حكاية ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة صارت حكاية بايخة وغير مفهومة.. كل فترة ترتفع الأسعار بدون مبررات، تم تتراجع قليلاً وتعود مرة أخري، وهكذا يستمر الغلاء، لعبة التجار، الذين يتبادلون الاتهامات فيما بينهم من ناحية، وبينهم وبين المزارعين من ناحية أخري.
تاجر التجزئة يتهم تاجر الجملة بجني الأرباح والمكاسب، وأنه مظلوم. تاجر الجملة يحمل المزارع المسئولية عن رفع الأسعار، وبدوره المزارع يزعم ارتفاع تكلفة الزراعة، وفي نفس الوقت يؤكد أنه يبيع المحصول برخص التراب لتجار الجملة. "الوفد" قامت بجولة في أسواق التجزئة وفي سوق الجملة بالعبور، وقارنت بين أسعار الخضر والفاكهة، وكم كان الفارق كبيراً جداً بين السعرين. رغم الارتفاع الجنوبي في أسعار الخضروات والفاكهة في العام المنصرم، والتي تخطت كل الحدود بالمقارنة، بأسعارها في العام السابق عليه 2009 غير أن أسعارها مع تباشير العام الجديد في تزايد واضح. وقد كشف تقرير أصدره مركز البحوث الزراعية، عن ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة في العام 2010 بنسبة بلغت أكثر من 300٪ مقارنة بأسعارها في العام 2009، حيث إن أسعار الخضروات تراوحت ما بين 4 و25 جنيها لغالبية أنواعها، وفي مقدمتها الكرنب، بدلاً من المجنونة الطماطم بعد أن قفزت أسعار بيعه إلي 18 جنيها للحجم الكبير في بعض المحافظات، ولم تتوقف هوجة اشتعال أسعار الخضروات عند الكرنب وحده، بل إن أسعار البسلة علي سبيل المثال لا الحصر، قفزت الي 10 جنيهات، في حين قفز سعر كيلو الباذنجان الذي يلقبونه ب »الطبخة السوداء« إلي 6 جنيهات والكوسة ب 6 جنيهات فيما وصل سعر كيلو الثوم البلدي إلي 25 جنيها، واستعاض عنه المستهلكون بالثوم الصيني الذي يباع بالرأس الواحدة ووصل سعرها 1.5 جنيه. فما يحدث من ارتفاع أسعار للخضروات غير معتاد، لأنه من المعروف ان ارتفاع أسعار اللحوم يقابله انخفاض ملحوظ في أسعار الخضروات، ومن الغريب أيضا أن ارتفاع الأسعار طال أسواق الفاكهة، وفي مقدمتها التفاح الأمريكي الذي يباع بسعر 15 جنيها والسؤال: من المسئول عن ارتفاع الأسعار وكيف يمكن مواجهتها؟ غلاء.. وركود "الوفد" قامت بجولة في أسواق الخضروات والفاكهة والتقت بصغار التجار لرصد الأسعار علي الفرش.. وبعد ذلك، إلي سوق العبور، لمعرفة أسعار الجملة وحركة البيع والشراء ومقارنتها بالأسعار في أسواق التجزئة وعند التجار في جميع المناطق الشعبية والراقية. باعة الخضروات والفاكهة في أسواق سليمان جوهر بالدقي وباب الشعرية والعباسية بالقاهرة، أكدوا انه لا ذنب لهم فيما يخص ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة، وأن المزارعين وتجار الجملة هم الذين يرفعون السعر، وقد لوحظ الإقبال الضعيف من المواطنين علي شراء الخضروات والفاكهة. أم علي - بائعة خضروات - بسوق باب الشعرية - أكدت ان الإقبال ضعيف من المواطنين علي الشراء ومن يشتري يطلب كميات قليلة جداً، وان السر وراء ارتفاع أسعار الخضروات يرجع لأسباب منها: انخفاض الإنتاجية بفعل تغير الطقس سواء كان بسبب موجة الحر الشديدة في الصيف بدرجة تفوق ما تتحمله المحاصيل أو العواصف الترابية والشبورة وتساقط الندي علي الزرع في الشتاء، مما أدي إلي انخفاض حاد في الإنتاج وقلة المعروض في الأسواق، بالإضافة إلي ان تجار الجملة هم الذين يرفعون السعر بحجة ان السوق هو الذي يتحكم في ارتفاع وانخفاض الأسعار، ويزعمون ان المزارعين يبيعون لهم محاصيل الخضروات والفاكهة بأسعار مرتفعة، بحجة تكلفتها الزراعية المرتفعة بالإضافة لتحميل تكاليف النقل مما جعلهم يرفعون الأسعار للتجار الصغار، لذا تراجعت معدلات البيع وارتفع السعر كما ان دخول الناس قليلة. وقالت