مقولة القائد العسكرى والمفكر الاستراتيجى الصينى سون تسى (544 - 470 ق.م ): «إذا عرفت عدوك وعرفت نفسك، فليس ثمة شك فى النصر بدون مخاطر»، تعد القاعدة الذهبية التى تؤخذ فى الاعتبار قبل مواجهة أى خصم، أيًا كان موقعه سواء فى مصاف الدول الكبرى أو النامية، أو حتى على مستوى الأفراد، وفى ظل انتشار النزاعات المسلحة وشيوع الفوضى فى مناطق عدة من العالم، لا يمكن تجاهل دور الولايات المتحدة الأمريكية وضلوعها فى تشكيل الأحداث الراهنة، مما يجعلنا فى حاجة إلى قراءة جديدة متمعنة فى نظامها وفكرها العسكرى، الذى يؤثر بشكل كبير فى سياساتها الحالية. كتاب «تاريخ النظام العسكرى الأمريكي»، الذى صدر حديثًا بالصين عن دار الشعب، للخبير الصينى «تشن هاى هونج»، أستاذ التاريخ بكلية التاريخ والثقافة بجامعة شاندونج للمعلمين، والمتخصص فى التاريخ العسكرى الأمريكي، والحاصل على عدة جوائز مرموقة داخل الصين، وعلى منح بحثية ونشر من مؤسسة فورد ومن جامعة هوبكنز بالولايات المتحدة. اقرأ أيضًا | باحث ينجح في إعادة تدوير مخلفات الإسفنج بكفاءة عالية الكتاب يعد مرجعا أكاديميا شاملا فى 863 صفحة يبحث تطور النظام العسكرى الأمريكى منذ نشأة مستعمرات أمريكا الشمالية وحتى وقتنا الحاضر، ويناقش فى مراحل تاريخية مختلفة تطور التشريعات القانونية والضوابط فى تشكيل الفكر العسكرى الأمريكي، ونظام التعليم العسكرى والبحث العلمي، ونظام الإمدادات اللوجستية ودورها فى عملية بناء القوات المسلحة، والنزاعات المسلحة والحروب التى شاركت فيها الولايات المتحدة فى مناطق عدة من العالم. وفيما يلى نلقى الضوء على لمحات مما جاء فى الكتاب: ميليشيات مستعمرات أمريكا الشمالية «1607 - 1775» منذ اكتشاف القارة الأمريكية، وأصبحت هدفًا للنهب الاستعمارى من قبل القوى الأوروبية، وكانت إسبانيا والبرتغال الرائدتان فى الملاحة أول من وصل إليها، وبعد فترة من القتال، قسم الطرفان مناطق نفوذهما فى القارة الأمريكية، فاستحوذت البرتغال على البرازيل، بينما سقطت مناطق أخرى فى يد إسبانيا، التى قامت بتطوير أمريكا الوسطى والجنوبية وأنشأت مستعمرة فى فلوريدابأمريكا الشمالية. بحلول القرن السابع عشر، انضمت قوى أخرى مثل بريطانياوفرنسا وهولندا لتتقاسم العالم الجديد، وانخرطوا فى قتال لما يقرب من 100 عام من أجل الهيمنة على أمريكا الشمالية، تمكنت بريطانيا خلالها من إنشاء ثلاث عشرة مستعمرة، احتفظت بحكمها الذاتى حتى منتصف القرن الثامن عشر. فى ذلك الوقت، كان هناك عدد قليل من الكتب التى نظمت قواعد الحرب التى يجب على الدول المتحاربة الالتزام بها، مثل كتاب «حول قانون الحرب والسلام» لهوجو جروتيوس فى القرن السابع عشر، وكتاب «قانون الأمم» لإمير دى فاتل فى القرن الثامن عشر. كما استخدم مستعمرو أمريكا الشمالية والقوات البريطانية خلال حروبهما استراتيجيتين: استراتيجية محدودة على النمط الأوروبى خلال حرب الهيمنة مع فرنسا، حيث تجرى المعركة فى نطاق محدود وتنتهى بتحقيق الغرض منها؛ واستراتيجية عامة خلال الحرب ضد الهنود الحمر السكان الأصليين، تهدف إلى تدمير الأساس الاجتماعى للهنود، وتدمير قراهم