مثل قطع الدومينو تهاوت المدن السورية فى حلب وحماة وسقطت فى أيدى الجماعات المتطرفة بصورة تدعو للدهشة والحسرة وتفتح أبواباً لا تغلق من التساؤلات. توقيت تفجر الأوضاع فى سوريا يُمثل لغزاً كبيراً، فمنذ العام 2020 والأوضاع تشهد استقراراً، حيث تسيطر قوات النظام على حوالى 63٪ من مساحة سوريا و25٪ الأكراد 15٪ للمعارضة!! فى كل كارثة تحدث فى منطقتنا العربية فتش عن الكيانين الصهيونى والإخوانى أينما حلا حل الخراب والدمار.. دلائل كثيرة على أن أيدى إسرائيل النجسة ليست ببعيد عما يجرى فى سوريا، والدليل عقد نتنياهو اجتماع أمنى ليلة الجمعة وهو من الناحية الدينية محرم شرعاً لدى اليهود وفى صباح السبت تفجرت الأوضاع فى سوريا كذلك تهديد نتنياهو لبشار الأسد بأنه يلعب بالنار الأمر الذى يفتح المجال للتساؤلات هل هناك علاقة بين إسرائيل وفصائل المعارضة ومعظهم من الإخوان فى سوريا؟! صحيح للكيان الصهيونى مصالح كثيرة فى تفتيت سوريا ومنها حصار حزب الله اللبنانى وقطع خط الإمداد الرئيسى لحصوله على السلاح والذى يبدأ من إيران ثم العراقوسوريا حتى الحدود اللبنانية، وكذلك تقويض النفوذ الإيرانى فى سوريا، ولكن هل من مصلحة الصهيانية سقوط النظام السورى لصالح المعارضة هيئة تحرير الشام وغيرها من المتطرفين الذين يمثلون جماعات سلفية متشدة تتبنى أيديولوجيات جهادية ويطالبون بتحرير الجولان من الاحتلال الصهيونى. أعتقد أن دولة الاحتلال لن تأمن لوجود مثل هذه الجماعات على حدودها الشرقية إلا إذا كانت تنوى فى حال سقوط النظام السورى بث الفرقة والاقتتال بين فصائل المعارضة السورية وصولاً إلى سيناريو الحرب الأهلية التى لن تبقى ولن تذر. الخلاصة أنه بالرغم من الأدوار المشبوهة لبعض القوى الإقليمية فى سوريا إلا أن هذا البلد العربى لو ضاع سيكون قد ضاع بأيدى أهله الذين صدقوا أوهام الربيع العربى والديمقراطية وحقوق الإنسان والتى صدرها لهم الأمريكان والغرب وسوقها عملاؤهما المحليون وهم الإخوان والذين حاشا أن يكونوا «مسلمين».