قرر النجم الكبير حسين فهمي الذي يتولى رئاسة الدورة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن يعتمد خلال حفلي الافتتاح والختام على مخرج سينمائي ليكون مخرجا لهما، في تقليد ليس بالجديد، لكنه يمثل عودة له من جديد، فخلال الأعوام الأخيرة كانت تتجه معظم المهرجانات المصرية إلى مخرجين ينتمون أكثر للمسرح والاستعراضات، لكن يبدو أن ثقة حسين فهمي فيه كانت كبيرة، حتى تجعله يسند له مهمة إخراج حفلي الافتتاح والختام، أنه المخرج محمد حمدي الذي شاهدنا ما قدمه خلال حفل الافتتاح أمس. محمد حمدي بدأ مسيرته في السينما كمدير للتصوير، قبل أن يخطفه الإخراج ويتجه له خلال أول أعماله فيلم "المشتبه" عام 2009، وتوالت أعماله سواء على مستوى السينما أو التليفزيون، وصولا إلى آخر أفلامه "الحب بتفاصيله" الذي قدمه في آخر أيام عام 2023، ويعد البطولة السينمائية الأولى للمطرب محمد نور، وله تجربة مميزة مع محمد رجب حيث تعاونا معا في 4 أفلام هي "بيكيا" و"صابر جوجل" و"سالم أبو أخته" و"محترم إلا ربع"، وعلى مستوى الدراما التليفزيونية قدم مسلسلات "شطرنج" بأجزائه الثلاثة وفيلم "تماسيح النيل". في البداية.. كيف وقع الاختيار عليك لإخراج حفل افتتاح وختام مهرجان القاهرة في دورته ال45؟ الاختيار جاء من خلال ترشيح النجم حسين فهمي، رئيس المهرجان، فنحن لدينا علاقة قوية على المستوى الشخصي والعملي، وسبق وتعاونت معه عام 1995 كمدير تصوير في أحد افلامه، صحيح لم أعمل معه كمخرج من قبل لكنه متابعا لكل أفلامي وأعمالي، حتى جاءت الفرصة للتعاون بشكل مختلف عن طريق إخراج حفلي افتتاح وختام مهرجان "القاهرة" الذي يتولى رئاسته، واختياري لهذه المهمة شرف وتقدير كبير، خاصة أنها تجربتى الأولى في هذا المجال. ثقة كبيرة وضعها النجم حسين فهم فيك باختيارك لتقديم حفل الافتتاح رغم أنك لا تملك خبرة في هذا الجانب مقارنة بمسيرتك في الإخراج الدرامي؟ النجم حسين فهمي وصل لمكانته الكبيرة في الوسط الفني لأنه دائما يفكر خارج الصندوق، ويسعى إلى الجديد، لكن بشرط أن يكون هذا الجديد لديه مقومات النجاح، وأعتقد أن هذا ما لمسه في، فلو لم يكن مؤمن بموهبتي وقدرتي لم يكن ليسند لي هذه المهمة الكبيرة، لأن مهرجان القاهرة ليس حدثا عاديا، بل مهرجان يحمل الصفة الدولية، ومن المهرجان العشرة الأكبر على مستوى العالم، ويتابعه الملايين، ويحضر إليه ضيوف من كل دول العالم، لهذا أتمنى أن أكون على قدر هذه المسئولية الكبيرة. كيف ترى هذه الدورة؟ الدورة مهمة وصعبة ومسئولية كبيرة على الجميع ليخرج المهرجان بصورة تليق بقيمة مصر وقيمة المهرجان على مستوى العالم، والبداية تكون من خلال حفل الافتتاح الذي يعد البرواز الأولي للدورة التي أحيانا يكون بوابة نجاح المهرجان خلال الأيام التالية، لأن الانطباعات الأولى غالبا تدوم، وبشكل عام الدورة 45 تقام بعد إرجاء الدورة الماضية، وفي وسط الظروف التي تعاني منها المنطقة العربية، والحرب على فلسطين، والعدوان على لبنان، وهو تحدي كبير يواجهنا جميعا. اقرأ أيضا: صفية العمري تتألق بحفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ما التفاصيل التي حرصت الاعتماد عليها خلال حفل الافتتاح؟ لا يمكن الكشف عن تفاصيل الحفل، لكنه يأتي وسط الأجواء التي تسود المنطقة، وسيكون انطلاقا من مبادرة المهرجان بأن الاحتفال يأخذ طابع متحفظ بعض الشيء، وإن الأسود سيكون الزي الرسمي للافتتاح، وأقدم التحية بهذا الخصوص لإدارة المهرجان التي أحترم قرارها بشأن الزي الرسمي المسموح به في المهرجانات، وهو تقليد معمول به في كافة المهرجانات الدولية الكبيرة.. وعلى مستوى الحفل نفسه، كان يجب التركيز على فكرة دعم القضية الفلسطينية، وأيضا الأوضاع في لبنان، لأنهما يحملا الأولوية بالنسبة للجميع حاليا، ونحن لا يمكن أن ننفصل عن الواقع، ولا يمكن إلا أن نقدم الدعم لكل من يعانون من ويلات الحروب، ونحن كفنانون نحمل رسالة ويجب أن تستمر، لكن الإستمرارية يجب أن تكون مشروطة بتقديم فعاليات تدعم المقاومة وتعرض قضايايهم وأزماتهم، وهذا أبسط شيء يمكن أن تقدمه إدارة المهرجان لهم، لهذا كان الحرص أن يكون حفل الافتتاح سريعا وبسيطا دون أجواء احتفالية كبيرة. ماذا عن أهم الأفلام التي سوف تحرص على مشاهدتها أثناء المهرجان؟ بنظرة سريعة على برنامج المهرجان، وجدت أنه دسم جدا، وبه مسابقات وبرامج موازية عديدة، لكن بشكل شخصي سوف أركز على مشاهدة البرامج الخاصة بالسينما الفلسطينية، الأول "أفلام من المسافة صفر"، وهي تجربة سمعت عنها وحريص جدا على مشاهدة تلك الأعمال التي وثقت الحرب المستمرة على غزة، والبرنامج الثاني "أضواء على السينما الفلسطينية"، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح "أحلام عابرة" للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، هذا بجانب اهتمامي بمشاهدة الأفلام المصرية الكلاسيكية المرممة للمخرجين الكبار حسين كمال وصلاح أبوسيف وهنري بركات وحسام الدين مصطفى وعاطف الطيب. لماذا اتجهت مؤخرا للإنتاج؟ وهل هذا سيجعلك تبتعد عن الإخراج؟ لا، الإنتاج والإخراج لا ينفصلا عن بعضهما، كلاهما له دور مهم في عجلة الإنتاج، وحاليا لدي أكثر من مشروع أقوم بالتحضير له كمخرج، وقمت بتأسيس شركتي الخاصة بالإنتاج مع السيناريست حسام موسى، لنتجه لتنفيذ أفلام ومشاريع جديدة بعيدا عن قيود الشركات الكبيرة، وأعتقد أن هناك دور مهم للمخرج أو كاتب السيناريو للمشاركة في العملية الإنتاجية، حيث أننا أصبحنا نمتلك خبرة وتجربة يمكن أن تستفيد منها صناعة السينما بشكل عام.