span style="font-family:"Arial","sans-serif""أمسك جيتاره وبدأ العزف، وغنى على نغماته تلك الأغنية التي لطالما غناها لسنوات في نفس المكان لناس مختلفة، الليلة صوته له طعم مختلف، وأغنيته ذات صدى مختلف، ابتسامته أضاءت وجهه، فأضفت على طربه شجنا وجاذبية خاصة. span style="font-family:"Arial","sans-serif""إنها تجلس في مواجهة عينيه؛ تسترق النظر إليه من آن إلى آخر؛ في محاولة للهروب من مراقبة الحضور. span style="font-family:"Arial","sans-serif""أسندت ذقنها بيدها اليمنى ونظرت إليه، وراحت في رقصة معه، وقدمها لامست كف الرؤية التي اتسعت لتمتد يمينا حتى أقصى الشرق ويسارا حتى الأميركيتين، والكون كله يشاهد وينصت في خشوع؛ فهم في حضرة الحب والفن... span style="font-family:"Arial","sans-serif""أفاقت على تصفيق الضيوف وإيماءة من عينيه ورأسه تجيب على رؤيتها له بأنه كان معها في نفس الحلم. span style="font-family:"Arial","sans-serif""انتهت الليلة، حيّت الجميع،ثم ركبت سياراتها الفارهة وانصرفت. span style="font-family:"Arial","sans-serif"" -هل تعرف من هي، مراد؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif"" -سأعرف،امنحني فرصة لأتواصل مع مدير المطعم؛ لاشك أنه يعرف من هي! span style="font-family:"Arial","sans-serif"" -لماذا انصرفت سريعا؟هل تعتقد أن صوتي لم يرق لها؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- لا أعتقد؛ لقد كانت في حالة من النشوة مع صوتك. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- لكن لماذا الاهتمام بها؟ لم أعهدك هكذا! span style="font-family:"Arial","sans-serif"" -أبدا، فقط لاحظت أنها راقية وهادئة وذوّاقة للفن، ونحن نحاول استقطاب شخصيات من تلك النوعية؛حتى تتسع حلقة العلاقات لأجل البيزنس. span style="font-family:"Arial","sans-serif""غابت عددا من الأيام،ثم ظهرت تلك الليلة ومعها شخص ما؛ كان يرتدي تلك النظارات السوداء، رغم أنه الليل. span style="font-family:"Arial","sans-serif""جلست واحتست قهوتها، واستمعت له،ثم نهضت منصرفة؛ إلا أنه استوقفها مناديا: span style="font-family:"Arial","sans-serif""- مدام ... span style="font-family:"Arial","sans-serif""- نعم. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- أعتذر، لكن كنت أريد أن أتعرف إلى حضرتك؛ فأنت تعرفين من نحن، ولكن مازلنا لانعرف من أنت! span style="font-family:"Arial","sans-serif""- هل يزعجكم حضوري؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- على العكس؛ غيابك يقلل من ثراء الليلة ويفقدها بريقها. span style="font-family:"Arial","sans-serif""-أشكرك. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- ألن تجيبي؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- تاليا. span style="font-family:"Arial","sans-serif"" -تاليا؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- نعم. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- أهلا بك،اسمك جميل كما أنت، رغم أني لا أعرف معناه. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- ههههه، ولا أنا، ربما يكون معناه التالية في العدد. span style="font-family:"Arial","sans-serif""(أرفقت جملتها بضحكة كانت ضحكة عابثة، مناقضة لبراءة وجهها.) span style="font-family:"Arial","sans-serif""- أتحملين اسما لا تعرفين معناه؟! span style="font-family:"Arial","sans-serif""- نعم، فقط أعجبني نطقه،والموسيقا الناعمة التي تصاحب تلفظه، فلم أهتم لأن أعرف معناه. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- فهو ليس اسمك الحقيقي؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- بلى، اسمي؛فأنا من اختاره؛إذن فهو أنا. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- وفيلسوفة أيضا؟ span style="font-family:"Arial","sans-serif""- إنها الحياة، تمنحنا الحكمة، سيدي أستأذنك في الانصراف. span style="font-family:"Arial","sans-serif""-لماذا تتعاملين معي كما سندريلا، التي علقت الأمير بها لتختفي وتتركه وألم الحنين؟!غير أن سندريلا كانت أكثر رحمة منك؛ فلقد تركت له فردة حذائها ليستدل عليها، أما أنت فلا تتركين سوى الفضول. span style="font-family:"Arial","sans-serif""- جمال العلاقات في غموضها،وجمال النجمة أننا نرى نورها ولا نعلم حقيقتها، أفضل أن أظل بوهجي، تحياتي. span style="font-family:"Arial","sans-serif""ثم تنصرف في عجلة وكأنها خافت أن يغوص في داخلها فيكتشف سرها الذي لطالما أخفته حتى عن نفسها. span style="font-family:"Arial","sans-serif""في اللقاء الذي اعتاد أن ينتظم في حضوره للعزف والغناء في نفس الكافيه؛ قرر أن يعتذر عن الغناء إن حضرت السيدة الغامضة والتي تربعت على عرش قلبه؛ ليتنظر بخارج الكافيه ليتبعها لعله يلتقط عنها خبرا، فقد تكون زوجته في المستقبل. span style="font-family:"Arial","sans-serif""اختفى خلف شجرة بمجرد رؤيتها، وانتظر ... span style="font-family:"Arial","sans-serif""جلست وأخذت تلتف يمينا ويسارا تبحث عنه؛فهي تحضر لتستمتع بصوته وبرؤيته. span style="font-family:"Arial","sans-serif""سألت الويتر عنه، ليجيب أنه شعر بوعكة وأنصرف. كسا وجهها الحزن ونهضت للانصراف، span style="font-family:"Arial","sans-serif""ركبت سيارتها وتوجهت إلى بيتها وكان يتبعها؛ لتهبط أمام إحدى العمارات؛ تركب المصعد وهو مازال مراقبا بسيارته من بعيد. span style="font-family:"Arial","sans-serif""يهبط من السيارة يتوجه إلى رجل الأمن الحارس للعمارة يسأله عنها، span style="font-family:"Arial","sans-serif""يجيبه بكلمات ظهر مدلولها على وجهه الذي ظهر شاحبا وحزينا؛هناك شيء ما صدمه أو نزل عليه كما الصاعقة. span style="font-family:"Arial","sans-serif""تكرر ذهابها للكافيه لعلها تلتقي به أو تسمع صوته فهي لم تطلب منه أي التزام أو وعدا، بل كانت مكتفية بتلك اللحظات التي كانت تقضيها في الاستماع لصوته، ولكنه لم يأت. span style="font-family:"Arial","sans-serif""سألت عنه، قال لها الويتر إنه لم يعد يأت، واعتذر عن الغناء هنا لظروف خاصة.سألت عن عنوانه، لم يدلها أحد عليه. span style="font-family:"Arial","sans-serif"" ركبت سيارتها وتوجهت إلى عملها، نزلت بأحد الأندية الليلية وهناك على يمين النادي بوستر كبير لها وهي ترتدي بدلة للرقص الشرقي، وضحكات لكل من يشاهدها، قال أحدهم: "رغم أن سعرها غالي إلا أنها أنثى كما يقول الكتاب."