درست الإعلام بالجامعة الأمريكية، وتعلمت أصول المهنة فى مدرسة "ماسبيرو" كونها من الجيل المؤسس لقناة النيل الدولية، ثم من الجيل الأول أيضا بقناة النيل للأخبار، مما أتاح لها القيام بكم كبير من التغطيات لأحداث عالمية وعربية مهمة، مثل الانتفاضة الثانية فى فلسطين، وعبارة السلام وغيرها، إلى جانب إجراء حوارات ولقاءات مع رؤساء دول و وزاء وسفراء.. نتحدث عن المذيعة شيرين عفت، مقدمة الأخبار المتمكنة من أدواتها، والتى تتمتع بقدرة كبيرة على جذب المشاهد إليها. فكان لنا معها هذا الحوار عن بدايتها المهنية ودراستها وأحلامها وهوايتها. فى البداية، لمذا اخترتي دراسة الهندسة ؟ التحقت بكلية هندسة جامعة عين شمس وفى ذات الوقت درست أيضا كلية الحاسب الآلى فى الجامعة الأمريكية، لأننى حاصلة على شهادة الثانوية العامة البريطانية، وكانت الجامعة الأمريكية فى ذلك الوقت خارج التنسيق، ولذلك قدمت فيها، والتنسيق العادي ألحقنى بكلية الهندسة التى كانت رغبة والدى و والدتى لأنهما يعملان فى هذا المجال، وبما أنى وقتها كنت صغيرة "16 عاما" لم أكن أقرر بعد ماذا أريد، ولكنى كنت أميل أكثر وقتها لدراسة الكمبيوتر لكى أصبح مبرمجة لأنه كان تخصص جديد و واعد. كيف استطعت الجمع بين الدراسة فى جامعتين ؟ معاناة كبيرة وللأسف بعد فترة من الدراسة فى الجامعتين لم أجد نفسي فى أي واحدة منهما، أو بمعنى أدق لم أجد نفسي فى مجتمع الجامعتين، وليست الدراسة هى المشكلة، لكنى لم أستطيع التأقلم بما أننى خريجة مدرسة بنات "مجتمع مقفول"، وهنا جاء دور عائلتى التى ساعدتنى على اتخاذ القرار، و تنازلوا عن حلمهم فى أن أكون مهندسة، وتركت الهندسة واستمريت فى الجامعة الأمريكية لدراسة الكمبيوتر. ماذا عن دراسة الاعلام ؟ بعد عامين من دراسة الكمبيوتر حولت إلى كلية الإعلام قسم صحافة فى الجامعة الأمريكية، ودرست مسرح وسينما وعلوم إنسانية، وغيرها من المواد التى جعلتنى أحب دراسة الإعلام وتخرجت فى أربع سنوات، وكان أكبر تحدى لى على مدار حياتى أن أتخرج دون إعادة سنة واحدة. حدثينا عن فترة عملك الأول بالصحافة ؟ حصلت على فرصة تدريب فى مجلة روزاليوسف، وتدربت وسط أسماء ذات قيمة وقامة، حيث كان وقتها رئيس التحرير الأستاذ عادل حمودة، وجميعهم أصبحوا نجوم فى الصحافة، ومنهم الاساتذة إبراهيم عيسي، عمرو خفاجي، إبراهيم منصور وغيرهم، وعملت لفترة قصيرة فى كتابة الأخبار ليشاء القدر أن أكون شاهد عيان لحادث إرهابي كبير وقع بجانب منزلى، وهو محاولة اغتيال "عاطف صدقى" رئيس مجلس الوزراء وقتها، وعلى الفور تم تكليفى بعمل تغطية شاملة، وأتحدث مع الناس وأكتب الموضوع وأسلمه وسيكتب على الغلاف «روزاليوسف شاهد عيان»، بالفعل نزل هذا الغلاف، وكتب اسمى على الموضوع، وسعدت جداً أن تكون بداياتى فى الصحافة بانفراد بهذا الشكل. وكيف جاء انضمامك لقناة "النيل الدولية" ؟ وقت عملى فى الصحافة جاءت لى فرصة العمل بمكتب مبيعات فى أحد الفنادق الكبرى، وأثناء عملى فى هذا المجال أحد الأشخاص تواصل معى وأبلغنى أن هناك قناة جديدة تقدم باللغة الإنجليزية ألا وهى «قناة النيل الدولية»، وهذا كان عام 1994، فكنت أتخيل مثل الكثيرين بأن العمل فى التليفزيون لا يأتى إلا بالوساطة، إلا أن الأمور سارت بشكل أسهل مما توقعت وذهبت لإجراء مقابلة مع حسن حامد رئيس القناة وبعدها تم قبولى ضمن فريق عمل القناة المؤسس. هل تركت الصحافة بعد عملك فى القناة ؟ عملى بالصحافة كانت فترة تدريب، وعدد أيام محدد فى الأسبوع، وحتي وقتنا هذا عندما اسأل على مهنتى اقول أنا صحفية تليفزيونية، لكن كان من الصعب الجمع بين الاثنين وقتها لأن حسن حامد وقتها كان مؤمناً جداً بأن مجموعة شباب صغيرة يمكنها تحمل المسئولية، ويرى أن الإعلامى يجب أن يكون شخصاً متكاملاً؛ بمعنى أننى كنت أعمل محررة، واليوم التالى قارئة نشرة، وبعدها رئيس تحرير النشرة، وممكن اليوم الرابع أكون مراسلة.. فنحن جيل تأسس على أن يعرف كل عناصر العمل الإعلامى والإخبارى. حدثينا عن شكل العمل فى بداية القناة ؟ بدأت قناة النيل الدولية بساعتين، ثم 6 ساعات، ثم نصف يوم، ثم 24 ساعة، وفى ظل الإمكانيات الضعيفة، ولكن كان عندنا حماس كبير، وأذكر جيداً أن صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها قرر أن تبث القناة فى مصر أثناء انعقاد مؤتمر السكان عام 1995، وكان نجاحاً منقطع النظير. كيف جاء نقلك لقناة النيل للأخبار؟ كنت أثق فى الأستاذ حسن حامد ثقة مطلقة، ونسبة كبيرة من زملائنا قرروا أن يخوضوا معه تجربة قطاع القنوات المتخصصة، ولأن دراستى بالإنجليزية أخذت كورس فى الأدب الحديث، وحصلت على امتياز، وتدربنا 8 أشهر على اللغة والشاشة فى استوديوهات الإذاعة مع الأساتذة صلاح زكى وأحمد رضوان، وتدربنا على الإلقاء والارتجال، كأننا في معسكر مغلق، فانطلقت قناة النيل للأخبار بمجموعة من مؤسسى النيل الدولية، مع انضمام مجموعة من الشباب لم يأخذوا وقتاً طويلاً فى التدريب، لوجود نفس الروح والحماس. ماذا عن خطواتك المهنية بعد النيل للأخبار ؟ عملت بعد ذلك فى قنوات فضائية، مثل " سي بي سي " العامة، ثم " ام بي سي " مصر، ثم إكسترا نيوز، وبعد ذلك انتقلت لقناة " دي ام سي "، وكان من المفترض افتتاح قناة "دي ام سي" الإخبارية، ولكن للأسف لم تفتح بعد مما ترتب عليه انضمامي لمقدمى برنامج المرأة فى القناة "السفيرة عزيزة". تجربة جديدة وهى تقديم برنامج للمرأة.. حدثينا عنها ؟ قدمت برنامج "السفيرة عزيزة" مع زميلاتى لمده 6 سنوات، وهو برنامج اجتماعى يناقش كل قضايا المرأة، نوعية جديدة استفدت منها كثيرا وساعدتنى على تكوين صداقات جميلة، نحن نتحدث عن 6 سنوات أي عشرة طويلة مع مقدمى البرنامج وفريقه وضيوفه. هل أزعجك قرار نقلك إلى برنامج اليوم على قناة dmc ؟ أنا بدايتى مذيعة أخبار حتى وقت انضمامى لقناة dmc كان العمل فى القناة الإخبارية، ومهما كان حبي للبرنامج لكن هو فى البداية ليس مكاني، أعود لمكاني وهو ديسك الأخبار، لكن هى تجربة كنت أحتاج إلى خوضها، لون تليفزيونى جديد ومختلف وحقيقي، ربنا يعطي أفضل مما يتمنى الإنسان. أفهم من ذلك أنه إذا عاد بك الزمن ستختارين ديسك الأخبار ؟ تقديم الأخبار لم يكن فى الحسبان، لكن بداياتى ونجاحاتى وإصرارى كله كان على ديسك الأخبار، عشقته وأحببته لأنه دائما يجعلك فى حالة تشويق لإيصال المعلومة والصورة وجوانب الحكاية، مذيع الأخبار مثل لاعب الشطرنج طوال الوقت فى تحدي ذهني وتفكير دائم فى الخطوة التالية. ما هى أهم محطاتك المهنية التى تعتزين بها ؟ كل مرحلة أعتبرها تجربة جديدة تعلمت منها، سواء عملى كمراسة خارج مصر لفترة، لأنها جعلتنى أكثر جرأة، ومحطة تقديمى لبرنامج "كنتُ مسئولاً" الذى منحنى فرصة إجراء حوارات مع كبار الشخصيات و الرؤساء، منهم الرئيس السودانى السابق جعفر النميرى ورئيس وزراء اليمن الأسبق، و وزير خارجية مصر فى عهد الرئيس عبدالناصر مراد غالب، ورئيس مجلس الشعب والرئيس المؤقت لمصر وفقاً للدستور بعد اغتيال السادات «صوفى أبوطالب»، ورئيس المخابرات الأسبق أمين هويدى، وقدمت حلقات خاصة مع جيهان السادات، وحلقات مشتركة مع تليفزيون فلسطين فى بث مباشر بين القاهرة ورام الله، وسلسلة حلقات من المغرب ضمن البرنامج الوثائقى «النيل يعانق الأشقاء»، وكذلك عملى فى "السفيرة عزيزة"، وغيرها من المحطات التى أعتز بها. هل تفضلين نوعية معينة من البرامج ؟ البرامج الحوارية بشكل عام، سواء كانت سياسية أو اجتماعية، أي نوع يقربنى أكثر لعقل ومشاعر الناس. ماذا عن الراديو من مشوارك المهني ؟ للأسف لم تأتى الفرصة المناسبة لى فى الراديو، وهى خطوة كنت أتمناها. ما هى أصعب اللحظات على الهواء التى لا يمكن نسيانها ؟ لحظات كثيرة بداية من تغطية الانتفاضة الثانية لأننا عملنا على القضية الفلسطينية كثيرا، وكانت ومازالت الأقرب لاهتمامنا، و لحظة غزو العراق جرح فى نفسيتى للأبد، أتذكر وقتها أنه تم استدعائنا فجرا، و كان يوم أسود فى حياة الأمة العربية، وأيضا كل أحداث الثورة بمصر من 2011 ل 2013 بعد نجاح ثورة 30 يونيو كانت من أصعب الفترات، ولقاءاتى بمعظم قيادات الإخوان الذين كانوا مجبرين علينا، ولكن لقاءاتهم كانت بمثابة كشف لوجههم الحقيقي. بعد كل هذه النجاحات ما الذي تسعين لتحقيقه هذه الفترة ؟ اكتشفت بالتجربة أننى لم اندم على أي قرار اتخذته، أعيش وقتى الحالى وأستمتع به، وأرى أننى تعلمت كثيرا وأصبحت جاهزة لاستقبال تجارب كثيرة، وأتمنى أن أتعلم أكثر عن "الديچيتال" لكى أستطيع خوض تجاربه بشكل أفضل وتقديم محتوى مهم. هل هناك فكرة برنامج تتمنى تقديمها ؟ أحضر حاليا لبرنامج ديجيتال جديد، وهو ما كنت أتمنى تقديمه هذه الفترة وأتمنى أن يكتمل المشروع ويلقى القبول. كيف تحافظين على رشاقتك ؟ انا طوال حياتى نحيفه رغم عشقي للحلويات، ومن أحلامى تناول أكل صحى والابتعاد عن السكر بما انه أحد السموم البيضاء لكن للأسف يشعرنا بالسعادة، وبما اني برج هوائي لم أواظب على رياضة بعينها أو روتين معين، لكن منذ سنوات غيرت كل هذا تماما وبدأت أمارس الرياضة بشكل مستمر واخترت رياضة " كيك بوكسينغ " وأحببتها جدا لأنها رياضة تعتمد على التفكير. أخيرا، ما هى احلامك ؟ أتمنى أن يظل لدى رغبة فى التعلم والفضول لمعرفة كل جديد، وأجدد من نفسي دائما، وأن تكون لدى القدرة نفسيا وصحيا وذهنيا لأتعلم وأكتشف العالم من حولي، وأن أكون أداة الخير لكل الناس، وأتمنى أن تظل الطفلة التى بداخلى تبتسم وتحب الحياة. اقرأ أيضا: