في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، تتصاعد الأصوات داخل المؤسسة العسكرية البريطانية مطالبة حكومة المملكة المتحدة بزيادة ميزانية الدفاع، في خطوة تهدف لكسب دعم الرئيس الأمريكي المنتخب وتعزيز التحالف الاستراتيجي بين البلدين. وتأتي هذه الدعوات في وقت حساس تواجه فيه بريطانيا تحديات جيوسياسية متزايدة وضغوطًا مالية كبيرة على ميزانيتها العسكرية. اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي يتعهد بدعم ثابت لأوكرانيا بعد فوز ترامب خطة طموحة لتعزيز القدرات العسكرية البريطانية كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن تصاعد الضغوط على زعيم حزب العمال كير ستارمر للنظر في ضخ نقدي طارئ في قطاع الدفاع وتسريع المراجعة المخططة للقدرات العسكرية البريطانية قبل عودة دونالد ترامب المتوقعة إلى البيت الأبيض. وفي هذا السياق، أوضح اللورد ويست، الذي شغل منصب رئيس الأركان البحرية سابقاً ووزير الأمن في حكومة جوردون براون العمالية، أن فوز ترامب يمثل فرصة لإظهار استعداد بريطانيا لإعطاء الأولوية للجانب العسكري من خلال تخصيص 3% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي. وأضافت الجارديان أن هذا المقترح يأتي في وقت يواجه فيه ستارمر ووزيرة المالية راشيل ريفز دعوات لإعادة النظر في التمويل الفوري المخصص للدفاع، وسط مخاوف من أن خطة واضحة لمستقبل القوات المسلحة قد لا تكون جاهزة حتى صيف العام المقبل. وتجدر الإشارة إلى أن التزام ستارمر بإنفاق 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع عندما تسمح الظروف الاقتصادية لا يزال غير ممول منذ إعلان الميزانية. تحديات مالية وتداعيات إستراتيجية ونقلت الجارديان عن مكتب التدقيق الوطني البريطاني كشفه عن وجود عجز يقدر ب 17 مليار جنيه إسترليني في ميزانية الأسلحة والمعدات الجديدة على مدى السنوات العشر المقبلة. وفي هذا السياق، يقوم كبار المسؤولين في القطاع الدفاعي حالياً بتقييم كيفية تأثير فوز ترامب على المراجعة الاستراتيجية للدفاع الجارية في وايتهول، والتي من المقرر أن تصدر نتائجها في الربيع المقبل. وتتزامن هذه المراجعة مع مراجعة حاسمة للإنفاق العام، مما يضع صانعي القرار أمام تحديات صعبة في تحديد الأولويات وتخصيص الموارد. وفي تحليل عميق للوضع، نقلت الصحيفة عن البروفيسور مالكولم تشالمرز، نائب المدير العام للمعهد الملكي للخدمات المتحدة والمستشار الخاص السابق لوزيري الخارجية العماليين جاك سترو ومارجريت بيكيت، قوله إن هناك حالة واضحة تستدعي ضخ المزيد من الأموال في القطاع الدفاعي بشكل فوري. وأوضح تشالمرز أنه إذا افترضنا نمواً معقولاً في إنفاق هيئة الخدمات الصحية الوطنية بعد 2025-2026، فإن وزير المالية لم يترك سوى القليل من المال للإدارات الأخرى لتحقيق زيادات حقيقية كبيرة. مستقبل الدعم العسكري والتحالفات الدولية وفي ظل المخاوف المتزايدة بشأن موقف ترامب من حلف الناتو ودعم أوكرانيا، كشف تقرير الجارديان أن المراجعة الاستراتيجية للدفاع تضم بين المشاركين فيها فيونا هيل، المستشارة السابقة للبيت الأبيض لشؤون روسيا، والتي وصفها ترامب سابقاً بأنها "موظفة متصلبة في الدولة العميقة بلهجة جميلة". وفي الأسبوع الماضي، قدم رئيس الوزراء البريطاني تطمينات للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن دعم المملكة المتحدةلأوكرانيا في حربها مع روسيا لا يزال "ثابتاً كالحديد". وفي رد رسمي على هذه التطورات، نقلت الصحيفة عن متحدث باسم الحكومة البريطانية تأكيده أن الحكومة ستفعل دائماً ما يلزم للدفاع عن البلاد، خاصة مع تزايد التهديدات وتزايد تقلب الأوضاع العالمية وتغير طبيعة الحرب بسبب التطور التكنولوجي. وأشار المتحدث إلى أن الميزانية زادت الإنفاق الدفاعي بمقدار 2.9 مليار جنيه إسترليني للعام المقبل، مع الالتزام بتحديد مسار للوصول إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع، مؤكداً أن المراجعة الاستراتيجية للدفاع تعمل بوتيرة سريعة للنظر في التهديدات التي نواجهها والقدرات التي نحتاجها لمواجهة تحديات وتهديدات وفرص القرن الحادي والعشرين.