خلاف دائم معها بسبب أنها كانت تدعى إنها قادرة على فك الأعمال وتسخير الجان لعمل الخير وادعائها بعلم الغيب ومعرفة الأسرار أو الأخبار بقصد استغلال الناس، وفي يوم من الأيام حضر بعض الأشخاص وتشاجروا معها لأنها أخذت منهم مبالغ طائلة ونصبت عليهم، في اللحظة دي قررت اقتحام شقتها أنا والجيران وطردها منها، والمفاجأة ما وجدناه، حوالي 6 آلاف صورة لأشخاص وعظام حيوانات مكتوب عليها طلاسم غريبة وعرائس وأوراق مكتوب عليها بالحبر الأحمر كلمات غير مفهومة، نشرت الصور على الفيس بوك على أمل من يتعرف على صورته يأتي الينا فورًا، وبالفعل تواصل معنا أناس كثيرين واعطيناهم صورهم وأوضحنا لهم أن ما تفعله هذه الدجالة هو نصب ولا يوجد شيء اسمه أعمال وسحر وخلافه ممن يدعيه هؤلاء الدجالين. الحكاية لم تنته هنا، فلك أن تتخيلي أن يجلس شخص وسط أسرته وفجأة يجد صورته عندما كان عريسًا منشورة عبر الفيس بوك ويقال أنهم عثروا عليها داخل شقة دجالة، كيف تكون الصدمة التي سوف تحل به؟! هذا الشاب بالفعل موجود ويدعى محمد، منذ أن وجد صورته عبر الفيس بوك وهو لم يتمالك أعصابه، كان متزوجًا ويعيش حياة طبيعية حتى انقلبت حياته رأسًا على عقب بعد ظهور هذه الصورة؛ بدأ يشعر بالتعب والخنقة طول الوقت سواء في البيت أو العمل، ثم بدأت تدب المشاكل بينه وبين زوجته وهذا شيء طبيعي حتى انفصل عن زوجته منذ 4 سنوات. محمد قال: "بمجرد ما شوفت صورتي على الفيس اتصدمت ماكنتش مصدق، مين عمل فيا كده ودمر حياتي بالشكل ده، أنا حتى أول مرة اسمع عن اسم العزبة اللي قالوا فيها الدجالة دي، لكن الحمدلله على كل حال أنا دلوقت متزوج بسيدة أخرى بعدما انفصلت عن زوجتي الأولى وأم ابني". ظاهرة الدجل نشأت منذ فترة طويلة، فاللجوء إلى المشعوذين وقارئى الطالع ظاهرة عالمية، غير أنها تعتبر من أكبر المحرمات، التي نهى عنها الدين الإسلامى وتعد من أكبر المشكلات في المجتمع، فكثيرًا ما نسمع أو نقرأ قصصًا، وحكايات عن عمليات النصب والاحتيال، ورغم أن وزارة الداخلية باستمرار تقوم بحملات لمحاصرة هؤلاء الدجالين والمشعوذين لكن لا يزال البعض منا يصدق هذه الخرافات.. والسؤال: متى تنتهي تلك الظاهرة؟، ومتى يقتنع الناس أن لا أحد يستطيع أن يضر أحدًا بيده ولا ينفعه، فكله بإرادة الله وحده.