◄ الرئيس السيسي أنقذ المقابر التاريخية من الضياع ◄ لم يتبق من آثار غزة إلا 14% و«حي سلوان» بالقدس مهدد بالانهيار ◄ دعم الوعي العربي بحضاراتنا مهمة قومية ◄ آثارنا بالخارج لن تعود.. وقوانين الغرب تحمي مصالحه فقط من على أرض الحضارة الفرعونية، أقدم حضارة عرفها العالم أجمع، يطل علينا اتحاد الآثاريين العرب المنبثق عن اتحاد الجامعات العربية بطرازه المستوحى من العمارة العربية والإسلامية. صرح عظيم عمره 28 عاما يحمل بين أعمدته تاريخ أمتنا العربية والإسلامية المنكوبة والمدمرة معظمها، ويؤرخ لخطة شيطانية ممنهجة، لا تستهدف البشر فقط؛ إنما تستهدف أيضاً تاريخهم الإنسانى وحضارتهم سعياً لطمس هويتهم العربية والإسلامية. إنها خطة الصهيونية العالمية التى ينفذها الكيان المحتل فى عالمنا العربي بمساعدة قوى غربية تحت مسمع ومرأى من منظمات دولية وعالمية. وفى إحدى غرفه الكبيرة يتصدر المدخل طاولة اجتماعات شاهدة على تجمع قامات مصرية وعربية انشغلت- وما زالت- بأخطر ما تعانيه وتواجهه أمتنا العربية والإسلامية. وفى إحدى زوايا غرفة مكتب د. محمد الكحلاوى، أستاذ الآثار والعمارة الإسلامية بكلية الآثار، جامعة القاهرة، ورئيس المجلس العربي للاتحاد، هذا فضلاً عن كونه عضوًا بعدة لجان كاللجنة الدولية للقدس، ولجنة الخبراء فى الإيسيسكو، وعضو اللجنة العليا للتخطيط بمجلس الوزراء، لنبدأ الحوار معه بالتالى: ◄ بينما تسير دولة الكيان المحتل بخطى واسعة لتحقيق عقيدتها الصهيونية فى فلسطين ثم لبنان والآن سوريا، وتخطط لبناء هيكل سليمان المزمع وجوده فوق هضبة الحرم القدسى.. فما صحة هذه المزاعم؟ - هذه المزاعم حقيقية، نحن نتحدث عن منهجية إسرائيل فى التفكير. إسرائيل أخذت السردية التوراتية فيما يتعلق بما جاء فى التوراة واعتبرته حقيقة تنفذها على الأرض. فى المجال الأثرى بمصر نرفض رفضاً مطلقاً أن نقحم الدين فى البحث الأثرى، لكن عدونا يرى أن هذه حرب مقدسة بالنسبة له لأنه يعتمد اعتمادا كليا على ما جاء فى التوراة من مزاعم- على حسب قوله- أن الهيكل بنى على أنقاضه المسجد الأقصى. من هنا كانت الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة منذ 1967 حتى الآن على المسجد الأقصى ويتضح ذلك فى عمليات الحفر العشوائى والأنفاق العنكبوتية التى حفروها تحته. توجد آيات صريحة فى القرآن منها: «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية»، هذه الآية موجهة إلى فرعون، لكن لا يقبل منى أن أقول إن المقصود بفرعون هنا فرعون موسى! بينما يتسنى لنا أن العالم كله يؤيد الرؤية التوراتية لإسرائيل ويرفض أن نتعامل نحن بالرؤية القرآنية إذا صح لنا التعبير. المشكلة الأساسية أننى أحاكم اليوم، وتراثى يضيع، والمدن الإسلامية تضيع، والبشر يضيع، ومن ثم طمس هوية البشر والحجر نتيجة لهذه المنهجية المتعمدة والمبنية على حسابات وعلى سردية تاريخية فى زعمهم أنها مقدسة. ◄ منهجية التدمير ◄ ما حجم ما تم تدميره من تراث في فلسطين المحتلة؟ - لا بد أن نفرق بين ثلاثة أماكن مهمة جدا فى فلسطين: القدس، والضفة الغربية، وغزة. هذا هو الجزء المتبقى من الوجود الفلسطينى فى دولة فلسطين التى كانت، والذى يمثل 10%، بمعنى أن اليوم 90% من الأرض نفسها فى يد إسرائيل وحتى تلك ال 10% لم تتركها إسرائيل بل بنت عليها مستوطنات. بالتالى حجم التدمير هو حجم الاستحواذ على الأرض فى ظل رؤية عربية إسلامية غائبة. ثم فقد القدسالشرقية التى لم يصبح لنا فيها إلا حى «الشيخ جراح»، الذى انبرى العالم كله لإنقاذه إلا أن الاحتلال نفذ مخططه أيضاً ولم يبق إلا حى «سلوان». تلك الحفائر خطيرة جداً لأن مساحة الحفرية تسمح بسير سيارة نقل أما الصحيح فلا بد أن تكون الحفرية بطول قائمة مَن يسير فيها. إذا هى تسعى إلى خلخلة الأرض كلها وبالتالى كل المنازل الأثرية القديمة تشققت. أصدرت إسرائيل قانون أن أى أرض عليها منزل تدعى ممنوع بناؤه من جديد. هم يتبعون منهجية فى التدمير طويلة النفس أساسها طمس البشر وطمس الحجر وللأسف نحن كأمة عربية واسلامية نواجه هذا بالاستنكار رغم أننا نمتلك أقدم وثيقة أممية من عصبة الأمم جاء فيها أن القدس وحائط البراق هو حائط إسلامى لكن ماذا فعلت إسرائيل؟ أزالت أحياء إسلامية كبيرة مثل حى المغاربة وسيدى بومدين وحولت حائط البراق إلى حائط المبكى أمام مرأى ومسمع المنظمات المعنية بالتراث والآثار. ◄ كيف واجه اتحاد الآثاريين هذا المخطط التدميري؟ - بصفتى عضوا باللجنة الدولية للقدس ولجنة الخبراء فى الإيسيسكو تقدمت بمشروع أن إسرائيل اليوم تعمد إلى هدم المسجد الأقصى عن طريق تنفيذ حفائر تحته، ولأن المسجد الأقصى مقام على حوائط حاملة، فهذا معناه تفريغ الأرض، وبالتالى إذا حدثت ذبذبة أو زلزال بدرجة 4 ريختر سينهار المسجد وهذا هو مخططهم. العالم كله عندما جاء إلى مصر وإلى الرئيس السيسى لم يكن ذلك للعمل على إيقاف الحرب ولكنهم جاءوا طلباً بتهجير أهل غزة إلى سيناء حتى تنتهى إسرائيل من تنفيذ مخططها؛ وكان الرئيس واعيا لهذه المخططات. ◄ اقرأ أيضًا | اجتماع عربي إفريقي إسلامي لدعم القضية الفلسطينية ◄ ورقة ضغط ◄ إذن ما تقييمك لدور مصر في التصدي لمخطط التهجير؟ - عدم امتثال مصر للضغوط الأوروبية والأمريكية فى عملية فتح منافذ لتهجير الفلسطينيين حفاظاً على بقاء الهوية العربية لغزة قرار حكيم وعمل بطولى ومحنك من السياسة المصرية ومن الرئيس السيسى؛ ومن وجهة نظرى أن هذا العمل كان لا بد أن يواكبه عمل سياسى كبير مثل اجتماع طارئ تعقده مصر وتدعو إليه، وهى القوة الناعمة الحقيقية فى المنطقة، ولا توجد دولة عربية خليجية أو إفريقية أو مشرقية تعرضت لمأساة إلا وجاءت شعوبها إلى مصر. إذن مصر بطبيعتها حاضنة وأتساءل لماذا لم تتخذ هذه الورقة وسيلة لتوحيد الأمن القومى.. الحكومة المصرية كانت قوية عندما أخذت القرار أنها لم تتمثل إلى أى ضغط ولكن على صعيد آخر لا يتبقى من آثار غزة إلا 14% ولا يتبقى من آثار القدس شىء إلا حى سلوان الذى سينهار بعد 40 سنة لأنه ممنوع من ترميمه. عدونا يخطط بمنهجية مدمرة ونحن لا نستطيع أن ندافع بمنهجية معمرة. ◄ سرقة العراق ◄ تعرضت الآثار العراقية لعمليات نهب وتخريب واسعة من التنظيمات الإرهابية، فما الإجراءات التي اتخذتموها للحفاظ على التراث العراقي؟ - بمجرد أن حدثت مشكلة العراق، جاء د. المشهدانى وكان رئيسا لاتحاد المؤرخين العراقيين ليقابلنى ومعى د. على رضوان، رحمة الله عليه، وقال لنا إن العراق فى خطر وأنه معد له سيناريو مأساوى، وطلب منا رفع خطاب لمنظمة اليونسكو ليضع لافتات لراجمات القنابل على المتاحف العراقية والمناطق الآثرية حتى لا تستهدفها. آنذاك كانت حرب الخليج والاتحاد يضم 4000 عضو اجتمعنا فى جامعة الدول العربية، وكان عمرو موسى حاضرًا. وبالفعل استجابت اليونسكو ووضعت لافتات كبيرة جدا على المتاحف الإقليمية والمواقع الأثرية وبدلاً من أن تستهدف تلك المواقع بالقنابل دخل الأمريكان المتحف القومى بالدبابات وحملوا معهم كل ما يتعلق بتراث العراق أى أكثر من 80 ألف قطعة!.. ترأست الوفد المكلف بالذهاب إلى العراق فى وسط الأزمة احتراماً لهذه الحضارة الكبيرة العظيمة، ولكن عندما ذهبت طلبوا منا أن نوقّع على ورقة أننا مسئولون عن أمننا الشخصى لأنهم لن يكونوا برفقتنا ونحن نتفقد الأماكن الأثرية. أشرت على رفقائى وكان عددهم 7 أنه ليس من العقل أن نضيع أنفسنا لذلك عدنا وأدركت حينها أننا أمام أناس تنفذ مخططا، وأن الصهيونية العالمية ليست فقط هى اسرائيل إنما هى فى الولاياتالمتحدة، وفى بريطانيا على وجه الخصوص، وفرنسا وألمانيا.. كل تلك الدول تعاون الكيان على تحقيق خريطة التقسيم. ◄ «زراعة» تاريخ! ◄ ما السبب الرئيسي لاستهداف الآثار التاريخية سواء بالسرقة أو النهب أو التدمير؟ - المقصود تفريغ المجتمع العربى من آثاره وتراثه وزرع فكر ومعتقد آخر وتنميته وهم يعرفون كيفية تسويقه عالميا. إسرائيل عندما دخلت إلى الموصل وإلى بابل أثناء حرب العراق زرعت لها وجودا وزرعت لنا آثارا ستظهر بعد 50 عاما أو 100 عام. كذلك «الأفروسينترك» ومزاعم اليهود وأكاذيبهم أنهم بناة الأهرامات. الأخطر أننى أستضيف هؤلاء هنا. بحكم أنى مسئول فى وظيفتى عندما ألمس أشياء تمثل خطورة لا بد أن أمنعها مثلما حدد الرئيس السيسى أن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر لمصر لأنها تمثل أمنا قوميا، أنا أحكم برؤية شمولية لأننى قبل أن أكون دارس آثار، فأنا دارس تاريخ وحضارة. العدو لن يردعه أننى أغلق حدودى علىّ جيدا، فهو يتسلل من ناحية أخرى ويشكك فى تراثى. كل يستخدم الآثار وفقا لمنهجيته. ◄ على مقربة من العراق حدث نفس الأمر في سوريا.. فماذا فعل الاتحاد بهذا الشأن؟ - قبل أحداث 2011 طلبنا موعدا مع رئيس الجمهورية السابق بشار الأسد وحدد لنا برنامج زيارة مدته ربع ساعة امتد إلى ساعتين ونصف ساعة أوضحنا فيه أن سوريا فى خطر وأن دورها بعد العراق لأن الهدف كل مناطق الحضارات. استمع إلينا الرئيس السابق جيدا وقال إنه يعلم جيداً أن الدور على سوريا، وأنه يعرف أنها ستتعرض للضرب وأن الضربة ستكون من الداخل. ثم طلب منا أن نسجل كل آثار سوريا، وأنه سيضع كل إمكاناته أمامنا. انتهت الزيارة ثم قامت الطامة الكبرى فى سوريا ولم نستطع أن نفعل شيئاً سوى نداءات لليونسكو ونداءات للجامعة العربية التى نتبعها. نحن لنا باع ووجود فى دول المنطقة العربية لكن المشكلة أن الاتحاد منظمة غير حكومية، وكل ما نملكه عبارة عن توصيات أرفعها لاتحاد الجامعات العربية، ومن هناك ترفع إلى جامعة الدول العربية. ◄ مركز المعلومات ◄ وماذا عن آثار اليمن وليبيا والسودان والصومال وغيرها من الدول العربية؟ - توجهت بالاسم مع ثلاثة أفراد منهم الراحل عبد العظيم المغربى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب لمقابلة الرئيس الراحل معمر القذافى من أجل آثار ليبيا التى كانت موجودة فى أكبر المناطق الأثرية هناك: لبدة وصبراتة وكانتا من المدن الرومانية الكاملة وروما لا تمتلكها. الأرض العربية حافظة لحضارات العالم وللأسف تم تدميرها. لم يتخل اتحاد الأثريين العرب عن دوره فى حماية التراث والفضل فى ذلك يرجع للشخصية الوحيدة التى شعرت بنا وهو الشيخ سلطان بن محمد القاسمى، الذى بنى لنا هذا المكان منذ 28 سنة عندما أدرك أن لنا دورا فى حماية التراث المنكوب والمدمر. وطلبت بناء مركز معلومات هنا لنضمن سلامة الآثار التى تدمر فى عالمنا العربى اليمن والعراقوسوريا، حيث يتم جمعه مع منسقى الاتحاد الموجودين فى كل الدول العربية مثالاً ولا تجمع معلومة إلا من مصدرها الرئيسى وعلى لسان مسئول الآثار لأى بلد. ◄ مقابر مصر الأثرية ◄ وكيف ترى دور الاتحاد في الحفاظ على آثارنا التاريخية؟ - فيما يخص هدم المقابر الأثرية وبصفتى عضو اللجنة العليا للتخطيط بمجلس الوزراء اعترضت على هدمها وعقدنا اجتماعا طارئا حضره عمرو موسى ورفعنا الأمر إلى الرئيس الذي استجاب وأوقف العمل وطلب تشكيل لجنة، ولم أكن عضواً بها، وجاءت اللجنة بنفس التوصيات التى تقدم الاتحاد بها. كل مَن يقول أن تلك المقابر ليست أثرية مخطئ لأن هذه أقدم بقعة على مستوى إفريقيا. المصريون منفردون بميزة خاصة جداً، هم يريدون الحصول فى حياتهم على البركة وعند مماتهم يريدون الحصول على الشفعة لذلك نجد أحياءنا السكنية ومبانى الموتى مرتبطة بالحسين، والسيدة زينب، والسيدة نفيسة، والإمام الشافعى، وغيرها.. هذه المقابر عمرها 1400 سنة وعدم تسجيلها يرجع لعدم وجود ميزانية، أى شىء أريد تسجيله كأثر لا بد أن يكون لدى ميزانية لذلك. ومَن يقول إن هناك مادة بالقانون أنه يمكن التسجيل بعد 100 عام أرد أن هناك أيضاً مادة تنص على أن المبنى لا بد أنه يكون حاملاً مميزات معمارية وفنية نادرة وهذا موجود بالفعل. نحن ذراع من أذرع الدولة ولا نعمل إلا لصالح الدولة. ◄ أطلق د. زاهى حواس حملة توقيعات لاسترداد آثار مصر بالخارج، فهل ستدعمون مصر في هذا الملف؟ - إنها دعوة متأخرة. لماذا لم يدع إليها عندما كان وزيراً أو رئيساً للهيئة. تلك الدعوة لم تبدأ من عنده، بل بدأت فى اتحاد الآثاريين العرب مع زميل جليل وعزيز وهو د. أحمد راشد. لكن د. حواس له «حضور» والاتحاد ليس له هذا «الحضور». د. زاهى صديق لى وقد انتقدته فيما يخص هذه الحملة. ◄ الحفائر «الخلسة» ◄ لكن ماذا عن إمكانية عودة آثارنا الموجودة بالخارج؟ - لن تعود! لأن ما يسرق فهو يسرق كل يوم. المشكلة أن الغرب سنّ لنفسه قوانين تحميه ولا تحمى أى دولة. مصر ما زالت بها حفائر «خلسة» ونحن لدينا قوانين تجرّم تلك الحفائر وعقوباتها السجن والغرامة لكن إلى أن يكتشف هذا. لقد جاءت إلى الاتحاد سيدة وقورة يرافقها ابنها ومعها 350 قطعة أثرية بها ذهب، اكتشفت وجودها بعد وفاة زوجها بفترة داخل صناديق فى جراج منزلها. على الفور اتصلت بسيادة وزير الآثار وطلب منها مقابلة المسئول بإدارة توثيق الآثار وبالفعل ذهبوا إليها. تلك سيدة مصرية عظيمة زوجها جمع هذه الآثار عندما كان له الحق فى جمعها، وعلى الرغم من أن ابنها لا يعمل، فهى لم تفكر فى التصرف بها فضلا عن أن تلك الحفائر غير مسجلة ولا تعرف الدولة عنها شيئا. كان لا بد أن يتم تكريم هذه السيدة الفاضلة حتى تكون قدوة لغيرها ممن يبيعون تلك الحفائر لأنهم لا يعرفون قيمتها. ◄ إنماء الوعي ◄ أنت تعلم أن دولنا العربية صاحبة حضارة وتراث، فما دوركم في تسليط الضوء على هذا التراث وحمايته؟ - دورنا الأساسي هو إنماء الوعى بهذه الحضارات الموجودة على أرض العرب عن طريق إصدار كتيبات تحمل اسم «الوعى الأثرى» كل فى بلده، كما أسسنا فى الاتحاد بانوراما التراث بالتعاون مع مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع لمكتبة الإسكندرية لتقدم عروضاً عن تراث وآثار مصر والوطن العربى من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة الهدف منها توثيق الآثار الموجودة بالدول، التى تعانى الصراعات المسلحة. مهمة إنماء الوعى وإذكاء الوعى بآثار العالم العربي مهمة قومية وليست مهمة الاتحاد فقط. لذلك نحتاج أن يكون هناك اهتمام إعلامى يسلط الضوء بشكل دورى على آثارنا المصرية والإسلامية. الاتحاد يصدر مجلة إعلامية حازت على أحسن مجلة آثار. لدينا أيضاً برنامج للمرمم الصغير حيث نستضيف أطفالنا الصغار ليقوموا بعمل تماثيل توت عنخ آمون بأياديهم، وينحتون ويلونون ويرسمون وأتمنى أن يكون هناك بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم في هذا الصدد. لدينا هنا الشيخ د. علي جمعة وهو مختص ببرنامج الداعية المعاصر، حيث يتعلم الداعية الفن والآثار لتكون دعوته معاصرة وليست قائمة على الترغيب والترهيب الذى يجعل الناس تنفر من الدين. ◄ عودة 28 ألف قطعة ◄ ما أشهر القضايا الأثرية، التى أسهم الاتحاد فى دعمها وحمايتها؟ - لا توجد قضية تركها الاتحاد من العراق، إلى سوريا، إلى ليبيا، إلى فلسطين، إلى القدس، إلى غزة، إلى السودان، إلى اليمن. لم نترك مكانا إلا وكنا قائمين على المشكلة وقائمين على طرق حلها وأسهمنا على قدر إمكاناتنا بإرجاع بعض الآثار فى ليبيا ونعمل حالياً على توثيق آثار غزة، والآثار المنهوبة فى السودان، كذلك أسهمنا بشكل كبير فى عودة آثار العراق عندما أصدرنا قرارا بالتعاون مع إدارة الآثار العربية ينص على أن أى دولة فى العالم سيظهر فيها آثار العراق ستمنع من ممارسة العمل الأثرى والبحث العلمى فى البلاد العربية، ونجحنا بهذا القرار فى عودة 28 ألف قطعة بسبب وجود إرادة. ◄ ما رؤيتك لطرح فكرة إنشاء مركز بحوث الآثار؟ - لا أؤيد فكرة تقسيم المقسم لأن كل جامعتنا المصرية بها كليات آثار وهى تعتبر مراكز بحوث. المطلوب أن نعين تلك الكليات على القيام بدورها وليس سحبه منها. من المفروض أن يكون دور كليات الآثار الأكاديمى مركزا للبحوث والدراسات المستقبلية، ورؤية المخاطر التى تحيط بالآثار، والتفكر فى كيفية درء هذه المخاطر. كليات الآثار المصرية عبارة عن مشروعات علمية أكاديمية. اليوم وزير التعليم العالى يصرح بأن جامعاتنا المصرية ضمن التصنيف العالمى إذن لا بد من منحهم الحق فى أن تكون لديهم إمكانات من أجل تشكيل لجنة من كليات الآثار لتكون مركزاً للبحوث والآثار. ◄ أخيراً حلم يتمنى رئيس اتحاد الآثاريين العرب تحقيقه؟ - أتمنى أن أرى كل القضايا التى تحدثنا عنها وتخص أمتنا العربية التى للأسف الشديد تدفع فاتورة رهيبة لطمس البشر والحجر، وأن تعود قوة عالمنا العربى والإسلامى درعا واقية لحماية التراث العربى وحماية الإنسان العربى من مخاطر ضياع هويته.