ان سعر كيلو الكوسة 6 جنيهات والباذنجان العروس 6 جنيهات أيضا للكيلو، والملوخية 7 جنيهات للكيلو، ووصل سعر كيلو البسلة إلي 7 جنيهات، وكيلو الفاصوليا الخضراء 6 جنيهات وكيلو الثوم البلدي 25 جنيهاً وسعر كيلو الليمون 8 جنيهات ويتراوح سعر الكرنب ما بين 8 و18 جنيها، تبعاً لاحجامه المختلفة وسعر الفلفل الأخضر 8 جنيهات للكيلو والطماطم 5 جنيهات والخيار 5 جنيهات. عبدالحميد - بائع فاكهة في سوق باب الشعرية أكد أن اقبال المواطنين علي شراء الفاكهة ينحصر في فئة من أصحاب الدخول المعقولة والقادرين، لأن أسعارها مرتفعة، بسبب ما يزعمه المزارعون بارتفاع تكلفة الزراعة، بالإضافة إلي تكلفة نقل المحصول الي تجار الجملة، فالمزارع يفضل ان يبيع المحصول أفضل له من تخزينه وضياع مجهود عام عام في زراعته، فتجار الجملة هم الذين يرفعون سعر محصول الفاكهة. أما نحن كتجار صغار فنذهب إليهم لشراء المحصول سواء كان خضروات أو فاكهة، فيبيعون لنا بسعر غال جداً، لانهم يتحكمون في معادلة ارتفاع أو انخفاض الأسعار، فضلاً عن أن إدارة سوق العبور ترغمنا علي دفع رسوم علي كل ما نشتريه من التجار سواء كان خضروات أو فاكهة بدون وجه حق، ونحن نضطر للدفع علشان نأكل لقمة عيش شريفة، أنا وأولادي الستة خاصة أننا لدينا بيوت مفتوحة تحتاج إلي مصاريف واحتياجات معيشية والحياة صعبة جداً، بالإضافة إلي أجرة الشيالين التي تصل إلي جنيه علي كل جوال، ونصف الجنيه علي كل قفص بخلاف أجرة عربة النصف نقل التي تحمل لنا المحصول بسعر 80 جنيها. وأكد أن سعر التفاح الأمريكاني، يصل إلي 15 جنيها لليلكو، والتفاح الصيني 12 جنيها وكيلو الفراولة 7 جنيهات والجوافة 5 جنيهات والموز البلدي 5 جنيهات والموز المستورد 8 جنيهات ويتراوح سعر كيلو البرتقال ما بين 3 و3.5 جنيه، واليوسفي 3.50 جنيه. وهو ما أكده أيضا بائعو فاكهة بسوق سليمان جوهر بمنطقة الدقي، وسوق منطقة العباسية، حيث إن أسعار الفاكهة ثابتة مثل غيرها من المناطق. الأسعار.. أرخص من داخل سوق الجملة بالعبور أكد تجار وبائعو الخضروات والفاكهة، أنه بالرغم من رخص أسعار الخضروات والفاكهة في السوق إلا أنها تباع بالخسارة حيث ان مكسبهم - حسب كلامهم - لا يزيد علي 10٪ بنظام العمولة وممكن ان تنقص هذه النسبة علي حسب العرض والطلب ويتعين سعر المحصول بأسواق الجملة علي حسب نظافة الزرع أو المحصول، أما عن سر ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة فيرجعونها إلي انخفاض الانتاجية بسبب موجة الحر الشديدة طوال موسم الصيف والتي أضرت بالمحصول ودمرت كميات لا يستهان بها، وكذلك تهالك معظم المحصول بسبب حشرات البياضة والعنكبوت التي أصابت الأوراق وجففت الثمار بالإضافة إلي العواصف الترابية والشبورة التي سببت قلة المعروض وبالتالي ارتفعت الأسعار فضلا عن أن فصل الشتاء الممطر لا يشجع علي قدوم المستهلكين للشراء مما يكبدنا المزيد من الخسائر. إقبال متوسط المعلم زغبي والمعلم عبدالعال - تاجر خضروات في سوق العبور أكدا أن أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور رخيصة للغاية مما يجعلها في متناول يد الجميع، وأن الإقبال متوسط من جانب باعة التجزئة والمواطنين أيضا، ويتراوح سعر كيلو الفلفل الرومي ما بين 1 إلي 1.5 جنيه، والليمون 3 جنيهات للكيلو والبطاطس ما بين 1 إلي 1.70 جنيه، والباذنجان العروس ما بين 20 إلي 60 قرشا للكيلو والخيار ما بين 2.75 إلي 3 جنيهات والطماطم ما بين1.30 إلي 1.50 جنيه والثوم البلدي ما بين 8 إلي 10 جنيهات والثوم الصيني ما بين 14 و15 جنيهاً والبصل ما بين 2 إلي 2.30 جنيه والكوسة إلي 1.70 جنيه، والقلقاس جنيه واحد للكيلو والفاصوليا الخضراء 2 جنيه والبسلة 2.30 جنيها للكيلو