الأرض تضيق بالصراع السياسى الدولى وساحة المعركة تنتقل للفضاء أصبح صراع القوى العالمية يشتد يومًا بعد يوم متجاوزًا عسكرة الأرض نحو الاستعراض بالقوة الفضائية بوتيرةٍ لا هوادة فيها، ورغم أن الفضاء الخارجى مشاع عالمي تمتلكه البشرية جمعاء للأغراض السلمية، فالمخططون العسكريون يكاد يكون لهم رؤية أخرى، حيث يركزون على عسكرة الفضاء وتسليحه حتى تجاوز الأمر الصواريخ التى يمكنها اجتياز الفضاء الخارجى، والأقمار الصناعية التى يمكنها توجيه الصواريخ عقب تحديد أهدافها بدقة، وصولًا إلى إمكانية وضع أسلحة بشكل دائم خارج الغلاف الجوى للأرض. «الغرب» يتسلح ب«السواتل».. و«العرب» يعيدون عصر «المأمون» تعددت استخدامات الفضاء الخارجى بين الأغراض السلمية التى تعود بالنفع على الجميع من ناحية، والاستخدامات العسكرية التى تدلل على تحول الفضاء الخارجى إلى مجال للحرب من ناحية ثانية، بمبدأ «من يهيمن على السماء يمتلك الأرض»، خاصة فى ظل وصول الأقمار العسكرية والأمنية إلى أكثر من 3372 قمرًا صناعيًا فى الفضاء يصعب فيهما التفرقة بين السلمى والعسكرى، ليتعايش الاستخدامان معًا فى مفارقة تجعل تسليح الفضاء مصدرًا للسلام على الأرض، ومواجهة مستقبل العالم خطر تعطّل الحياة فوق الأرض بسبب الصراع الفضائى، حسب دراسة نشرتها المجلة الصينية لتكنولوجيا الدفاع الحديثة. الصين تزاحم أمريكا وروسيا.. وغياب الاتفاقيات والعقوبات الرادعة يوسع فجوة التسليح العشوائي وعلى غرار ما سبق تتطرق «الوفد» فى الملف التالى إلى تسليط الضوء على الصراع الدولى الجيوسياسى لفرض سيطرة الدول العظمى والناشئة على الفضاء الخارجى، خاصة بعد ظهور استراتيجية المناطيد والتى كانت آخرها إسقاط منطاد الصين فوق الأراضى الأمريكية والذى اعتبرته واشنطن وسيلة من ضمن وسائل التجسس العسكرى والاستخباراتى الصينى على غرار توقعات دخولهما الحرب خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد الحرب الباردة، ودعم غير معلن من «بكين»ل«موسكو» فى حربها على أوكرانيا المدعومة من الغرب وأمريكا. إفريقيا تنضم ل«نادى الكبار».. والإمارات تقود قطار العرب للفضاء ومصر والسعودية أول الركاب كما تسلط الضوء على دور العرب وإفريقيا وجهودهم فى تطوير تكنولوجيا الفضاء وتعزيز قدراته الفضائية باعتبار أن الفضاء أصبح مجالًا ناشئًا للحرب والعسكرة، وكونهم أوائل الناس الذين كانوا يحدقون فى النجوم بفضول وعبقرية لقرون، حيث تم بناء أول مرصد فى القرن الثامن من قبل الخليفة العباسى المأمون بن الرشيد فى بغداد، وظل الشرق الأوسط مصدرًا للمعرفة الإبداعية الرائعة والتعلم العلمى فى علم الفلك طوال العصور المظلمة فى أوروبا. «اقتصاد الفضاء» يتجاوز 400 مليار دولار وتوقعات بوصوله ل 2,7 تريليون أخضر فى 2040 انفلات عسكرى يزداد الانفلات فى عسكرة الفضاء والتسليح كما يصفه خبراء الفلك، رغم وجود قوانين ومعاهدات الفضاء الخارجى التى بدأت فى ستينيات القرن الماضى، حيث كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنّت بالإجماع قرارًا يحظر إرسال أسلحة الدمار الشامل إلى الفضاء الخارجى، إضافة إلى معاهدات حصر استخدام القمر وجميع الأجرام السماوية بالأغراض السلمية فقط وتأكيدها بأن الفضاء ملكٌ الجميع. ونصت المعاهدات الدولية الخاصة بالفضاء الخارجى، على عدم إقامة مستعمرات عسكرية أو مدنية فى الفضاء، ورغم ذلك أكد متخصصون عرب وغربيون أن تسليح الفضاء هو الحرب القادمة، حيث بدأت بعض الدول تخطط بإنشاء محطات فضائية تعطيها حرية كبيرة فى نشر الأسلحة بالفضاء الخارجى، مستغلين فى ذلك عدم وجود قوانين ومعاهدات رادعة، مشيرين إلى أن مصلحة البشرية اليوم أن تضع رادعًا للتسلّح الفضائى واستخداماته العدوانية والاستفزازية التى سيكون الجميع فيها خاسرًا بالنهاية. «موسكو» تعزز قدراتها الفضائية وبنيتها النووية لتحقق تفوقًا عسكريًا على أوكرانيا استحواذ ونفوذ فضائي وبحسب نائب رئيس الاتحاد العربى لعلوم الفضاء والفلك، والبروفيسور فى الجامعة الأهلية بالبحرين، شوقى الدلال، بدأت التجارب السرية لتأهيل أقمار عسكرية تقوم بتدمير الأقمار الصناعية الأخرى بأشعة الليزر، إضافة إلى تطوير أقمار تعمل على توجيه الصواريخ المنطلقة من الأرض إلى مكان آخر فى الأرض أو حولها، أو توجيه الصواريخ التى تطلقها الطائرات نحو أهدافها. «الكواكب الأمريكية»: عواقب وخيمة تنتظر روسيا حال انفصالها عن وكالة الفضاء الدولية فى 2024 وفسر «الدلال» أن عسكرة الفضاء بدأت منذ إطلاق القمر (سبوتنيك) عام 1957، وأن العسكرة الفضائية تتم حاليًا بطريقة تخدم الصراع على الأرض الأمر الذى يؤدى إلى اتساع رقعته الجغرافية فوق الأرض، موضحًا أن عسكرة البحار والمحيطات المرتبطة بأقمار عسكرية هى أخطر من تسليح الفضاء نفسه. بدوره وصف رئيس الجمعية الفلكية السورية، الدكتور محمد العصيرى، مشهد الفضاء بساحة المعركة بعدما كانت مكانًا للاكتشافات المبهرة، قائلاً: الفضاء اليوم هو محل استفزاز تستخدمه القوى الكبرى ضد بعضها والتحكم بالشعوب التى لا تملك هذه القوة، معتبرًا الفضاء ساحة الحرب القادمة المليئة بالاستفزازات والاستعراض والاستعمار والتهديد والعقوبات، مشيرا إلى أن الأرض تضيق بالقوى الدولية والتى أصبح همها حجز مزيدٍ من المساحة فى الفضاء وتقاسم المهمات الفضائية، محذرًا من الاستمرار فى الاستحواذ على النفوذ الفضائى وأن البشرية اليوم بحاجة إلى عقلنة بما يتعلّق بالفضاء، حسب وكالة الأنباء الأردنية. «روسكوزموس»: 130 مليون جسم من الحطام الفضائى تحاصر الأرض عقيدة التحكم وفى ذات السياق، نشر معهد أبحاث القوات الجوية الأمريكية The Air Force Research Laboratory ( AFRL) دراسة للكاتب «ديفيد لوبتون» (Lupton David) تظهر عقيدة جديدة لعسكرة الفضاء ممثلة فى مبدأ «التحكم» تدفع بأن القوة الفضائية يجب أن تكون مماثلة للقوة البحرية والجوية، بل وتدافع عن المرافق الاستراتيجية، وتنكر القدرات العدائية لاستكشاف الفضاء، لتتعايش القوة الفضائية مع المجالات الأخرى من أجل الدفاع عن أصول الدولة فى وقت السلم، وتوظفها كقدرة هجومية فى مواجهة الخصم فى وقت الحرب. وبينما اعتبرت دراسة ديفيد لوبتون بمعهد أبحاث القوات الجوية الأمريكية مبدأ «التحكم» أن وضع سلاح الليزر فى الفضاء أمر غير منطقى لأنه سيحفز البلدان الأخرى على فعل الشىء نفسه، دفع مبدأ «الأرض المرتفعة» بأن نقل مسرح الحرب إلى الفضاء يمكن أن يخفف من الدمار المحتمل على سطح الأرض. ويرى المبدأ الأول أن ضمان السيطرة على الفضاء فى وقت السلم سيفوق أهمية إعداد أسلحة دفاعية تحسبًا للحرب، وأن المركبات القادرة على العمل فى كل من الغلاف الجوى والفضاء الخارجى ستكون ضرورية لتحقيق التفوق العسكرى فى الأخير، وأن احتمالات «بيرل هاربر الفضائى» الذى سطرت القوات الأمريكية نصرًا من خلاله على اليابان فى أربعينيات القرن الماضى، لا تزال قائمة. لذا وضعت وزارة الدفاع الأمريكية مبادئ توجيهية للمساعدة فى إنشاء قيادة مقاتلة مسؤولة عن الفضاء بهدف إظهار الهيمنة الأمريكية على الفضاء الخارجى، وضمان سلامة الأقمار الصناعية والأجهزة المدارية الأخرى. فى أواخر عام 2019 أظهرت موافقة الكونجرس الأمريكى على إنشاء القوة الفضائية باعتبارها الفرع السادس للقوات المسلحة الأمريكية، مدى تأثير مبدأ التحكم؛ وقال جوزيف آشى الجنرال السابق فى سلاح الجو الأمريكى، إن عسكرة الفضاء وتسليحه أمر حساس من الناحية السياسية، لكنه سيحدث، وتابع: «بالتأكيد سنقاتل فى الفضاء». وذكر «مايكل شميت» أستاذ القانون الدولى العام وخبير حرب الفضاء فى جامعة «إكستر» فى المملكة المتحدة أنه من المحتمل أن ينتقل الصراع الدولى إلى الفضاء، إذ ينبع الاعتقاد السائد بحتمية تسليح الفضاء جزئيًا من الاقتناع