لطالما كان البيت الأبيض رمزاً للسلطة والنفوذ في الولاياتالمتحدة، لكن على الرغم من تحقّق العديد من الإنجازات التاريخية في مجالات مختلفة، ظل هذا المنصب حكراً على الرجال لأكثر من 200 عام. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل أن النساء في أمريكا لطالما حلمن بالوصول إلى هذا المنصب الرفيع، متجاوزات العقبات الاجتماعية والثقافية التي كانت تحول دون تحقيق هذا الحلم. في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الأحلام تتجسد على أرض الواقع، إذ شهدت الساحة السياسية الأمريكية صعود سيدات طموحات، حاولن كسر القيود وصنع التاريخ من خلال الوصول إلى البيت الأبيض. النساء في السياسة الأمريكية على الرغم من أن النساء تمتعن بحق التصويت في الولاياتالمتحدة منذ عام 1920، إلا أن الطريق إلى البيت الأبيض ظل مغلقًا أمامهن لأجيال، ومنذ القرن العشرين، بدأت المرأة الأمريكية تدريجيًا في ممارسة دور أكبر في السياسة، حيث شغلت العديد منهن مناصب هامة، سواء في الكونغرس أو الحكومة، ولكن المنصب الأعلى، الرئاسة، ظل بعيد المنال. ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت تظهر وجوه نسائية بارزة تمثل الاندفاع نحو هذا الهدف، وفي عام 2008، كانت هيلاري كلينتون أول امرأة تُنافس على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، لكنها فشلت في الفوز بالترشيح لصالح باراك أوباما، ومع ذلك، مثلت كلينتون لحظة فارقة في تاريخ السياسة الأمريكية، إذ أثبتت أن المرأة يمكن أن تكون منافسة جدية في السباق الرئاسي. اقرأ أيضا| مبادرة أبراهام.. هل سيستمر ترامب في دعمها حال فوزه في انتخابات 2024؟ هيلاري كلينتون.. أول امرأة تقترب من البيت الأبيض تُعد هيلاري كلينتون أبرز شخصية سياسية في التاريخ الأمريكي التي كانت على بعد خطوة من الفوز بالرئاسة، وفي عام 2016، أصبحت أول امرأة في التاريخ الأمريكي تتصدر تذكرة حزب رئيسي للترشح للرئاسة، عندما فازت بترشيح الحزب الديمقراطي، وعلى الرغم من حملتها المثيرة والانتقادات التي واجهتها، أثبتت كلينتون أنها كانت على قدر التحدي، جاذبةً تأييد ملايين الأمريكيين. ورغم فوزها في التصويت الشعبي، إلا أن كلينتون خسرت السباق الرئاسي في النهاية لصالح دونالد ترامب، في مفاجأة غير متوقعة، ومع ذلك كانت تجربتها نقطة تحول في السياسة الأمريكية، حيث ألهمت العديد من النساء في أمريكا والعالم السعي نحو مناصب سياسية أعلى. كامالا هاريس.. أول نائبة رئيس في عام 2020، حققت كامالا هاريس، السناتور من ولاية كاليفورنيا، إنجازًا غير مسبوق في التاريخ الأمريكي عندما أصبحت أول امرأة من أصول أفريقية وآسيوية تُنتخب نائباً للرئيس. وكانت هاريس جزءًا من التذكرة الرئاسية التي فاز بها الرئيس جو بايدن، مما جعلها تشارك في القرار السياسي الأول في البلاد، انتصارها التاريخي لم يكن فقط إنجازًا شخصيًا، بل كان بمثابة خطوة كبيرة نحو المساواة السياسية للنساء في أمريكا. كامالا هاريس هي اليوم رمز للأمل والطموح بالنسبة للعديد من النساء في الولاياتالمتحدة، إذ أن وصولها إلى منصب نائب الرئيس فتح أبوابًا واسعة أمام النساء اللواتي يطمحن في ممارسة السياسة على أعلى المستويات. نساء أخريات في السباق بالإضافة إلى هيلاري كلينتون وكامالا هاريس، هناك العديد من النساء اللواتي تقدمن في السباق الرئاسي الأمريكي. إليزابيث وارين ففي عام 2020، كانت إليزابيث وارين، السناتور من ولاية ماساتشوستس، واحدة من أبرز الأسماء في السباق الرئاسي الديمقراطي، رغم أنها لم تفز بالترشيح، إلا أن حملتها الانتخابية كانت قوية وأثارت إعجاب العديد من الناخبين بطرحها السياسات التقدمية. بيتسي ديفوس وفي نفس الانتخابات، قدمت "بيتسي ديفوس" نفسها كمرشحة جمهورية، بينما كانت "تولسي جابارد" واحدة من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي، رغم أنها لم تترشح بشكل رسمي في السباق النهائي. التحديات التي تواجههن على الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته النساء في السياسة الأمريكية، لا تزال العديد من التحديات قائمة أمامهن في سعيهن للوصل إلى أعلى منصب في الدولة، فالنظرة المجتمعية التي تعتبر الرجال الأكثر قدرة على القيادة لا تزال قائمة في أذهان الكثيرين، وبالإضافة إلى ذلك، يواجه الرجال في السياسة الأمريكية العديد من القوالب الجندرية والأيديولوجية التي تحد من قدرة النساء على تحقيق النجاح.