ويتراوح سعر الكرنب ما بين 3 و4 جنيهات، حسب الحجم، حيث إن مكسبنا لا يزيد علي نسبة 105 بنظام العمولة علي المحصول وتحدد علي حسب العرض والطلب، فمثلاً قفص الطماطم وزن 20 كيلو يباع بسعر 50 جنيها، يتحصل تاجر الجملة علي مبلغ 5 جنيهات من ثمن بيعه و كذلك بالنسبة للأجولة. وهذا ما أكده تجار خضروات مثل المعلم بهلول محمد والمعلم حسن علي، في السوق أيضا. اتهام غير صحيح المعلم لحظي بخيت شحاتة - تاجر فاكهة - بسوق العبور قال: إن ما يردده الباعة من ان تجار الجملة هم السبب الحقيقي وراء ارتفاع الأسعار »كلام غير صحيح«، لانه كلما كان المعروض من محاصيل الفاكهة أو الخضروات وفيرا، سيعم الخير علي الجميع، مزارعين أو تجاراً أو مواطنين، حيث إننا نعمل بنظام العمولة التي لا تزيد علي نسبة 10٪، فقد وصل سعر قفص الفراولة، وزن 8 كيلو جراما إلي 35 جنيها أي ان الفراولة تباع بسعر3.50 جنيه للكيلو ووصل سعر كيلو التفاح الأمريكاني إلي 10 جنيهات، و التفاح السوري إلي 7 جنيهات والتفاح اللبناني 7 جنيهات والموز البلدي 3 جنيهات والموز المستورد 5 جنيهات والأناناس »سعر الواحدة« 10 جنيهات والكيوي تباع بسعر 75 قرشاً للواحدة، ويتراوح سعر الكانتالوب ما بين 2 و4 جنيهات لليلكو، والجوافة ما بين 1.50 و1.75 جنيه والبرتقال البلدي ما بين 1 إلي 1.10 جنيه، والبرتقال أبوسرة ما بين 1.50 و2 جنيه، واليوسفي ما بين 1.50 و2 جنيه والبطيخ الأسواني علي حسب درجات جودته بمعدل 3 جنيهات للكيلو تقريباً للدرجة الأولي وأقل من ذلك للدرجات التالية. بلطجة وحرامية أثناء وجودنا في سوق العبور لاحظنا حالة من الاستياء الشديد بين التجار، بسبب جهاز البيئة الذي يدير سوق العبور بالإضافة إلي نقطة سوق العبور، وحينما اقتربنا وسألناهم صرخوا فينا.. وقالوا:"احنا عايشين في جباية.. وهيبة التاجر خلاص راحت". محمد غانم وأحمد علي موسي - تجار خضروات - بالسوق، قالوا إن نقطة سوق العبور تخدم البلطجية والحرامية وتسير ضد مصالح التجار علي طول الخط، حيث إن تجارتنا تقوم علي البيع بالأجل، لذلك ننتظر العائد المادي من التجار أو البائعين بعد بيع المحصول، فما نتعرض له هو أن البائع يقوم بالذهاب الي نقطة سوق العبور ليشكونا، ويلقي بالتهم علينا ويدعون بالقول: ان تجار الجملة ضربونا فتقوم علي الفور نقطة الشرطة داخل السوق بتحرير محاضر وضبط وإحضار فوري لنا، وما نجنيه من ضياع العوائد المادية المنتظرة من بيع المحصول لدي البائع، أضف إلي ذلك ضياع كرامة التاجر، بخلاف محاضر البيئة التي يحررها ضدنا جهاز البيئة، وغرامته 100 جنيه، بسبب قمامة أمام المحل علي الرغم من دفع 50 جنيها شهريا للنظافة و170 جنيها شهرياً رسوم وضع اسم صاحب المحل علي مكان عمله والمتسبب في ذلك هو جهاز البيئة الذي يدير السوق، بالإضافة إلي ان كشافات الإضاءة لا تعمل بسوق الخضروات والبوص في الأسقف يهدد بالوقوع علينا ولا يوجد أمن أو أمان داخل السوق. السيطرة علي الأسواق المستهلكون من جانبهم يطالبون بوقف هذه المهزلة ومحاولة السيطرة علي الأسواق من جانب الحكومة لإغاثة محدودي ومتوسطي الدخل. عبدالغفار محمد - موظف - قال: ان ما يعنينا هو الخضروات أما عن الفاكهة فنحن نستغني عن شرائها، وللأسف فان أسعار الخضروات مرتفعة والمرتب قليل، بالإضافة إلي المصاريف الأخري التي تقع علي عاتقنا، من مصاريف دراسية ودروس خصوصية وغلاء معيشة ونقول دائما: يا رب دبرها. وقال محمد أحمد - موظف - إنني أعمل عملاً إضافياً، وأحصل منه علي مرتب بجانب مرتبي في العمل الأول يساعدني علي شراء احتياجاتي من الخضروات والفاكهة، والحكومة تركتنا لجشع التجار بدون أي عقاب رادع يوقفهم عن هذه المهزلة، حتي أنها غيرموفرة لنا أي خدمات تعليمية أو صحية.