عندما التحقت بالعمل فى دار أخبار اليوم مع بداية التسعينيات كان أول قسم عملت فيه الحوادث والقضايا تحت قيادة الصحفى الكبير محمود صلاح رحمة الله عليه، وفى أول اجتماع مع الكاتب الصحفى الكبير إبراهيم سعده رحمة الله عليه وكنا وقتها بصدد إصدار أول جريدة متخصصة «تابلويد» للحوادث فى مصر والوطن العربى كان أول تنبيه أو تعليق من الاستاذ إبراهيم سعده: ليس لنا علاقة بالحوادث اللاأخلاقية مثل زنا المحارم أو الحمل السفاح أو الدعارة. كل هذه الأخبار ممنوعة تماماً، حتى كتابة اسم أى متهم أو مجنى عليه، نريد الحفاظ على الأمن والسلم للمجتمع. كان هذا أول درس فى بلاط صاحبة الجلالة وأيضا كان الدستور الذى خرجت به أخبار الحوادث للنور واستكمالاً لمسيرة ومبادئ جريدة أخبار اليوم. هذا الاجتماع الفاصل والذى وضع بنوده ونفذها كل الزملاء فى أخبار اليوم، وقد ذكرنى ما فعلته الدكتورة الشابة والتى تبين فيما بعد أنها طبيبة تحليل طبقا لأقوالها فى تحقيقات النيابة بالخروج على السوشيال ميديا لتفضح بعض المشاكل فى المجتمع، صحيح أنها لم تذكر أسماء أو صورا لكنها أشارت إلى البعض الذى يمكن أن يعرفها أهلها أو جيرانها. كان يمكن للدكتورة أو طبيبة التحليل أن تتحدث فى هذا الموضوع من خلال بحث أو رسالة ماجستير تناقش هذه الحالات وتقدمها إلى المجلس القومى للمرأة أو المجلس القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية دون الضجة التى صاحبت الموضوع وأدت إلى حبسها. إن معالجة أى ظاهرة فى أى مجتمع لا تكون بالتشهير أو التهليل حتى نصلح أخطاءنا فى المجتمع بذكاء دون تشهير أو تهليل.