المواطنون لجأوا إلي أسواق الجملة بعد ارتفاع الأسعار الارتفاع الجنوني في أسعار الفاكهة والخضراوات خلال الأيام الماضية دفع كثيرا من المواطنين إلي الذهاب لأسواق الجملة لشراء جميع ما يحتاجونه بسعر رخيص يصل إلي 50% مقارنة بأسعار بائعي التجزئة في بعض الأنواع. وخلال جولة »الأخبار» علي سوقي العبور و6اكتوبر لبيع الفاكهة والخضراوات وجدنا فارقا كبيرا في قائمة الأسعار يتراوح ما بين 50:30% في جميع السلع المختلفة اذا تم مقارنتها بأسواق التجزئة كإمبابة وروض الفرج وتصل أكثر من 50٪ بالمهندسين بسبب جشع التجار في المقام الأول وحرصهم علي تحقيق أكبر مكاسب ممكنة حتي لو كانت علي حساب »المواطن الغلبان» الموز ب5 جنيهات »جملة» و12 عند بائع التجزئة.. والطماطم ب3 وفي الأسواق ب 6 جنيهات كما أن هناك بعض أنواع الفاكهة موسمها قارب علي الانتهاء الأمر الذي أدي إلي قلة المعروض.. وبالرغم من قلة الأسعار إلا أن الإقبال علي الشراء متوسط من سوق الجملة وأقل من العام الماضي.. حيث سجل سعر كيلو الموز 5 جنيهات جملة مقارنة ب12 جنيها عند بائع التجزئة أما المانجو العويس سجلت 20 جنيها مقارنة ب35 جنيها والجوافة 7 جنيهات مقارنة ب12 جنيها كما سجلت الطماطم 3جنيهات مقارنة ب5 جنيهات والبطاطس ب5 جنيهات مقارنة ب10 جنيهات. الشراء بالجملة توافد المواطنون خلال الأيام الماضية علي محلات سوق العبور بشكل ملحوظ لشراء الفاكهة والخضراوات المختلفة »جملة» حيث يشترك أغلب المواطنين في تأجير سيارة لشراء ما يحتاجونه من أجل توفير النفقات وعدم الاستجابة لأسعار التجار المبالغ فيها.. يقول مينا رسمي بائع فاكهة إن تجار التجزئة يستغلون حاجة المواطنين ويرفعون الأسعار بشكل جنوني لتحقيق هامش ربح كبير موضحا أن تكلفة النقل والتوزيع لا تصل إلي زيادة قدرها 15 جنيها فرق سعر في كيلو المانجو العويس بل يجب ألا تتخطي 7جنيهات شاملة مكسب البائع.. وأضاف أن سعر العنب يتراوح ما بين 8:6 جنيهات والجوافة 9:8 جنيهات وبلح الزغلول 4:3.5 جنيهات والرمان 6:5 جنيهات والموز 9:5 جنيهات والمانجو 20:12جنيها والتين 11:9 والكمثري 14:12 جنيها مقارنة بزيادة تصل إلي 50٪ عند تاجر التجزئة الذي يستغل حاجة المواطنين ويرفع الاسعار بطريقة جنونية دون وجود رقابة.. وأوضح أن العوامل الجوية لها تأثير بالغ في إفساد كميات كبيرة من الخضراوات والفاكهة مما إدي إلي قلة المعروض أمام الزبون وبالتالي يزداد سعر الصالح منها وكذلك قلة إنتاجية الفدان والأشجار وارتفاع تكاليف السماد والنقل.. »وفرت 600 جنيه لما اشتريت من العبور».. بهذه الكلمات بدأ محمد عبدالغني موظف كلماته عندما انتهي من شراء الفاكهة والخضراوات بسعر الجملة موضحا أن أسعار تجار التجزئة »نار.. ومنقدرش عليها» لذلك يلجأ دائما إلي سوق العبور.. وأضاف أنه يشترك مع بعض أصدقائه بمدينة