بأن حروب المستقبل ستنصرف إلى حروب الفضاء التى لن تختلف بالضرورة عن البر والبحر والجو بعد أن شهدوا جميعًا حروبًا عسكرية من ناحية، وضرورة السعى وراء القدرات الفضائية كى تملك الدول خيار نشر أسلحة فى الفضاء لردع التهديدات والدفاع ضد الهجمات المحتملة على مصالحها القومية بما يتناسب مع درجة اعتمادها على الأصول الفضائية من ناحية ثانية، وحتمية الانخراط فى تسليح الفضاء خشية أن يُفهم ضبط النفس على أنه ضعف محتمل من ناحية ثالثة. تزاحم فضائى وبشكل عام، تشير البيانات إلى وجود 3372 قمرًا صناعيًا فى الفضاء؛ 77% منها «أى 2612 قمرًا صناعيًا» فى المدار الأرضى المنخفض، و16.6% «أى 562 قمرًا صناعيًا» فى المدار الثابت للأرض و4% «أى 139 قمرًا صناعيًا» فى مدار أرضى متوسط. وعمومًا تبلغ نسبة الأقمار الصناعية العسكرية أو ذات الاستخدام المزدوج 15.5% أى نحو 516 قمرًا صناعيًا. حسب دراسة نشرها موقع الموسوعة الجزائرية للدراسات السياسية والاستراتيجية. ولفتت بيانات الدراسة إلى أن الولاياتالمتحدة الأمريكية احتلت صدارة قائمة الدول العظمى فى الفضاء، إذ تشير التقديرات إلى وجود 958 قمرًا صناعيًا عاملًا فى المدار، منها 441 قمرًا صناعيًا أمريكيًا منها 113 عسكريًا- 99 قمرًا صناعيًا روسيًا منها 65 عسكريًا - 67 قمرًا صناعيًا صينيًا منها 14 عسكريًا، وهو ما يعكس اختلال التوازن بين الدول الثلاث لصالح الولاياتالمتحدة التى يعتمد فيها الجيش بشكل أكبر على البنية التحتية للأقمار الصناعية، وجاءت الهند فى المركز الرابع، بعد الصين وروسيا. وأضافت أن ترتيب دول أوروبا جاء ضمن الدول ذات القدرات المتوسطة فضائيا، واقترحت المفوضية الأوروبية برنامج الاتحاد الأوروبى للفضاء فى عام 2018 الذى من شأنه تحسين المبادرات الحالية وتخصيص 16 مليار يورو للأنشطة الفضائية الأوروبية بين عامى 2021 و2027. وتبنت فرنسا استراتيجية الدفاع الفضائى، وأنشأت قيادة فضائية فى عام 2019 بهدف تطوير وإطلاق قدرات دفاعية نشطة مستقبلية فى الفضاء الخارجى مع الاعتراف بالفضاء كمجال عسكرى تشغيلى، مع الأخذ فى الاعتبار أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى لا يزال يطرح تساؤلات عن حدود مشاركتها المستقبلية فى شؤون الفضاء الأوروبية، ومن الناحية التشغيلية، تدير المفوضية الأوروبية برامج وسياسات الفضاء للاتحاد الأوروبى، بالإضافة إلى وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). وجاءت اليابان وإيران واسرائيل لتمثل الدول الناشئة فى عسكرة الفضاء. انسحاب روسى.. وانقسام ثلاثى وعلى غرار الصراع الدولى يبدو أن هناك انقسامًا فضائيًا ثلاثيًا، متمثلًا فى فض الشراكة الدولية بين أمريكا وروسيا بمحطة الفضاء الدولية بنهاية 2024، والعمل على وكالة فضاء أو وحدة محطات جديدة خاصة بها، لتعزيز قواتها فى المجال الفضائى بعيدا أمريكا، الأمر الذى أثار توقعات باحتمالية بناء المحطة الجديدة مع الصين، ولكن التقديرات الأخيرة تؤكد أن الصين تعمل تعزيز قدراتها بنفسها دون التدخل مع روسيا أو أمريكا. على الرغم اتفاق الصين وروسيا على بناء محطة أبحاث مشتركة على القمر فى ثلاثينيات القرن الحالى. وقال يورى بوريسوف قائد وكالة الفضاء الروسية «روسكوزموس» إن الوكالة ستنهى مشاركتها فى إدارة محطة الفضاء الدولية فى نهاية 2024 مع الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان وكندا، حيث إنه مثل هذه الخطوة ستنهى رمزًا دائمًا للتعاون الدولى وتنهى فعليًا عمر المحطة قبل الأوان، وسيتعين فى النهاية فصلها عن مدارها، قطعة قطعة، كما أوضح أن روسيا ستنسحب من المحطة الفضائية بمجرد أن تبدأ روسكوزموس فى إطلاق وحدات لمحطة فضائية جديدة، والتى قد تحدث فى وقت مبكر من عام 2028. حسب مجلة وايرد الأمريكية wired. وأكد كيسى درير، كبير مستشارى سياسة الفضاء لجمعية الكواكب الأمريكية، أنه