نظرة خاطفة على طبيعة الشخصيات التى اختارها ترامب لمعاونته فى الإدارة الجديدة تبين أن القاسم المشترك بينهما هو الولاء والصداقة المتينة مع دولة الاحتلال نظريًا، نجحت رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبالتالى تأجيل أى تسوية سياسية ووقف لإطلاق النار فى غزة أو لبنان لحين تولى الإدارة الجديدة، و ظهرت للعيان العلاقة الخاصة التى تجمع بين نتنياهو وترامب فى صورة لقاءات جانبية غير رسمية لا تتوافق مع الأعراف الدبلوماسية التى تحظر أى لقاءات سياسية مع غير الرئيس الموجود فى الخدمة، علاقة خاصة أكدها الأخير بمقولته الشهيرة عن أن سارة نتنياهو هى سلاحه السرى من بين حاشية رئيس الوزراء الإسرائيلى للتأثير على زوجها، العلاقة تتعدى الحدود الأسرية بين الرجلين، إلى تنسيق سياسى وتوافق على ضوء أخضر لنتنياهو باستغلال فترة ما قبل التنصيب فى حرق الأرض تمهيدًا لتولى ترامب مهام منصبه دون توابع. ومهما حاول ترامب اختيار عبارات تبدو محايدة أو تخفف من انحيازه التام لإسرائيل، إلا أن نظرة خاطفة على طبيعة الشخصيات التى اختارها ترامب لمعاونته فى الإدارة الجديدة تبين أن القاسم المشترك بينهما بخلاف ولائهم المطلق له هو الولاء والصداقة المتينة مع دولة الاحتلال. خذ مثلًا مارك روبيو الذى اختاره ترامب لمنصب وزير الخارجية؛ من أكبر مؤيدى إسرائيل ولا يخفى عداءه لحزب الله، حيث قام مع السيناتور جان شاهين من الحزب الديمقراطى بطرح قانون للحد من أنشطة منظمة حزب الله، ويجيز هذا القانون فرض عقوبات على المؤسسات المالية الدولية التى تمارس أنشطة تجارية مع منظمة حزب الله والكيانات التابعة له، وبعد زيارته لإسرائيل فى شهر مايو الماضي، كتب روبيو أن «أعداء إسرائيل هم أعداؤنا أيضًا». وأردف: «يسعى النظام الإيرانى ووكلاؤه إلى تدمير إسرائيل كجزء من خطة متعددة المراحل للسيطرة على الشرق الأوسط وزعزعة استقرار الغرب، فالدولة اليهودية تقف على خط المواجهة فى هذا الصراع، وتقاتل إلى جانب العديد من الأميركيين الإسرائيليين»!!. شغل روبيو حاليا منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات الخارجية بمجلس الشيوخ، كما أنه عضو فى لجنة العلاقات الخارجية. ويأتى إعلان ترامب اعتزامه تعيين عضو الكونجرس مايك والتز، الذى عمل سابقا ضابطا فى القوات الخاصة للجيش الأمريكى فى أفغانستان والشرق الأوسط وإفريقيا، للعمل كمستشار للأمن القومى فى البيت الأبيض مؤكدا على الدعم غير المشروط لإسرائيل. إذ يعتبر والتز من أكبر المؤيدين للدولة العبرية، ويعارض بشدة الانتقادات الأمريكية لها. ومعروف أن منصب مستشار الأمن القومي، منصب مؤثر للغاية يعينه الرئيس ولا يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، وينسق جميع وكالات الأمن القومى العليا، ويكون مسئولاً عن إحاطة الرئيس وتنفيذ سياساته. وقد يتولى والتز منصبه وسط الصراعات المستمرة فى أوكرانيا والشرق الأوسط. حتى تعيين ترامب أليس ستيفانيك فى منصب سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة يحمل ظلالًا كثيفة للانحياز التام لإسرائيل وضمان عدم الضغط عليها فى المحافل الدولية أو تعريضها لأى تصويت مضاد، وقد أصبح اسمها معروفًا فى إسرائيل بعد جلسة الاستماع التى عقدتها لرؤساء الجامعات فى الولاياتالمتحدة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة بنسلفانيا فى أعقاب موجة احتجاجات الطلاب فى الجامعات، وقادت ستيفانيك خطًا قويًا يطالب بتوضيحات حول ظاهرة «معاداة السامية» خلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين فى المؤسسات التعليمية. وبعد جلسة الاستماع، استقالت رئيسة جامعة بوف، ليز ماجيل، من منصبها، وغردت ستيفانيك: «رحل واحد، وبقى اثنان آخران». وزارت ستيفانيك إسرائيل فى أبريل وأعربت عن دعمها للدولة اليهودية فى خطاب ألقته فى الكنيست، وأدانت فيه إدارة بايدن لطلبها المساعدة لإسرائيل. كما زارت المستوطنات المحيطة بغزة والتقت بعائلات المختطفين. ومع انها تعد من أصغر المرشحين للوظائف العليا فى الإدارة الجديدة لترامب، فقد وصفها بأنها قوية وذكية وصلبة.