تغير شكل الحروب العالمية، ولأنها باتت حروبا «تكنولوجية»، فلم نعد نعلم مَن يفوز بها!، فلم يعد استخدام الأسلحة مقتصرا على تلك المعدات والمتفجرات التى تربينا على مشاهدتها فى الأفلام السينمائية أو حكى عنها لنا أهالينا الذين عاشوا واقع مماثل. الحرب الأشرس من وجهة نظرى، التى تعتبر الحرب الأولى التى شهدها جيلى، هى تلك التى استخدمت فيها أمريكا هجومها على الصين بسلاح «التكنولوجيا» باستهداف شركة محمول صينية لديها فئة كبيرة من المستخدمين حول العالم، وبالتالى استهدفت اقتصاد دولة من خلال هواتف محمول جعلتها مجرد قطعة من الخردة. الأزمة بدأت مع الولاياتالمتحدة فى 2019، عندما فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على هواوى، شملت منعها من استخدام خدماتها الأمريكية جوجل (Google Mobile Services) وتقييد تعاملها مع الشركات الأمريكية مما أدى إلى خسائر كبيرة فى حصتها العالمية. ولكن الحقيقة أن الجانب الصينى يستحق أن ترفع له القبعة بعد الوقوف بقوة دون استسلام، لنجد هواوى تتبنى استراتيجيات تطور نظام التشغيل الخاص بها HarmonyOS ومتجر التطبيقات AppGallery كبدائل عن أندرويد وخدمات جوجل. كما ركزت على الأسواق الناشئة مثل إفريقيا والشرق الأوسط، ووسّعت استثماراتها فى الحوسبة السحابية وشبكات الجيل الخامس. الحرب لم تنته، وما زلنا نتابع خططا وجهودا لم نكن سنصدقها، ولم يتحدث عنها كتاب دروس القراءة التى تعلمناها فى الصغر والتى وقف تنبؤاتهم على ان السيارات فى عام 2000 كانت ستسير ب«عصير القصب» وهو أيضا ما لم يحدث حتى الآن.