توقعات بتراجع الأسعار في «العبور»|«أسواق الجملة».. الملاذ الآمن لميزانية البيت

«من الغيط للبيت» مبادرة لتقليل التكلفة على المواطن

تشهد أسواق الخضر والفاكهة زيادات ملحوظة في الأسعار، وتتباين بشكل كبير بين سوق الجملة في منطقة العبور والأسواق الشعبية، فبينما يتميز الأول بأسعار تنافسية ووفرة فى المعروض، تعانى الأسواق الشعبية من ارتفاع غير مبرر في الأسعار، حيث تختلف أسعار السلع من مكان لآخر وتتفاوت من تاجر وآخر. «آخرساعة» قامت بجولة ميدانية داخل أسواق الجملة في العبور والأسواق الشعبية لرصد الفارق بينهما، ومحاولة الحفاظ على ميزانية البيت.
يعتبر سوق العبور المنبع الرئيسي لتوزيع الخضراوات والفاكهة على أسواق التجزئة في المناطق الشعبية، حيث يتم تداول كميات كبيرة من المنتجات بأسعار الجملة، ما يوفر فرصة للمستهلكين لشراء المنتجات بأسعار أقل. كما أن المنافسة الشديدة بين التجار في سوق العبور تسهم في الحفاظ على استقرار الأسعار، هذا ما قاله لنا صابر عبدالمنعم، صاحب شركة للخضراوات والفاكهة، موضحًا: هناك وفرة كبيرة في إنتاج الخضر والفاكهة، بسبب موسم حصاد للعروات الجديدة؛ خاصة الطماطم والبطاطس والبصل وغيرها من الخضراوات التي يُتوقع أن تشهد انخفاضًا كبيرًا في الأسعار داخل الأسواق الشعبية، ولكي يستفيد المواطن من انخفاض الأسعار المرتقب في الخضراوات والفاكهة لا بُد من تدخل الأجهزة الرقابية داخل المحليات للسيطرة على فوضى الأسعار.
فيما يقول محمد عبدالمنعم صاحب شركة خضراوات بسوق العبور: قبل أيام قدمت شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية مبادرة بعنوان «من الغيط للبيت»، بحيث يشتري المواطن من الأسواق المركزية بأسعار الجملة بدلاً من أسواق التجزئة، من ثم توفير التكلفة التي يتحملها المواطن بعدما يمر المحصول على تاجر التجزئة.
من جانبه، يؤكد محمد مسعد، تاجر خضر وفاكهة بالسوق، أن العروات الجديدة للمحاصيل تسهم في خفض أسعار الخضراوات، فمثلًا كيلو الطماطم لا يتعدى 10 جنيهات، والبطاطس تتراوح بين 15 و20 جنيهًا للكيلو، والكوسة بين 15 و20 جنيهًا، والسبانخ بين 10 و15 جنيهًا، وغيرها من الخضراوات التي ستشهد انخفاضًا في الأسعار خلال الأيام المقبلة.
فيما يقول هاني محمود، صاحب شركة خضراوات وفاكهة: سوق الجملة بالعبور يشهد حالة من الركود في البيع والشراء على الرغم من توافر المعروض، ومن الممكن أن يتسبب ذلك فى انخفاض كبير في أسعار الخضراوات والفاكهة خلال الفترة المقبلة.
ويتفق معه في الرأى سامي حسن تاجر فاكهة: بسبب تراجع حركة البيع والشراء داخل عنابر الفاكهة لجأت لشراء بعض شحن الخضار لبيعها «قطاعي» للمستهلك العادي، فرغم توافر الإنتاج فإن حركة البيع والشراء بطيئة وهو ما سينتج عنه انخفاض كبير في الأسعار خلال الفترة المقبلة.
تركنا سوق الجملة بالعبور وبدأنا جولة بالأسواق الشعبية في حي شبرا مصر، وهناك تجد أسعار الخضراوات والفاكهة على كل لون، فتجد من يعلق تسعيرة 20 جنيها على الطماطم وفي نفس الشارع تجد تاجرا آخر يبيعها ب25 جنيها للكيلو.
◄ اقرأ أيضًا | أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 15 نوفمبر في سوق العبور للجملة
وتحدثنا إلى بعض المواطنين لرصد آرائهم، حيث قالت أسماء محمد (أم لثلاثة أطفال): قرأت على بعض المواقع خبرا عن انخفاض أسعار الطماطم والبطاطس، ومنذ الساعات الأولى من الصباح وأنا أتجول داخل السوق، وهناك 3 تجّار في السوق كل واحد منهم يبيع بتسعيرة مختلفة، واحد يبيع الكيلو ب20 جنيها وآخر ب 25 وآخر 30 جنيهًا والسبب غير معروف، فهناك اضطراب كبير في الأسعار ولا بد من وجود رقابة على أي شيء في السوق، وبالنسبة للبطاطس يبدأ سعر الكيلو من 25 جنيها ويصل ل35 في نفس السوق، والكوسة تاجر يبيعها ب20 وآخر ب35 جنيهًا، بينما يصل سعر كيلو البصل ل30 جنيهًا.
وتتفق معها مها حمدي (موظفة وأم لطفلين): هناك فوضى كبيرة في أسعار الخضراوات والفاكهة داخل الأسواق الشعبية، حيث يصل سعر كيلو البصل ل40 جنيهًا، وفي نفس السوق هناك تجار يبيعون كيلو البصل الأبيض ب30 جنيهًا وأحيانا ب27، ويظل المواطن حائرا وسط هذه الفوضي والأجهزة الرقابية لا تحرك لها ساكنا.
وتستنكر منى عبدالدايم (مُعلمة وأم لثلاثة أطفال) تراجع دور جهاز حماية المستهلك الذي أحيانًا يترك المواطن فريسة للتجار معدومي الضمير، مطالبة بالاهتمام بشكاوى المواطنين.
أما حاتم النجيب، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية، فجدد دعوته للمبادرة التي أطلقها مؤخرًا «من الغيط للبيت»، وقال إن المواطنين يمكنهم الاستفادة من هذه المبادرة بالذهاب إلى الأسواق المركزية وشراء احتياجاتهم من المحاصيل التي تحتاج إلى تخزين؛ مثل البطاطس والبصل وغيرها من الخضراوات ويقومون بشرائها بسعر الجملة.
فيما يقول حازم المنوفي، عضو شعبة المواد الغذائية رئيس جمعية «عين» لحماية التاجر والمستهلك: السيطرة على فوضى الأسعار داخل الأسواق تبدأ من تقليص حلقات التداول في السلع الغذائية، ما يسهم في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف، فهذا من شأنه أن يحسِّن التوزيع بما يضمن وصول السلع للمستهلك بشكل أسرع وبأقل تكلفة ممكنة، كما أن تقليل عدد الوسطاء في السلسلة قد يسهم في خفض الأسعار ويزيد هامش الربح للمنتجين ويعزز رضا المستهلكين.