عبر عصور مصر القديمة، لعبت المعبودات أدوارًا حيوية في تشكيل العقيدة والثقافة المصرية. ومن بين هذه المعبودات تبرز "باستت"، الإلهة التي جسدت الفرح والسعادة، وحمت البيوت والأسر من الشرور. ارتبطت باستت بالقطط، التي كانت تُعتبر رمزًا للنعمة والحماية، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية يعود أحد أشهر تماثيلها، المصنوع من البرونز، إلى الفترة المتأخرة (664-332 ق.م)، ويُعرض حاليًا في المتحف البريطاني بلندن، بعدما أهداه الضابط والطبيب الإنجليزي جاير أندرسون، الذي عاش في مصر وأسس متحفًا باسمه في القاهرة. اقرأ أيضا | اكتشافات سقارة.. استكشاف مقابر أوناس عنخ وسشسشت إيدوت في هذا التقرير نسلط الضوء على مكانة "باستت" في العقيدة المصرية القديمة، ودلالات التمثال الشهير، ودورها كرمز للفرح والحماية. تمثال باستت.. مزيج من الفن والدين يجسد التمثال البرونزي للمعبودة باستت قطة مزينة بالمجوهرات والتمائم، مما يعكس أهميتها في الحياة المصرية القديمة، القطط لم تكن مجرد حيوانات أليفة؛ بل كانت مقدسة وترتبط بالإلهة باستت. المواد والتقنية: التمثال مصنوع من البرونز، وهو مادة شائعة في الأعمال الفنية المصرية القديمة خلال الفترة المتأخرة، ويدل على المهارة الفنية العالية. الرمزية: ترتدي القطة في التمثال مجوهرات وتمائم ترمز إلى الحماية والرخاء، وهو امتداد لدور باستت كإلهة للحماية. باستت في العقيدة المصرية القديمة هيئة باستت: ظهرت باستت في شكل قطة بالكامل، وأحيانًا كأنثى برأس قطة، هذا التجسيد يجمع بين صفات القطط مثل الرشاقة، والهدوء، والقدرة على الدفاع عن النفس. رمز الفرح والسعادة: كانت باستت تُعتبر ربة الفرح والسرور، وتمثل الجانب الإيجابي من الحياة، ارتبطت بالموسيقى والرقص والاحتفالات، مما جعلها رمزًا للحياة السعيدة. حامية الأسرة: لعبت باستت دورًا حيويًا في حماية البيوت من الشرور، ودافعت عن الأبرياء، وهو ما عزز مكانتها في قلوب المصريين القدماء. دور القطط في الحياة المصرية القديمة القداسة والحماية: كانت القطط مقدسة في مصر القديمة بسبب ارتباطها بباستت. حُظيت باحترام كبير، واعتُبرت حامية ضد الأرواح الشريرة. التكريم والاحتفاء: عاش القطط حياة مرفهة في الأسر المصرية، وتم تحنيطها بعد الموت كنوع من التكريم، ما يعكس العلاقة العميقة بين المصريين القدماء والحيوانات. متحف جاير أندرسون.. جسر بين الثقافات الضابط والطبيب الإنجليزي جاير أندرسون عاش في مصر وأسهم في الحفاظ على التراث المصري. إهداء التمثال: أهدى تمثال باستت إلى المتحف البريطاني بلندن، حيث يُعرض كجزء من مجموعة الآثار المصرية. متحفه في القاهرة: أنشأ جاير أندرسون متحفًا باسمه في القاهرة يضم مجموعة متنوعة من التحف التي تعكس التاريخ المصري والإسلامي. أهمية باستت في التراث المصري الجانب الاجتماعي والديني: مثلت باستت التوازن بين القوة والنعومة، وكانت نموذجًا يُحتذى به في احترام المرأة ودورها في الأسرة. الإرث الفني: تماثيل باستت تُبرز براعة الفنانين المصريين القدماء في التعبير عن المعتقدات الدينية من خلال الفن. باستت ليست مجرد إلهة في العقيدة المصرية القديمة، بل رمز خالد للفرح والحماية والأسرة، تمثالها البرونزي الذي يُعرض في المتحف البريطاني يعكس عظمة الفن المصري القديم وعمق المعتقدات التي شكلت حياة المصريين، يبقى إرث باستت شاهدًا على حضارة قدمت للعالم نموذجًا فريدًا من التوازن بين الروحانية والجمال.