كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن الرئيس جو بايدن يدرس استخدام صلاحياته في العفو لتحويل جميع أحكام الإعدام الفيدرالية إلى السجن المؤبد، في خطوة قد تعرقل خطط الرئيس المنتخب دونالد ترامب لاستئناف تنفيذ أحكام الإعدام الفيدرالية عندما يتولى منصبه الشهر المقبل. وبحسب المصادر التي تحدثت ل"بوليتيكو"، فإن وزارة العدل الأمريكية قدمت توصيات سرية لبايدن بمنح العفو لمعظم السجناء الأربعين المحكوم عليهم بالإعدام في السجون الفيدرالية، في وقت يقترب فيه موعد انتهاء ولايته الرئاسية. مراجعة شاملة لبروتوكول الإعدام كشفت الصحيفة أن وزارة العدل على وشك نشر نتائج مراجعة داخلية شاملة استمرت لفترة طويلة حول بروتوكول الحقن المميت الذي تبنته إدارة ترامب في عام 2019، ويستخدم هذا البروتوكول جرعة قاتلة من عقار مخدر واحد هو البنتوباربيتال لتنفيذ حكم الإعدام. وأوضح خبراء ومنتقدو عقوبة الإعدام أن هذه الطريقة، التي تم تبنيها بسبب نقص العقاقير الأخرى المستخدمة في الإعدام، قد تسبب ألماً شديداً للسجين في دقائقه الأخيرة. وتقول روث فريدمان، المشرفة على قضايا الإعدام للمدافعين الفيدراليين على مستوى البلاد، إن "تقرير وزارة العدل المرتقب قد يعزز حجة العفو". مصير 40 سجيناً على المحك يوضح التقرير أن غالبية السجناء المحكوم عليهم بالإعدام في الولاياتالمتحدة والبالغ عددهم نحو 2200 سجين قد أدينوا في محاكم الولايات. ولا يملك بايدن سلطة وقف تنفيذ أحكام الإعدام لهؤلاء السجناء، لكن سلطته تقتصر على ال40 سجيناً في السجن الفيدرالي في تير هوت بولاية إنديانا. ويشير التقرير إلى أن هناك تساؤلات حول ما إذا كان بايدن سيمنح العفو لجميع السجناء الأربعين أم سيستثني بعض المدانين في قضايا إرهابية بارزة، مثل روبرت باورز المدان في إطلاق النار الجماعي في معبد شجرة الحياة في بيتسبرج عام 2018، وديلان روف المدان في حادث إطلاق النار في كنيسة إيمانويل الأفريقية الميثودية في تشارلستون عام 2015. تداعيات سياسية وقانونية وفقاً ل"بوليتيكو"، فإن قرار العفو الشامل من بايدن، إذا تم تنفيذه، سيكون له تأثير كبير على خطط ترامب لاستئناف عمليات الإعدام الفيدرالية، إذ تعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بتوسيع نطاق عقوبة الإعدام، بما في ذلك تطبيقها على المهاجرين الذين يرتكبون جرائم عنف في الولاياتالمتحدة. ويؤكد روبرت دونهام من مشروع سياسة عقوبة الإعدام أن منح العفو لجميع ال40 شخصاً "سينهي عقوبة الإعدام لجيل كامل على المستوى الفيدرالي". ويضيف أنه حتى لو بدأت وزارة العدل في عهد ترامب ملاحقات قضائية جديدة تطلب فيها عقوبة الإعدام، فسيكون من الصعب إتمام عملية الإدانة والحكم والاستئناف قبل انتهاء ولايته المقررة في 2029. وتشير مونيفا بانديل من حركة "حياة السود مهمة"، التي تدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام، إلى أن بايدن وعد بتحويل نظام العدالة الجنائية ليكون أكثر إنصافاً وفعالية، وهذه فرصة إدارته للوفاء بذلك الوعد الانتخابي. وتضيف: "نحن نعرف من هم في عنبر الإعدام - أشخاص من ذوي الإعاقة وذوي البشرة الملونة - وقد تركهم دون النظر في أمرهم حتى الآن". وتجدر الإشارة إلى أن بايدن قد استخدم سلطات العفو بشكل مكثف في القضايا غير المتعلقة بعقوبة الإعدام، حيث خفف أحكام نحو 1500 شخص في وقت سابق من هذا الشهر، بالإضافة إلى العفو المثير للجدل عن نجله. وقد تعهد البيت الأبيض بمزيد من إجراءات العفو قبل مغادرة بايدن منصبه.