في خضم الصراع المستمر في الشرق الأوسط، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن نجاح إدارته في التوسط لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، والذي يُفترض أن يكون خطوة نحو خفض التصعيد في لبنان. ومع ذلك، لم يمر هذا الإنجاز دون أن يثير جدلاً حول الفضل، حيث سارعت إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للادعاء بأن فوزه الانتخابي كان الدافع الحقيقي وراء تحقيق هذا الاتفاق. الاتفاق بين إسرائيل وحزب الله على الرغم من الانتقال الحاد بين إدارتَي بايدن وترامب، ظهرت بوادر تعاون نادرة بين الفريقين. فقد تلقت إدارة ترامب إحاطة مباشرة حول المفاوضات الجارية من فريق الأمن القومي لإدارة بايدن. ووفقًا لمسؤول كبير في البيت الأبيض، حسب وكالة "أسوشيتد برس" كانت هذه الإحاطة ضرورية لضمان استمرارية الجهود الدبلوماسية. من جانبه، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن التنسيق مع فريق ترامب كان ضرورياً، لكنه أوضح أن فريق بايدن قاد المفاوضات حتى التوصل إلى الاتفاق. ترامب وحلفاؤه: "النصر يعود إلينا" وفي حين أثنت إدارة بايدن على الاتفاق باعتباره إنجازاً دبلوماسياً كبيراً، أصر فريق ترامب على أن احتمال عودة الإدارة الجمهورية كان القوة الدافعة وراء إبرام الاتفاق. مايك والتز، مستشار الأمن القومي المُعين في فريق ترامب، قال في منشور على منصة "X" إن "رسالة ترامب الصارمة للعالم بعد فوزه الانتخابي دفعت الأطراف إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو خفض التصعيد". بدوره، أشاد السيناتور ليندسي جراهام بجهود بايدن، لكنه أكد أن فريق ترامب كان له دور في تمهيد الطريق لهذا الاتفاق. آمال بايدن في تهدئة غزة بينما يُعد الاتفاق بمثابة خطوة لتهدئة الأوضاع بين إسرائيل وحزب الله، لم يفوّت حلفاء ترامب الفرصة لانتقاد إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله. وقال ريتشارد جولدبرج، المستشار في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن "إيران تحاول إعادة ترتيب أوراقها تحسباً لعودة ترامب إلى البيت الأبيض". في الوقت نفسه، يعوّل بايدن على نجاح وقف إطلاق النار في لبنان ليكون نقطة انطلاق نحو تسوية أوسع في الشرق الأوسط، وأكد بايدن في تصريحاته أن "هذا الاتفاق لن يكون مجرد هدنة مؤقتة، بل بداية لإنهاء التهديدات الإرهابية في المنطقة". تحديات المستقبل مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن التعاون بين إدارتي بايدن وترامب في هذا الملف قد يشكل سابقة نادرة، لكنه أيضاً يؤكد على التحديات التي تواجه انتقال السلطة في أوقات الأزمات. ومع اقتراب موعد تنصيب ترامب، يبقى التساؤل حول ما إذا كان هذا التعاون سيدوم أو سيتحول إلى صراع على النفوذ في السياسة الخارجية.