ستكون هناك عواقب وخيمة على روسكوزموس إذا انفصلت روسيا عن محطة الفضاء الدولية فى وقت قريب، وإذا كان عليهم القيام بفك الارتباط على المدى القريب من محطة الفضاء الدولية، فسيكون ذلك بمثابة التخلى وظيفيًا عن برنامج رحلات الفضاء البشرية، وعلى النقيض من ذلك، كان رئيس ناسا، بيل نيلسون، واضحًا بشأن خطط وكالة الفضاء الأمريكية لمحطة الفضاء الدولية. وقال إن ناسا ملتزمة بمواصلة عمليات المحطة حتى عام 2030، على افتراض أن الروس لا يزالون على متنها حتى ذلك الحين. مستقبل قاتم وذكرت مجلة وايرد الأمريكية «wired» إن مستقبل قطاع الفضاء الروسى يبدو قاتمًا بسبب استنزاف الموارد، وتكافح «روسكوزموس» انخفاض التمويل فى السنوات الأخيرة للتتغلب على التوترات مع القوى الفضائية الأخرى بفضل الحرب فى أوكرانيا والخلافات مع الناتو، وأشارت المجلة إلى أن روسيا الآن مقيدة بالعقوبات التى تؤثر على واردات التكنولوجيا، كما فقدت «موسكو» عقود الإطلاق فى ميناء بايكونور كوزمودروم الفضائى فى كازاخستان، والعمل مع الولاياتالمتحدة، ورغم ذلك، لا يزال الجانب العسكرى أحد أكبر استثمارات روسيا فى الفضاء، كما قامت الدولة بتطوير ونشر واستخدام أسلحة ضد المركبات الفضائية، مما كان له عواقب على أمن الفضاء الدولى، كما اختبرت صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، وكان آخرها فى (نوفمبر) 2021. وأشارت «وايرد» إلى أنه على أى حال، فإن الوضع المتصدع يعنى فى النهاية المزيد من المخاطر للمركبات الفضائية والبنية التحتية الأرضية التى تعتمد عليها، بما فى ذلك الأقمار الصناعية التجارية التى شاركت فى الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وتشمل هذه الأقمار الصناعية شركات تصوير بالأقمار الصناعية مقرها الولاياتالمتحدة مثل Maxar وPlanet وشركات التصوير بالرادار مثل Capella Space، التى يمكنها رصد القوافل العسكرية وتحركات القوات، ومن هنا لم يكن لدى Elon Musk وSpaceX أى مخاوف بشأن التدخل نيابة عن أوكرانيا وكذلك من خلال مساعدة الاتصالات العسكرية مع Starlink. خصومات جيوسياسية لفت دافيد كوبلو، أستاذ القانون بجامعة جورجتاون فى دراسة حديثة عن قانون النزاعات المسلحة فى الفضاء، إلى أنه عندما تصبح شركات الأقمار الصناعية متورطة فى صراعات على الأرض، فقد يكون لذلك تداعيات فى الفضاء، حيث يمكن للجيوش مهاجمة الأهداف العسكرية فقط، وليس الأهداف المدنية، وفقًا للقانون الدولى للنزاع المسلح، لكن هذا لن يمنع المركبات الفضائية المدنية «ذات الاستخدام المزدوج» مثل Starlink وMaxar، جنبًا إلى جنب مع بنيتها التحتية الأرضية، من أن تصبح أهدافًا محتملة لروسيا، إذا تم استخدامها للأغراض المدنية والعسكرية فى أوكرانيا. ومن جهته، قال معهد سياسة الفضاء بجامعة جورج واشنطن أنه فى حين امتدت الخصومات الجيوسياسية إلى الفضاء منذ عصر سبوتنيك، إلا أن التوترات الدولية المتزايدة فى الفضاء تمتد بشكل أساسى من روسيا فى أعقاب الصراع المستمر فى أوكرانيا، لافتا إلى أن معظم البلدان على نفس صفحة التعاون فى الفضاء باستثناء الروس، أما بالنسبة للصين فنحن قلقون بشأن أسلحتهم المضادة للأقمار الصناعية، لكن دبلوماسياً، لا نتعارض معهم بأى شكل. وأشار إلى أن الروس معزولون نوعًا ما فى الوقت الحالى. حرب سواتل قالت مؤسسة المجلس الأطلسى البحثية، الأمريكية Atlantic Council of United States، إن القوات الروسية تتقدم فى أوكرانيا برا وجوا وبحرا، كما أنها تواجه مقاومة شرسة من قبل قوات كييف، وبالتزامن مع ذلك يحاول الكرملين تحقيق تفوق عسكرى من خلال «الفضاء»، مما يعد هذا أمر حيوى بشكل خاص، لأن القدرات الفضائية تمكن أيضًا البنية التحتية النووية لموسكو، والتى وضعها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى حالة تأهب قصوى، وعلى الرغم من أن برنامج الفضاء