نصر في عملية الشراء ودفع أجرة السيارة معا لشراء كميات كبيرة يقومون بتخزينها لتوفير النفقات عليهم.. مبينا أنه اشتري المانجو العويس ب20 جنيها في حين تسجل عند بائع التجزئة 35 جنيها والتين ب9 جنيهات مقابل 18 جنيها بالخارج.. أما زينب حنفي نصحت جميع المواطنين بالاشتراك والذهاب إلي سوق العبور لشراء جميع مستلزماتهم من فاكهة وخضار بأسعار قليلة جدا مقارنة بالخارج. سيطرت حالة من الركود التام داخل سوق الخضراوات والفاكهة »الجملة بأكتوبر».. وأرجع معظم التجار السبب إلي الارتفاع الجنوني الذي طال الخضراوات والفاكهة علي حد سواء وذلك نتيجة ارتفاع سعر تكلفة زراعة الأرض بالنسبة للفلاح من حيث المعدات والأسمدة مما أدي إلي تقليل إنتاجية الفدان سواء من الخضار أو الفاكهة. ورصدت الأخبار بالصورة والكلمة معاناة تجار سوق الجملة بأكتوبر نتيجة الركود في حركة البيع والشراء.. فمعاناة التجار لم تختلف كثيرا عن معاناة المواطن الذي بات يشكو الغلاء في جميع السلع التي تكتظ بها المحلات بينما غاب تاجر التجزئة عن الشراء وأبدي التجار مخاوفهم من تلف البضائع إذا استمر هذا الركود. تعدد الأسعار بين »أقفاص الطماطم» واجولة البطاطس جلس المعلم خالد عثمان أحد تجار سوق الجملة يشكو الحال التي وصل إليها السوق ويقول إن سبب الركود يعود إلي انتشار أسواق الجملة العشوائية التي تعمل علي تضارب الأسعار وتعددها لنفس السلعة.. وطالب المحافظين بضرورة القضاء علي هذه الأسواق العشوائية واقتصارها علي سوق العبور وسوق أكتوبر اللذين يتنافسان فيما بينهما للتقليل من سعر السلع.. وأضاف أن تعدد الأسواق مثل سوق»ترسة وأبو النمرس وكفر حكيم» يعمل علي تضارب الأسعار ويمنع المنافسة بين الأسواق الكبري.. لأن تاجر التجزئة سيتوجه إلي أقرب سوق إليه ويمتنع عن الأسواق الأخري.. حتي وإن كانت الأسواق العشوائية أسعارها ترتفع قليلاً لكنه يوفر له نفقات النقل والشحن. جودة المعروض »الأسعار نار والناس ما بقتش تشتري».. جملة بدأ بها فتحي رجب أحد تجار الجملة بالسوق حديثه مؤكداً أن سعر الطماطم جملة يتراوح بين 3.5:3 والخيار 5جنيهات والبطاطس 6جنيهات والباذنجان 3جنيهات بينما وصل سعر كيلو البامية 11جنيها والكوسة 5 جنيهات والبصل من 3:2 جنيهات وفق جودته والبطاطس 5 جنيهات.. مؤكداً أن هذا الارتفاع الجنوني يرجع إلي قلة إنتاجية فدان الخضراوات للفلاح الذي بدأ يقلل من جودة الأسمدة التي ارتفع ثمنها من 200 جنيه إلي 300 جنيه وأغلبها » مضروب» مما يقلل من إنتاجية الأرض بالإضافة إلي ارتفاع تكلفة النقل من الأرض إلي السوق وأجور الأيدي العاملة في النقل والتصويت.. ولم يختلف الأمر كثيرا داخل سوق الفاكهة »بأكتوبر جملة» فالركود سيد الموقف.. المحلات تكتظ بالفاكهة دون زبائن فوصل سعر كيلو المانجو جملة من 12 إلي 30 جنيها حسب النوع.. والعنب