كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن التداعيات العميقة لنتائج انتخابات أمريكا 2024 على المشهد السياسي البريطاني، إذ يواجه حزب العمال وزعيمه كير ستارمر تحديات وجودية، مشيرة إلى أن فوز دونالد ترامب يمثل تحولاً جذرياً في السياسة الغربية سيكون له تأثير عميق على مستقبل واشنطن ولندن. في تحليل معمق، تكشف صحيفة التليجراف أن انتخابات أمريكا 2024 فرضت ضغوطاً هائلة على الخطط الاقتصادية لحزب العمال البريطاني، إذ أشارت الصحيفة إلى أن مطالبة ترامب المتوقعة لحلفاء الناتو بزيادة إنفاقهم العسكري إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي ستقوض خطط راشيل ريفز، وزيرة المالية في حكومة ستارمر. وتوضح التليجراف أن هذا سيضع ستارمر أمام معضلة صعبة، وهي إما تخصيص موارد إضافية للدفاع تقدر بنحو 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي، أو المخاطرة بإغضاب الإدارة الأمريكية الجديدة. كما أن ارتفاع عوائد السندات العالمية، المدفوع بتوقعات زيادة العجز في الولاياتالمتحدة، سيزيد من تكاليف خدمة الدين البريطاني، مما يضع المزيد من الضغوط على الخطط المالية لحزب العمال. اقرأ أيضًا: هل انتصار ترامب يمنح نتنياهو قبلة الحياة للبقاء في حكم إسرائيل؟ السياسة الخارجية والتحالفات الدولية تشير تحليلات التليجراف إلى أن نتيجة انتخابات أمريكا 2024 ستضع كير ستارمر في موقف صعب فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فمن المتوقع أن يتخذ ترامب موقفاً متشدداً تجاه إيران، في حين تتردد بريطانيا في حظر الحرس الثوري الإيراني. كما أن موقف ترامب المتشكك من دعم أوكرانيا سيضع ستارمر أمام خيار صعب، وهو إما زيادة الدعم البريطاني لكييف لتعويض التراجع الأمريكي، أو القبول بأي تسوية يفرضها ترامب. وتؤكد الصحيفة أن هذه التحديات ستكشف عن هشاشة موقف حزب العمال في السياسة الخارجية. تحديات البيئة والطاقة في تحليل شامل لقضايا البيئة والطاقة، تكشف الصحيفة البريطانية أن انتخابات أمريكا 2024 ستقوض بشكل كبير خطط حزب العمال البيئية. فمع توجه ترامب المتوقع للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ودعمه للتنقيب عن النفط الصخري، سيجد ستارمر نفسه في موقف صعب. فبينما تتجه الولاياتالمتحدة نحو سياسات الطاقة الرخيصة، سيواصل حزب العمال دفع بريطانيا نحو سياسات بيئية مكلفة قد تؤثر سلباً على القدرة التنافسية للاقتصاد البريطاني. وتشير التليجراف إلى أن هذا التناقض سيكون له تداعيات سياسية واقتصادية خطيرة على مستقبل حزب العمال. العلاقات مع القطاع التكنولوجي تسلط التليجراف الضوء على تحدٍ آخر يواجه ستارمر يتمثل في علاقته المتوترة مع قطاع التكنولوجيا، وخاصة مع إيلون ماسك، أحد المستشارين المقربين لترامب. وتشير الصحيفة إلى أن ماسك، الذي يصف ستارمر ساخراً ب"كير ذي المستويين"، قد يؤثر سلباً على العلاقات الأمريكية البريطانية. كما أن أي محاولة من السلطات البريطانية للتضييق على شركات التكنولوجيا الأمريكية أو منصة أكس قد تواجه برد فعل قوي من إدارة ترامب، مما يضع المزيد من الضغوط على حكومة العمال المحتملة، وبالأخص بعد الموقف المعارض الذي اتخذته حكومة ستامر مؤخرا من المنصة الملياردير الأمريكي بعد العنف الذي ساد الشارع البريطاني مؤخرا واتهمت فيها منصة "أكس". تحدِ وجودي تختتم التليجراف تحليلها بالإشارة إلى أن نتائج انتخابات أمريكا 2024 تمثل تحدياً وجودياً لرؤية ستارمر الاشتراكية لبريطانيا، فرغم أن ترامب معروف بميوله المؤيدة لبريطانيا، إلا أن سياساته وتوجهاته ستفرض تحديات غير مسبوقة على حزب العمال وقيادته. وتؤكد الصحيفة أن هذه التحديات تتطلب من ستارمر إطلاق حملة دبلوماسية مكثفة لتحسين العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة قبل فوات الأوان، وإلا فإن رؤيته لبريطانيا قد تصبح مستحيلة التحقيق.