العسكرى الروسى الذى تزيد قيمته على مليار دولار قد واجه انتكاسات على مر السنين، فقد حول مؤخرًا تركيزه إلى القدرات التى تسمح له بالتشويش أو التدخل فى الأصول الفضائية للدول الأخرى، حيث تشير بعض التقارير إلى أن روسيا قد حاولت بالفعل التشويش على نظام تحديد المواقع العالمى (GPS) والتحايل لتزوير الإحداثيات الجغرافية فى أوكرانيا، حيث يمكن أن يؤدى ذلك إلى إضعاف العمليات الحرجة للطائرات غير المأهولة واستخدام الأسلحة من قبل أوكرانيا، مع إخفاء تحركات القوات الروسية. وتابع المجلس الأطلسى أن روسيا أظهرت قدراتها فى الفضاء المضاد من خلال تدمير أحد أقمارها الصناعية فيما يعرف باسم اختبار الصعود المباشر المضاد للأقمار الصناعية (ASAT). اعتمادًا على الأهداف السياسية والعسكرية المتطورة لها يمكن أن تصعد الحرب باستخدام الأسلحة المضادة للسواتل، لإنشاء حقول من الحطام الفضائى التى من شأنها أن تتداخل مع قدرات الأقمار الصناعية الأوكرانية أو مزودى صور الأقمار الصناعية التجارية، مرجحا أنه ليس من الممكن أن تستخدم روسيا قدرات الأسلحة المضادة للسواتل فى الحرب الحالية ما لم تدرك وجود تهديد وجودى. وجبة شهية كشف «المجلس الأطلسى» أنه من الممكن أن يكون قطاع الفضاء فى أوكرانيا بمثابة جائزة جذابة لروسيا إذا عززت سيطرتها على أجزاء معينة من أراضى جارتها، وتعد الشركات العشرين التى تديرها الدولة فى «الكتلة الفضائية» الأوكرانية المنطقة المحيطة بدنيبرو وخاركيف وكييف، خيارات شهية لموسكو بشكل خاص، كما أنه قد يرغب الروس فى الاستفادة من أبحاث الفضاء الأوكرانية وتطويرها لمصالحهم الإستراتيجية، وبالتالى سيكون هذا أقرب إلى استحواذ Microsoft على Activision Blizzard للتنافس على Facebook فى metaverse، كما أنه فى مواجهة الضغوط الاقتصادية الهائلة بسبب العقوبات التى تفرضها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، قد تشعر روسيا بالحافز للاستيلاء على البنية التحتية الهندسية والفضائية فى أوكرانيا للمساعدة فى توسيع نطاق طموحات موسكو الفضائية. وتشمل العقوبات المشددة التى تم فرضها بالفعل على روسيا حظر واردات التكنولوجيا الفائقة لبرنامجها الفضائى، ومع ذلك، يفكر الغرب فى المزيد من العقوبات المالية التى يمكن أن تزيد من إجهاد اقتصادهم مع استمرار الحرب لردع روسيا عن توسيع عدوانها فى مجال الفضاء، وأكد المجلس أنه يمكن لروسيا أيضًا مهاجمة الأصول الفضائية لحلف الناتو بصرف النظر عن الأصول الأوكرانية، وفى حال إذا قامت روسيا بذلك، فمن المحتمل أن يجبر الحلف على تطبيق المادة الخامسة لاتفاق الدفاع المشترك، فى قمة بروكسل عام 2021. استعراض عبثي تمارس الدول العظمى بينها أمريكا وروسيا والصين دورًا عبثيًا فى الفضاء نتيجة استخدام استعراض القوى بالصواريخ البالستية والمضادة للأقمار الصناعية، مما أسفر عن وجود ملايين من الحطام حول الأرض، وبالتالى تشكل خطرًا حقيقيًا على الملاحة المدارية فى الفضاء، ففى فى 15 نوفمبر 2021، انفجر القمر الصناعى «كوسموس-1408» بصمت على ارتفاع 480 كيلومترًا من سطح السهوب الروسية الضخمة، وسط وابِل من الحطام بأحجام شتى. وقد أصيبت هذه المركبة المعطلة منذ حوالى أربعين عاماً، بقذيفة مضادة للصواريخ البالستية من طراز A-235 أُطلقت من قاعدة فى بليسيتسك، وتعد مسافة 480 كيلومترًا قريبة بدرجة خطيرة من مدار محطة الفضاء الدولية، وندد البنتاغون بهذا العمل «الطائش والخطير». أما موسكو فجاء ردها بأن كل شىء تم وفق القواعد الأمنية. الاستخدام السابق للأسلحة المضادة للأقمار الصناعية ليس الأول من نوعه، فسابقا، قامت كل من الصين فى 2007 والولاياتالمتحدة 2008 باستخدامه نتج عنه 3000 قطعة من الحطام، ثم الهند فى 2019 قامت بممارسة هذا النوع من استعراض القوة مستخدمة فى كل مرة أحد الأقمار الصناعية الخاصة بها. حسب ما