من 10 إلي 15 جنيها والكمثري من 8 إلي 15 جنيها والجوافة بين 7 إلي 13 جنيها حسب جودته.. والبلح ستة جنيهات ونصف. حالة ركود من جانبه أكد الحاج انور فرغلي أحد التجار الفاكهة بسوق أكتوبر أن هناك العديد من العوامل التي تسببت في الارتفاع الجنوني لأسعار الفاكهة وحالة الركود للتجار والعزوف عن الشراء بالنسبة للمواطنين.. ومن أهمها قلة إنتاجية الأرض لما يعانيه الفلاح من ارتفاع جنوني في سعر البذور والمعدات وكذلك السولار والأيدي العاملة.. وأضاف قائلا:» أنا عندي خمسين فدان كنت بزرعهم موالح كنت بزرع فدان الكنتالوب العام الماضي بتكلفة 23 ألف جنيه أما هذا العام فأصبح تكلفته 45 الف جنيه». واستطرد متسائلا:» من يتحمل تكلفة زيادة نفقات الفدان أنا أم المواطن؟». الأسعار نار واستكمالا للجولة توجهنا إلي أسواق التجزئة بمناطق امبابة وروض الفرج والمهندسين فغلاء الأسعار جعل حالة الغضب تسيطر علي جميع المترددين الذين اكتفوا بشراء كميات قليلة من الخضراوات بينما فضل البعض الآخر الهروب إلي أسواق الجملة ففي سوق المنيرة بإمبابة يتراوح سعر الطماطم ما بين 5: 8 جنيهات والليمون 4و 6 جنيهات والبطاطس 7 :10 جنيهات والثوم 8 جنيهات والخيار 4و 5 و6 جنيهات والبصل 5 و7 جنيهات والكوسة8 جنيهات.. يقول خالد محمد بائع إن ارتفاع الأسعار في الخضراوات والفاكهة أثر علي عملية البيع والشراء بشكل ملحوظ مما أدي إلي حالة ركود شديدة خاصة الفاكهة التي أصبحت »للفرجة فقط» واستطرد قائلا » الناس تعبت من الغلاء في كل حاجة.. ومبقتش ابيع ربع اللي ببيعه السنة اللي فاتت.. والبضاعة بتبوظ».. » جوزي بيسبلي 30 جنيها علشان اشتري خضار في اليوم» هكذا بدأت أم محمد حديثها عندما اقتربنا منها لمعرفة مشاركتها في حملة »خليها تحمض» من عدمه.. وأضافت أن زوجها يعمل سائقا باليومية ويعطيها مصروفا لا يكفي حتي لشراء الخضار للمنزل موضحة أنها مقاطعة الفاكهة لعدم قدرتها علي شرائها قائلة »احنا لاقيين ناكل علشان نجيب فاكهة».. بينما تضامن ناصر علي موظف مع حملة »خليها تحمض» موضحا انه توقف عن شراء الفاكهة تماما.. وفي المهندسين كان ارتفاع الأسعار ملحوظا بشكل كبير حيث كانت في المنافذ والمحلات ب13 جنيها للخيار و10 جنيهات للطماطم و10 جنيهات للبطاطس و13.5 جنيه للكوسة بينما الفلفل الملون وصل إلي 30 جنيها للكيلو.. أما في سوق روض الفرج لم تختلف حالة الركود كثيرا بعد اختفاء الزبائن وحرص أصحاب محلات الفاكهة علي عدم وضع لافتات الاسعار حتي تقوم باستدراج الزبائن لعملية الشراء.. يقول يسري السيد فكهاني إن أسباب ارتفاع أسعار الفاكهة تتمثل في قلة انتاجية الأرض وغلاء معدات الزرع بالإضافة إلي ارتفاع تكلفة النقل موضحا ان هناك انواعا من الفاكهة في نهاية موسمها الامر الذي يؤثر علي ارتفاع سعره. • إبراهيم عودة ومحمود سعيد