سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللواء د. محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق:حروب «الجيل الرابع» تدمر المجتمعات ب«الشائعات» القيادة السياسية تراهن على انتصار المصريين فى «معركة الوعى»
حروب «الجيل الرابع» خطر جديد يستهدف تدمير المجتمعات من الداخل، عبر بث الشائعات، وذلك بعد أن تغيرت مفاهيم الحروب التقليدية، وانطلقت مسيرات الحروب الإلكترونية.. اللواء د. محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أكد فى حوار خاص مع «الأخبار»، ان القيادة السياسية، تراهن على انتصار المصريين فى «معركة الوعى»، مشدداً على ان مصر قادرة على التعامل مع الحروب الإلكترونية، وصد كل هجماتها، مضيفاً أنه تم تطوير وتحديث قواتنا المسلحة، وفق خطط استراتيجية ورؤية مستقبلية، مع زيادة توطين وتعميق الصناعات العسكرية، مبيناً أن التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل ستستمر، ولكن الأخيرة لن تضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتحدث فى الكثير من القضايا الهامة، فى تفاصيل الحوار التالى. ■ ماذا عن حروب الجيل الرابع وأخطارها على الشعوب؟ - عصر الحروب التقليدية، التى هدفها تدمير القوات المسلحة فى أى دولة، انتهت ونعيش الآن مرحلة حروب الجيل الرابع، التى هدفها تدمير المجتمعات من خلال حرب نفسية أساسها قائم على الشائعات، وهذا المخطط نجح فى بعض الدول بإسقاطها، من الداخل وتدمير شعوبها، ووقف مخططات التنمية بها، والحل الوحيد لمواجهة تلك النوعية من الحروب، هو تنفيذ معركة الوعى والتمسك بالعادات والقيم، مثل الولاء والانتماء، ولهذا أطلق الرئيس السيسى، مصطلح «معركة الوعى» من أجل مجابهة أساليب ذلك النوع من الحروب. حروب إلكترونية ■ ما الفارق بين حروب الجيل الرابع والحروب الإلكترونية؟ - الحرب الإلكترونية كمصطلح، بدأ باستخدام الأجهزة اللاسلكية والتشويش واستخدمت أمريكا تلك التقنيات فى حرب 1967، وفى عام 1973، كانت بعض قوات العدو تقوم بزرع بعض أجهزة التنصت على خطوط التليفونات، لمعرفة ما يدور من مكالمات للقوات المصرية، ولكنا كنا على استعداد لذلك، بإقامة خطوط اتصال وهمية لتضليل العدو وإيصال رسائل مضللة له، وحالياً لدينا خير دليل على تلك النوعية من الحروب، وهى تفجير أجهزة «البيجر» فى لبنان عن بعد، مما تسبب فى اغتيال قيادات حزب الله واستهداف جزء كبير من المدنيين، وبكل ثقة نستطيع أن نقول: «إن مصر لديها القدرة على التعامل مع أى حرب إلكترونية، وصد هجماتها، بكل أنواعها»، لأننا لدينا إدارات متخصصة داخل القوات المسلحة، لرصد التهديدات والمخاطر والتحديات، ووضع أسلوب مواجهة لها، ولذلك لم يعد الانتصار البشرى وحده هو الانتصار المطلوب فى تطور الحروب، حيث أصبح هناك طائرات ومسيرات وذخائر متنوعة. تطوير ■ حدثنا عن عملية التطوير الشامل للقوات المسلحة المصرية؟ - منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، قيادة مصر، وله رؤية واضحة فى تحديث وتطوير المؤسسة العسكرية المصرية، الذى تم وفق تخطيط استراتيجى ورؤية مستقبلية للرئيس، ووفق رؤية «مصر 2030»، لبناء القوى الشاملة للدولة المصرية على جميع الأصعدة، وهو الأمر الذى يستتبعه وجود قوات مسلحة قوية وقادرة على حماية مصالح مصر وحدودها ضد أى تهديد قد يستهدفها، خاصة أن المنطقة تعيش حالة من عدم الاستقرار، سواء ما يخص الاتجاهات الاستراتيجية الأربع، أو ما يتعلق بدوائر الأمن القومى المصرى، سواء على الصعيد العربى أو الإفريقى، ونستطيع أن نقول: «إن التطوير تم بما يتوافق مع الرؤية المستقبلية للتحديات فى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام»، ليتم استقدام أسلحة قادرة على مجابهة كل التحديات المتوقّعة، فضلاً عن تعميق التصنيع المحلى للصناعات الحربية، واستحداث تشكيلات ووحدات لمكافحة الإرهاب، بعيداً عن التشكيلات القتالية النمطية العادية، ليكون جيش مصر قادرا على مجابهة كل التحديات، التى قد تستهدف أمن مصر القومى، ولدينا نماذج على ذلك التقارب «المصرى - الفرنسى»، فى الحصول على المقاتلة الرفال، فى توقيت قصير للغاية، بفضل قوة مصر الخارجية، حيث تم التعاقد والاستلام فى أقرب توقيت، وبأفضل الأسعار، مما وفر فى اسعار المقاتلات. تحديث القواعد ■ لماذا اتجهنا إلى إنشاء وتطوير عدد من القواعد العسكرية المصرية؟ - بعد تحديث وتطوير تسليح قواتنا المسحلة المصرية، وتنويع مصادر تسليحها بالتعاون مع كبرى الدول مثل: «كوريا وروسيا والصين وألمانيا وفرنسا»، لخلق حالة من الردع لأى تهديدات أو تحديات، قد تواجه مصر فى الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، وكان لا بد من انشاء عدد من القواعد سواء برية أو بحرية أو جوية لحماية الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة، فعلى سبيل المثال تم تطوير قاعدة محمد نجيب العسكرية، وقاعدة 3 يوليو البحرية، لتكون قريبة من أى تهديد فى ساحل البحر المتوسط ودولة ليبيا لحماية المقدرات الاقتصادية الخاصة بنا، وكذلك إنشاء قاعدتى «جرجوب وبرنيس»، مع استقدام وحدات بحرية تتلاءم مع أى مهمة قد تكلف بها من لنشات ووحدات بحرية، تستطيع الوجود فى البحر لفترات طويلة لتراقب الحدود، فضلاً عن حاملتى الطائرات من طراز «ميسترال». صناعات عسكرية ■ حدثنا عن الصناعات العسكرية الآن فى مصر؟ - عندما كنت قائداً لسلاح المدرعات، كنت بحكم عملى فى امتداد مع المصانع الحربية، والآن نستطيع أن نقول إن مصر وصلت إلى مرحلة من الإنتاج المصرى الخالص، مع التصدير إلى عدد من الدول، وهذا كان حلماً يراود كل العسكريين، فعلى سبيل المثال التصنيع المحلى للدبابات من طراز«M1A1»، وصل إلى 90%، وهذا إنجاز يحترم، كما عملت مصر على تصنيع الكثير من الأسلحة التى تحتاجها محلياً، مثل الفرقاطات المُصنّعة فى ترسانة الإسكندرية البحرية، أو المركبات المُدرّعة لمقاومة الإرهاب، مثل المدرعة «سينا 200» والمدرعة «أس تى 500»، أو الرشاشات والمسدسات. توترات ■ كيف ترى التوترات «الإسرائيلية - الإيرانية»؟ - ما يحدث من توترات بين إسرائيل، وايران، هو بعلم أمريكا، من أجل إقامة عدد من القواعد العسكرية فى منطقة الشرق الأوسط لخلق حالة من التوازن فى القوى، ولذلك كان لا بد من مبرر من أجل إنشاء تلك القواعد فى المنطقة، وبالتالى تم استخدام إيران كسبب رئيسى لانشاء تلك القواعد، ولذلك توترات إسرائيل وإيران، ستستمر فى ذلك الإطار، ولن نشاهد استهدافا للمنشآت النووية الإيرانية. حرب غزة ■ ماذا تريد إسرائيل من غزة بعد انقضاء أكثر من عام على الحرب؟ - الهدف الوحيد لإسرائيل حالياً، هو تدمير غزة من أجل أن تستغرق 10 سنوات على الأقل فى اعادة إعمارها، ومن ثم إعادة توزيع أهل فلسطين على الخريطة كما يريدون، والحرب على غزة من أجل هدف سياسى اسرائيلى ليس أكثر، وفى وجهة نظرى، هى نوع من التمويه من أجل تنفيذ مخططها فى الضفة الغربية، ومن يقرأ التاريخ يستطيع ان يعى تحركات الحاضر، ويقرأ سيناريوهات المستقبل، وما يحدث هو مخطط لتدمير غزة من أجل السيطرة على الضفة الغربية فى نهاية المطاف. ■ هل تكتب حرب غزة نهاية حكومة نتنياهو؟ - أعتقد أنها ستكون ضمن أسباب النهاية لنتنياهو وحكومته، خاصة أن الحرب على غزة تتم وفق أيدلوجية عقائدية، فمن المعروف للعالم أجمع أن من ساند نتنياهو، هى الأحزاب الدينية المتطرفة حتى وصل إلى سدة الحكم، وبالتالى إذا لم يحقق انتصارات فى الضفة الغربية، لتحقيق جزء من الانتصارات العقائدية، سوف ينحصر دعم الدينيين ويتقلص، وهو ما سوف يضعه فى موقف صعب، خاصة ان أعداد العلمانيين فى تزايد، فيصبح قد خسر الداعم لقضيته، ويواجه وحيداً هجوماً كاسحاً، والدليل على ذلك المظاهرات، التى شاهدناها فى الفترات السابقة، وهو ما يفتح الباب أمام الدوائر الصهيونية العالمية، لكى تتخلص منه، وتكتب نهايته. توسع عسكري ■ لماذا التوسع العسكرى الإسرائيلى بالمنطقة فى هذا التوقيت؟ - اليهود لديهم عقيدة واضحة وراسخة، منذ قديم الأزل، وهى عقيدة أنهم شعب الله المختار، واستكمالاً لهذه العقيدة، فتجد لديهم عنف ودموية فى تنفيذ كل الجرائم، لتحقيق انتصارات تشفى صدورهم، ولديهم أيضاً قناعة اخرى أنهم لن يحاسبوا على أى جرم يرتكبونه مهما كان، ولذلك علينا أن نعرف جيدا أن الماسونية هى أداة الصهيونية لتفكيك المجتمعات فى العالم، وهذا ما يحدث حالياً لأن فكرة انشاء الجيش لدى قوات الاحتلال الإسرائيلية قائم على أسس عقائدية، ولهذا تجد ربع تعداد جيشهم من المجندين، والثلاثة أرباع على ذمة الاحتياط، وعند الحروب يتم استدعاؤهم، ومازال هدفهم العقائدى قائما، وهو «مملكة داود» القديمة بداية تكوين أرض الميعاد، التى يحلم بها اليهود.