ذكرت وحدة سوى سويسنفو «SWI swissinfo.ch» الإذاعية- إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية. حطام تشير وحدة «سوى سويس إنفو» السويسرية، إلى أنه هناك أيضًا اصطدامات عرضية بالفضاء، وكل واحدة من هذه الاصطدامات، سواء وقعت بقصد أو بغير قصد، تضيف مئات الأجزاء الجديدة للكتل الحطامية التى تملأ المدار الأرضى المنخفض، وعلى غرار ذلك، أعلنت وكالة الفضائية الاتحادية الروسية «روسكوسموس» عن وجود أكثر من 130 مليون جسم من الحطام الفضائى حول الأرض، حسبما نقلت RT، وقال مدير قسم البرامج العلمية الواعدة، ألكسندر بوروشينكو أنه هناك عشرات الأطنان مما يسمى بالحطام الفضائى فى الفضاء القريب من الأرض، وهى أجسام ناتجة عن أشياء من صنع الإنسان مثل بقايا الأقمار الصناعية والمركبات والصواريخ الفضائية. أفريقيا فى نادى الكبار وتقدر دراسة للمركز العربى لأبحاث الفضاء الإليكترونى «ACCR»، أن حجم «اقتصاد الفضاء» يزيد على 400 مليار دولار، ومن المتوقع ان يصل ل 2,7 تريليون دولار فى عام 2040، كما بلغ حجم الاستثمار الدولى 75 مليار دولار عام 2018 مقارنة ب52 مليار دولار عام 2008، وتصاعد دور الشركات الخاصة فى الصناعات الفضائية،ووصل عددها ما يزيد على 223 شركة بعد ان كانت 33 فى عام 2009، وبلغ حجم استثمار الشركات الناشئة فى الفضاء 3,25 مليار دولار عام 2018. فمن بين 400 ثرى عالمى يوجد 16 شخصًا من أصحاب تلك الشركات. والمتوقع أن يصل حجم سوق سياحة الفضاء إلى 3 مليارات دولار حتى عام 2030. ووفقا لأجندة أفريقيا 206، اتخذ المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى، فى مارس 2019، قرارا باستضافة مصر لوكالة الفضاء الأفريقية وهو الامر الذى يساعد فى دفع جهود التنمية الوطنية والإقليمية، حيث تساعد الوكالة فى توسيع دائرة الاستكشافات الفضائية وغيرها من أعمال الاستشعار عن بعد، بما يعزز العمل الأفريقى المشترك لتطوير علوم الفضاء من خلال تكامل كافة الأبحاث التى تجريها الدول الأعضاء فى الوكالة، خاصة فى مجال السيطرة على مصادر المياه الخاصة بالدولة، ودعم حماية الحدود وترسيم مشاريع تطوير المدن. وأضاف المركز العربي لبحوث الفضاء الإليكترونى «ACCR»، أن وكالة الفضاء الأفريقية تتيح عملية دخول القارة السمراء ل «نادى الكبار» الذى يضم الدول التى تمكنت من امتلاك وكالات للفضاء، مما يعزز انطلاق القارة بقوة نحو العالمية، ومن الأهمية بمكان تعزيز قدرة الوكالة في حماية الأقمار الصناعية لدول القارة فى الفضاء الخارجى، واستحداث ونقل وتوطين وتطوير علوم وتكنولوجيا الفضاء، وامتلاك القدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية، بما يخدم استراتيجيات دول القارة فى مجالات التنمية والأمن القومى. القطار الفضائى العربى وعلى غرار ذلك، فالعرب ودول الخليج لم يقفوا مكتوفى الأيدى، حيث قال المركز العربى واشنطن دى سي «Arab Center Washington DC»، إن برنامج الإمارات العربية المتحدة ذهب إلى ما هو أبعد من مسبار المريخ، حيث أنشأت الدولة وكالة الفضاء الوطنية الخاصة بها فى عام 2014 ووضعت أهدافًا طموحة للغاية للمستقبل، بالإضافة إلى مهمة المريخ، هناك خطط جارية على قدم وساق لاستكشاف القمر بدون طيار فى عام 2024 و-بشكل طموح على الأقل- مستوطنة بشرية على المريخ بحلول عام 2117. وأشار المركز العربى إلى أن الإمارات اشترت حصة 37.8 فى المائة من شركة Virgin Galactic للفضاء، ووقعت مذكرات تفاهم بشأن التعاون الفضائى مع الصين وفرنساوروسيا والمملكة المتحدة والهند واليابان بالإضافة إلى «اتفاقية للتعاون» مع ناسا، الإدارة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء. فى محاولة للمطالبة بقيادة الفضاء الإقليمية. وتطرق إلى أنه مهما كانت أهداف دول الإمارات العربية كبيرة، إلا أن التمويل متواضع نسبيًا حتى الآن، فبرنامج الفضاء