ونهب ممتلكاتهم وارتكاب إبادة جماعية فى حقهم. ولعبت ميليشيات أمريكا الشمالية دورًا كبيرًا فى تعزيز تنمية المستعمرات والحفاظ على أمنها، وتعلموا وأتقنوا التكتيكات الهندية، مثل تكتيكات حرب العصابات، والاستطلاع، والكمائن، والهجمات الليلية، لتكون النواة لتشكيل نظامًا عسكريًا فريدًا وديناميكيًا، متأثرًا بالبيئة الفريدة للمستعمرات وبأفكار التنوير الأوروبية، التى كان من أبرز ممثليها بنجامين فرانكلين وتوماس جيفرسون. وأدى توسيع سلطة مجالس المستعمرات وإضفاء الطابع الديمقراطى على الكنيسة إلى ترسيخ الأفكار الديمقراطية بعمق. وبحلول القرن الثامن عشر، كان الكونجرس القارى قد استحوذ على السلطة العسكرية، وله الحق فى وضع السياسات العسكرية، واتخاذ القرار بشأن الاعتمادات والنفقات العسكرية. أفكار واشنطن العسكرية وحرب الاستقلال «1775 - 1783» مر نضال المستعمرات ضد بريطانيا بمحطات عدة، استخدمت خلاله بريطانيا القوة لقمع الانتفاضات الشعبية، وتعد «مذبحة بوسطن» فى عام 1770 نقطة تحول نحو الكفاح المسلح ضد الإمبراطورية الأم. وفى عام 1774، تم تأسيس أول سلاح فرسان فى الجيش الأمريكى فى فيلادلفيا. وبحلول عام 1775، بدأت الحرب الثورية ضد بريطانيا، ودار القتال فى البر والبحر معًا. وفى 4 يوليو 1776، تم اعتماد إعلان الاستقلال، الذى كتبه توماس جيفرسون، معلنًا رسميًا انفصال المستعمرات الثلاثة عشر عن بريطانيا لتصبح دولة مستقلة باسم الولايات المتحدة الأمريكية. خلال الحرب الثورية، كانت السيطرة على البحر أمرًا حاسمًا لكلا الجانبين اعتمد الجيش البريطانى على خطوط إمداد طويلة عبر المحيط الأطلسي، وكان على الولايات المتحدة الحفاظ على إمكانية الوصول إلى العالم الخارجى للحصول على المساعدات الأجنبية، لذلك، فى عام 1775، تم رسميًا إنشاء قوة بحرية بقيادة إسيك هوبكنز، وفى عام 1776، تم صناعة أول غواصة على يد ديفيد بوشنيل. كما تم استخدام عدد من الاختراعات الجديدة لأول مرة لاستهداف السفن الحربية البريطانية مثل الألغام البحرية. وفى فبراير 1780، تم إنشاء رابطة «الحياد المسلح» بقيادة روسيا لكسر احتكار بريطانيا للبحر، لتجد نفسها فى النهاية محاصرة من جميع الجوانب. كانت لأفكار جورج واشنطن ومهاراته العسكرية تأثيرًا كبيرًا فى مستقبل الدولة العسكري، فقام بالتركيز على بناء جيش نظامى محترف، واعتبر كتاب «الانضباط العسكري» الذى كتبه همفرى بلاند أفضل دليل للتكتيكات العسكرية. كما تضمنت أفكاره العسكرية خلال الحرب الثورية بشكل أساسى الاهتمام بالعمل الاستخباراتي، وكان وراء فكرة إقامة تحالفات عسكرية مع فرنسا ودول أخرى، لإداركه التفاوت الكبير فى القوة بين بريطانيا والولايات المتحدة، ليضمن تحقيق النصر النهائى فى الحرب واعتراف بريطانيا بالاستقلال. «نظرية القوة البحرية» لهامان و»نظرية تفوق الأبيض» لروزفلت لتلبية الظروف العالمية الجديدة واحتياجات التوسع الخارجى الأمريكي، تبنى الفكر العسكرى الحديث أفكار الاستراتيجى البحرى ألفريد ماهان مثل «نظرية القوة البحرية» التى تفيد بأن «من يسيطر على المحيطات، يسيطر على العالم»، و«استراتيجية