تشهد الساحة السياسية الأوروبية حالة من التصعيد الحاد بين الولاياتالمتحدةوروسيا، إذ تبادل وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الروسي، سيرجي لافروف اتهامات نارية على طاولة اجتماع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في مالطا. أوكرانيا تصف روسيا بالتهديد الأكبر للأمن الأوروبي صرح وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيجا بأن روسيا تمثل «التهديد الأعظم» لأمن أوروبا، مشيرًا إلى أن وجودها في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي يضر بالتعاون المشترك، ووسط حضور وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وصفه سيبيجا ب«مجرم حرب»، مؤكدًا على أن بلاده لن تتوقف عن النضال من أجل وجودها، هذا مشهدٍ يعكس التوتر الحاد بين موسكو وكييف، تحت أعين بلينكن ولافروف، وفقًا لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية. هاجم سيرجي لافروف الإدارة الأمريكية الحالية، متهمًا إياها باستخدام حلف شمال الأطلسي «الناتو» لتوسيع نفوذه في منطقة آسيا-المحيط الهادئ بهدف زعزعة استقرار القارتين الأوروبية والآسيوية، واعتبر لافروف أن هذا التحرك يخلق «حربًا باردة جديدة» قد تتحول إلى صراع ساخن، وفي ظل هذا التصعيد، يتفاقم التوتر بين موسكو وواشنطن، ما يهدد مستقبل التعاون الأمني والسياسي في القارة الأوروبية. اقرأ أيضًا | التكلفة الباهظة| كم تبلغ خسائر الجيش الروسي في معركة أوكرانيا؟ بلينكن يرد: «لافروف موهوب في نشر التضليل» انتقد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نظيره الروسي، مشيرًا إلى مهارته في تضليل المستمعين عبر ما أسماه ب«تسونامي من المعلومات المضللة» وأعرب عن أسفه لمغادرة لافروف القاعة قبل الاستماع إلى كلمات الوفود، ليعكس هذا التصعيد الكلامي حالة من الخلاف العميق بين بلينكن ولافروف، مع تزايد حدة الاتهامات المتبادلة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية ومسؤولية التصعيد. الصراع الأمريكي الروسي.. اتهامات بمحاولة إحياء الحرب الباردة اتهم لافروف الغرب بمحاولة إحياء الحرب الباردة لإعادة الناتو إلى الساحة السياسية، محذرًا من احتمال تحول التوتر إلى حرب ساخنة، وفي المقابل، ركّز بلينكن على مسؤولية روسيا عن التصعيد المستمر في أوكرانيا في سياق الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل مخاوف من إعادة تشكيل هذه المواجهة الحادة بين بلينكن ولافروف خريطة التحالفات العالمية، وسط قلق أوروبي متزايد من مستقبل التعاون الأمني. وفيما أعلن وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، عن أنه لن يشارك في أي نقاش يجمعه بسيرجي لافروف خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمالطا، مشيرًا إلى أن لافروف «جاء ليكذب»، وصرح سيكورسكي قائلا: "لا أستطيع الاستماع إلى الأكاذيب حول أفعال روسيا في أوكرانيا"، في حين تتهم القوى الغربيةروسيا مرارًا بانتهاك حقوق الإنسان والمعايير الدولية خلال الاجتماعات مثل تلك التي تجمع «بلينكن ولافروف». اقرأ أيضًا| الناتو في مواجهة روسيا | تصريحات الدوما تكشف حجم التصعيد.. فما القصة؟ ويركز اجتماع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي هذا العام على تداعيات عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب للرئاسة ومقترحاته لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، بينما تتطلع القوى الغربية إلى تعزيز دعمها لأوكرانيا مع بداية ولاية ترامب، أعاد لافروف تصريحاته السابقة واصفًا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأنها أصبحت «ملحقًا للناتو والاتحاد الأوروبي»، في زيارة هي الأولى له إلى أوروبا منذ الحرب الدائرة بين روسياوأوكرانيا. بينما أُنشئت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي لتكون جسرا بين الشرق والغرب، إلا أنها باتت تواجه عرقلة مستمرة من روسيا باستخدام حق النقض، خاصة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، فيما شهد الاجتماع الأخير تصعيدًا جديدًا مع تصريحات «بلينكن ولافروف»، وسط تحديات تحول المنظمة عن أهدافها الأصلية في تحقيق الأمن والتفاهم الدولي. اقرأ أيضًا| الهجوم الباليستي لبوتين تحت المجهر| تفاصيل جديدة بيد أوكرانيا