الإماراتى لديه حوالى 5.4 مليار دولار فى الدعم بين القطاعين العام والخاص، مقارنة بميزانية ناسا 2023، 25.4 مليار دولار. وهذا يزيد بنحو 1.3 مليار دولار على ما تلقته فى عام 2022، بزيادة قدرها 5.6٪، كما أنه قد يكون لدى الإمارات أروع برنامج فضاء فى الشرق الأوسط فى الوقت الحالى، لكنها بعيدة كل البعد عن كونها وحيدة. قامت ثمانى دول أخرى على الأقل، بخلاف الإمارات، ببدء برامج تتراوح من وضع الأقمار الصناعية فى مدار الأرض إلى التخطيط للهبوط على سطح القمر. وتشمل هذه مصر، التى أطلقت تسعة أقمار صناعية وأسست وكالة فضاء وطنية فى عام 2016 ؛ البحرين، التى تخطط وكالتها الفضائية (التى تأسست عام 2014) لدفع قمر صناعى إلى محطة الفضاء الدولية ومن هناك إلى المدار بحلول أكتوبر 2021؛ وسلطنة عمان، التى تهدف إلى الدوران حول قمرها الصناعى بحلول عام 2024 وتعمل على إنشاء وكالة فضاء وطنية أيضًا. وأطلقت قطر مسح قطر للكواكب الخارجية فى عام 2010، باستخدام تلسكوبات فى الولاياتالمتحدة وإسبانيا والصين للمساعدة فى العثور على كواكب خارج نظامنا الشمسى، وهو مشروع نشر بالفعل بعض الاكتشافات؛ أطلقت الدوحة أيضًا أول قمر صناعى لها فى عام 2013. وأعلنت تركيا عن خطة فضائية مدتها عشر سنوات فى وقت سابق من هذا العام، بما فى ذلك مهمة القمر بحلول عام 2023. وركز برنامج الفضاء الإسرائيلى، الذى بدأ تشغيله منذ عام 1983، على وضع أقمار صناعية للتصوير الفوتوغرافى والاتصالات عالية الدقة فى المدار. كانت محاولاتها فى استكشاف الفضاء أقل نجاحًا، تحطمت مركبة هبوط على سطح القمر أطلقتها شركة SpaceIL الخاصة على سطح القمر. ومن بين دول الخليج العربى، ذكر «واشنطن دى سى»، أن البرنامج السعودى هو الوحيد الذى ينافس برنامج الإمارات فى النطاق والطموح، حيث توسعت أهداف المملكة الفضائية بشكل كبير، ففى عام 2018، شكلت الرياض هيئة الفضاء السعودية، وأعلنت عن استثمار متواضع نسبيًا بقيمة 2.1 مليار دولار فى برنامجها الفضائى كجزء من خطة تطوير رؤية 2030 للبلاد. تهدف كلتا الحركتين إلى المساعدة فى ترسيخ أوراق اعتماد المملكة العربية السعودية كلاعب فى صناعة الفضاء العالمية، والتى قد تولد حسب بعض التقديرات أكثر من تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2040. الشرق وعسكرة الفضاء وأوضح «واشنطن دى سى» إلى أن العلاقة المتزايدة بين الاهتمام الاقتصادى والسياسى والعسكرى للمنطقة العربية تثير بالفضاء التساؤل حول إلى أين يمكن أن يتجه ذلك خلال العقد المقبل، هناك أسباب للاعتقاد بأنه فى حين أن الاهتمام الحقيقى باستكشاف الفضاء والقدرة التنافسية الاقتصادية سيكونان عاملًا رئيسيًا فى دفع سباق الفضاء الناشئ فى الشرق الأوسط، كما أن المنافسات التقليدية نفسها التى تدفع الصراع وعدم الاستقرار على الأرض قد تنتقل فى النهاية إلى الغلاف الخارجى. وقال قائد الحرس الثورى الإيرانى حسين سلامى بعد الإطلاق الناجح للقمر الصناعى العسكرى للحركة، إنه لا تملك جيوش العالم القوية خطة دفاع شاملة دون التواجد فى الفضاء، وتحقيق هذه التكنولوجيا المتفوقة التى تأخذنا إلى الفضاء يوسع نطاق قدراتنا، ولا شك أن دول الخليج العربية، بالإضافة إلى إسرائيل، تشارك «سلامى» آراءه حول أهمية الفضاء كمجال ناشئ للحرب، مما يعد ذلك هو أحد الأسباب التى جعلت الدول فى المنطقة حريصة جدًا على تطوير تكنولوجيا الفضاء الخاصة بها، والتى يتمتع الكثير منها بقدرة واضحة على الاستخدام المزدوج (مثل أقمار الاستطلاع الصناعية) بالإضافة إلى قوات الصواريخ الباليستية الخاصة بها. وأكد المركز العربى واشنطن دى سي «Arab Center Washington DC أنه لا يوجد دليل فى الوقت الحالى على أن الدول العربية تسعى أيضًا إلى قدرات هجومية فى الفضاء «أسلحة فضائية»، والتى تُعرَّف بشكل فضفاض على أنها إما أنظمة حركية أو غير حركية