الهيمنة» التى تتضمن الانتشار فى وقت السلم لتهيئة الظروف والقوات والمعدات اللازمة لضمان السيطرة على البحر. ومع دخول القرن العشرين، اعتمدت الولايات المتحدة أفكار ماهان كفلسفة توجيهية للتنافس مع القوى الكبرى على الهيمنة البحرية. بعد الحرب الأهلية الأمريكية (1861 - 1865)، بدأت الولايات المتحدة تخطو خطوات كبيرة نحو أن تصبح القوة العسكرية العظمى فى العالم. واستندت الأيديولوجية العسكرية لثيودور روزفلت على نظرية «تفوق العرق الأبيض»، التى تعتقد بأن العرق الأنجلوسكسونى هو أفضل عرق فى العالم، وبالتالى فإن الدول المتحضرة العظيمة ذات العرق الأبيض تتحمل مسؤولية لا يمكن التنصل منها فى حكم البلدان المتخلفة، وأن الولايات المتحدة ملزمة بنشر ثقافتها فى جميع أنحاء العالم، ومساعدة الدول التى تتسم بالهمجية دخول الحياة المتحضرة، باستخدام القوة والتدخل المسلح إن لزم الأمر. شملت خطة روزفلت للتوسع الخارجى مبدأ مونرو ونظرية ماهان فى السيطرة على البحار وسياسة «العصا الغليظة» كقوة ردع للسيطرة على منطقة البحر الكاريبى ودول أمريكا الوسطى والجنوبية والتدخل فى شؤون الحكم بها، والسيطرة على قناة بنما، وتوسيع نفوذ الولايات المتحدة فى الشرق الأقصى، والعمل كوسيط فى النزاعات بين القوى الأوراسية. مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كان الصراع الإمبريالى لتقسيم الصين قد بدأ للتو. وبعد غزو قوات التحالف الثمانى للصين، شنت الولايات المتحدة منافسة شرسة مع روسيا واليابان على الاستحواذ على مناطق نفوذ فى الصين. وفى عام 1901، تم التوقيع على «بروتوكول الملاكمين»، التى بموجبها حصلت الولايات المتحدة على حق تمركز قوات لها فى الصين من ممر شانهايقوان إلى بكين. ويعد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) مرحلة مهمة فى تطور نظامها العسكري، فقد غيرت أسلحتها ومعداتها المتقدمة وجه الحرب، كما شهدت ولادة قواتها الجوية، التى لعبت دورًا مهمًا فى انتصارها بالحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، عندما ألقت قنابل ذرية على مدينتى هيروشيما وناجازاكى فى اليابان، مما عجّل بنهاية الحرب وكشف مدى قوة الأسلحة النووية وأرسى أساسًا هامًا للهيمنة العسكرية الأمريكية. مواجهة «التوسع الشيوعي» خلال الحرب الباردة «1946-1991» بعد الحرب العالمية الثانية، حافظت الولايات المتحدة على الصدارة فى المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، وانخرطت فى الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتى التى دامت لأكثر من 40 عامًا، وخلال هذه الفترة، قامت الولايات المتحدة بالتوسع فى الخارج تحت شعار «منع انتشار الشيوعية». وتبنى الرئيس دوايت أيزنهاور نظرية «الدومينو» فى مواجهة «التوسع الشيوعي»، لاعتقاده أنه بمجرد وقوع دولة ما فى أيدى الشيوعيين، تنهار الدول المجاروة تباعًا. وفى عام 1949، شكلت الولايات المتحدة أنواعًا مختلفة من التحالفات العسكرية، منها «حلف شمال الأطلسي» (الناتو). وفى عام 1950، شاركت الولايات المتحدة سلطات كوريا الجنوبية فى شن الحرب الكورية. وفى عام 1954، قامت بالتدخل فى جواتيمالا. وفى عام 1955، وقعت مع العراق على «معاهدة بغداد»، لتكمل حصارها الاستراتيجى للإتحاد السوفييتي. بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، فرضت الولايات المتحدة حصاراً اقتصادياً عليها، وعرقلة استعادة مقعدها الشرعى فى الأمم المتحدة، واستخدمت القوة لمنع الصين من تحرير تايوان، التى تعتبرها حلقة وصل مهمة على جبهة الشرق الأقصى و«حاملة طائرات غير قابلة للغرق». كما قامت الولايات المتحدة بتوقيع عدد من المعاهدات والاتفاقيات مع تايوان، وانتهاك المياه الإقليمية والمجال الجوى للصين عدة مرات، لتتأرجح العلاقات الأمريكية الصينية بين الصعود والهبوط، وتعصف بها التحديات والأزمات حتى وقتنا الحالي. الحرب على الإرهاب والتحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط يعد الشرق الأوسط مركز النقل بين ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهو غنى بالموارد النفطية. يعتقد دوايت أيزنهاور أنه «لا يوجد فى العالم منطقة أكثر أهمية من الناحية الاستراتيجية من الشرق الأوسط»، ويعتقد جون كينيدى بأن «أى مشكلة فى الشرق الأوسط تتعلق بأمن الولايات المتحدة»، أما ريتشارد نيكسون فيرى بأن «الوضع فى الشرق الأوسط كبرميل بارود يمكن أن ينفجر بسهولة». استخدمت الولايات المتحدة إسرائيل كوكيل لمصالحها فى الشرق الأوسط لمواجهة توسع النفوذ السوفيتي. وبعد الحرب العالمية الثانية، دعمت الولايات المتحدة إقامة دولة إسرائيل، وتدخلت فى الحروب العربية الإسرائيلية، بتزويد إسرائيل بالمعلومات الاستخباراتية لتعزيز ودعم موقفها القتالي. ففى حرب 1973، كانت القوات الإسرائيلية قد تكبدت خسائر فادحة فى المراحل الأولى من الحرب، فأقامت الولايات المتحدة جسرًا جويًا واسع النطاق إلى إسرائيل، لتعزيزها بالإمدادات اللازمة، مما سمح لها بالنهوض سريعًا والحصول على ميزة استراتيجية. كما أجهضت الولايات المتحدة أى محاولة للاتحاد السوفيتى فى إرسال قوات للشرق الأوسط، واستمرت فى دعمها للغزو الإسرائيلى للبنان وقمعها لنضال المقاومة الفلسطينية. أثار سلوك الهيمنة للولايات المتحدة سخط الرأى العام العالمى وأدى إلى ظهور الإرهاب وانتشاره. بعد أحداث «11 سبتمبر»، أعلنت الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب العالمي، التى بدأتها بقيادة تحالف لقتال تنظيم القاعدة وحركة طالبان فى أفغانستان فى 7 أكتوبر 2001. كما تجاوزت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وشنت هجومًا عسكريًا أحاديًا على العراق فى 20 مارس 2003، تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة دمار شامل. وتم إقرار عدد من التشريعات والقوانين التى سمحت بموجبها استخدام الجيش الأمريكى فى التعامل مع المنظمات الإرهابية، وتوفير المساعدات اللازمة للأعمال الاستخباراتيه التى تقوم بها الأجهزة الأمنية فى عمليات مكافحة الإرهاب. وتم إقرار قانون «باتريوت» الذى أدى إلى إحداث تغييرات رئيسية فى بعض القوانين المهمة ذات الصلة، مثل قانون التنصت، وقانون سرية الاتصالات الإلكترونية، وقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، وقانون