تعمل من أرض إلى فضاء أو فضاء-فضاء. ومع ذلك، يمكن أن يتغير هذا إذا أدى التقدم فى هذا المجال «الآن إلى حد كبير من اختصاص الولاياتالمتحدة والصين وروسيا» إلى جعل التكنولوجيا أكثر سهولة ومتاحة للمنافسين الإقليميين فى الشرق الأوسط، وإذا ظلت المعاهدات القائمة التى تحد من عسكرة الفضاء ثابتة حتى مع تقدم تكنولوجيا الأسلحة الفضائية. حظر العسكرة والتسليح قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى الإنسانى، إنه رغبة من المجتمع الدولى طويلة الأمد في استكشاف واستخدام الفضاء الخارجى للأغراض السلمية، لقد تم تحديد أنظمة قانونية لاستخدام الفضاء فى الأغراض العسكرية للدول منذ عقود خلت، وبازدياد دور هذه الأنظمة القانونية المقيدة للعملية العسكرية أثناء النزاعات المسلحة تزداد أيضا احتمالية استخدام هذه المبادئ القانونية المقيدة لاستخدام الفضاء عند استخدامه فى النزاعات المسلحة، بما له آثار وخيمة على المدنيين، وذلك بالنظر إلى أن القانون الدولى الإنسانى أسس على بادئ ذى بدئ لحماية المدنيين غير المشاركين مباشرة فى النزاعات المسلحة. وفى ذات السياق، أضاف أستاذ القانون الدولى الإنسانى فى تصريحات ل«الوفد»، أنه يجب أن لا نغفل عن أطراف النزاعات المسلحة من الدول تحديدا تعتمد فى حالات كثيرة على الأقمار الاصطناعية التى تقوم بتوجيه القوات المسلحة للدول سواء كانت جوية أو بحرية أو برية، لتوجيه قصف الأهداف المعادية للطرف الآخر المحارب، وزيادة نسبة الدقة عند توجيه هذه القوات ضد الأهداف العسكرية دون المدنية. وأوضح أن القيد الأول والأساسى لاستخدام القوات المسلحة من خلال الفضاء هو ميثاق منظمة الأممالمتحدة الذى يحظر على الدول اللجوء للقوة المسلحة لتسوية النزاعات الدولية، حيث يتداخل ويساهم الفضاء من خلال الأقمار الصناعية وغيرها من أدوات أخرى، فى الأنشطة المدنية غير العسكرية سواء كانت أنشطة تقوم بها المنظمات الإنسانية ومنظمات الإغاثة وغيرها فى توجيه أنشطة ومساهمات هذه المنظمات فى إيصال المساعدات الإنسانية من خلال توجيه الأقمار الصناعية وغيرها من إيصال وتزويد المدنيين أثناء النزاعات المسلحة مساعدات إنسانية، ومن ثم يلزم حماية هذه الوسائل والأدوات الفضاء التى تؤمن وصول المساعدات الإنسانية من خلال التوجيه التكنولوجى «فائق التطور» لهذه المنظمات الإنسانية. وبالإشارة فى ذات الصدد إلى معاهدة الفضاء الخارجى واستخدامه السلمى من خلال البشرية ومن أجل تحقيق التطور والتقدم للبشرية لاستكشاف واستخدام الفضاء الخارجى واستخدامه للأغراض السلمية، أكد الدكتور أيمن سلامة أنه هناك قاعدة مهمة من قواعد القانون الدولى الإنسانى المعنية بتقييد استخدام المتحاربين أو المقاتلين لاستخدامهم للأسلحة والأدوات أثناء العدائيات العسكرية، وتابع: هذا التقييد وهو مبدأ عام من مبادئ القانون الدولى الإنسانى تقييد لجوء المحاربين للأسلحة والأدوات هذا المبدأ العام شرع من أجل حماية المدنيين غير المشاركين مباشرة فى العدائيات العسكرية يحظر القانون الدولى الإنسانى العدائيات العسكرية بين المتحاربين التى تمتد آثارها إلى الفضاء الخارجى. ولفت إلى أن الفقرة الثالثة من المادة 49 بالملحق الإضافى الأول التى صدر عام 1977 لاتفاقيات جنيف الأربعة، تحظر العدائيات العسكرية التى يمكن أن تلحق أو تحيط خطرا بالمدنيين فى الحرب البرية، ولكن أيضا وفقا لتفسير اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذه المادة يمكن فهمها أن تحظر أيضا الضرر التى تسببه العدائيات العسكرية التى يمكن أن تتمدد للفضاء الخارجى، ويحظر القانون الدولى الإنسانى على الدول أطراف اتفاقيات جنيف الأربعة التى صدرت عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1949، أن تقوم بتطوير وتحديث الأسلحة أو أساليب القتال التى من شأنها أن تفضى إلى عسكرة الفضاء الخارجى.