الخصوصية المالية، وقانون الهجرة والجنسية، وما إلى ذلك. وفى عام 2004، قامت الولايات المتحدة بصياغة وتنفيذ «خطة التحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط الكبير» والتى تقضى بوجوب القضاء على الأرض الخصبة للإرهاب من خلال التحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط، لتسقط الولايات المتحدة فى مستنقع الحرب على الإرهاب بشكل مماثل لمستنقع حرب فيتنام، وتواجه صعوبات عسكرية فى العراق وأفغانستان، وتشتعل الصراعات الإقليمية فى الشرق الأوسط، وتنتشر الفوضى بشكل يصعب إيجاد حلول لها. كما تسبب فى اتساع دائرة الفوضى وإراقة المزيد من الدماء، الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والصراع اللبنانى الإسرائيلى والحرب الأهلية الليبية والحرب الأهلية اليمنية وغيرها. وكانت من أكثر الصراعات تركيزًا وأبرزها الحرب الأهلية السورية، حيث دخلت إلى حلبة اشتباك نظام الأسد مع القوى المناهضة له قوى دولية كبرى مثل روسيا والولايات المتحدة وتركيا وإيران. وعملت الولايات المتحدة على دعم المعارضة السورية من خلال تجهيزها بالأسلحة والاستخبارات والمال والتدريب. قوة الفضاء والقوات السيبرانية الأمريكية يتعاون الجيش الأمريكى بشكل وثيق مع الدوائر العلمية والتكنولوجية والصناعية لتطوير أنظمة قتالية متقدمة، وتعزيز قوة الولايات المتحدة فى المجالات النووية والفضائية والسيبرانية فى عام 1985، تم إنشاء «قوة الفضاء» تابعة للقوات الجوية والقيادة الاستراتيجية، وفى عام 1993، تم بناء مركز أبحاث حروب الفضاء، بما فى ذلك أكاديمية الحروب الفضائية. وخلال حقبة دونالد ترامب، أصبحت «قوة الفضاء» مستقلة عن القوات الجوية، وتعد الفرع السادس للقوات المسلحة الأمريكية، وهدفها هو نشر الأسلحة فى الفضاء الخارجى من أقمار صناعية عسكرية، ومركبات فضائية مأهولة، وصواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وأسلحة الليزر ومدافع كهرومغناطيسية. تم الإعلان عن إنشاء قيادة القوات السيبرانية عام 2010، التى تشمل الجانب العسكرى والاستخباراتي. فعندما تكون الطائرات الحربية والمدافع فى الخطوط الأمامية تقصف أهداف العدو، تقوم القوات السيبرانية بمهاجمة البنية التحتية المدنية للخصم، فتشل وسائل النقل والكهرباء وإمدادات المياه والأنظمة المصرفية، كما يمكنها نشر فيروسات لتعطيل محطات الطاقة النووية. أما وكالات الاستخبارات الأمريكية فتقوم بفلترة المعلومات على الإنترنت ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعى والبريد الإلكترونى والهواتف الذكية والتليفزيونات المتصلة بالإنترنت، وغيرها. ختامًا.. يتوقع الكاتب بأن الولايات المتحدة ستواصل التمسك باستراتيجيتها للهيمنة على العالم، وبالتالى ستستمر فى التوسع فى التسلح والاستعداد الحربي، وستظل تنغمس فى مختلف النزاعات الدولية. إلا أن التاريخ أثبت أن أى إمبراطورية مبنية على القوة العسكرية سوف تنهار عاجلاً أو آجلاً. والولايات المتحدة تسير وفقًا لهذا القانون، وبالتالى لن يفلت تطورها المستقبلى من مصيرها المحتوم الذى أقره التاريخ.