جدد الرئيس القائد عبد الفتاح السيسى رد الاعتبار الذى كرره أكثر من مرة فى أكثر من مناسبة لانتصار الجيش والشعب فى حرب أكتوبر المجيدة التى أذهلت العالم وردت الكرامة، وجدد رد الاعتبار لبطل الحرب والسلام الرئيس الشهيد محمد أنور السادات فى نهاية الاحتفالية التى نظمها اتحاد القبائل والعائلات المصرية والأحزاب بمناسبة نصر أكتوبر الذى وصفه بأنه كان فكرة ملهمة لن تموت أبدا. وقال إن كافة الخبراء والمهتمين بالمواضيع العسكرية قبل حرب أكتوبر أكدوا أنه من المستحيل تحقيق النصر بسبب «خط بارليف» ومانع قناة السويس، لكن إرادة الشعب بإصراره على النصر كانت السبب فى تحقيق الإنجاز، تضحيات دفع ثمنها المصريون فى الحرب والسلام وعلى رأسهم الرئيس محمد أنور السادات الذى أنجز مهمة كانت سابقة لعصرها، وقبلها جدد الرئيس السيسى اعتزازه بانتصارات أكتوبر والرئيس السادات عندما قال فى افتتاح محطة قطارات بشتيل الجديدة مدافعا عن قرار الرئيس أنور السادات بشأن توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل قائلا: «كل 10 سنوات ستكتب صفحة جديدة للرئيس السادات لأنه هزم خصومه وهو غير موجود». ومن قبلها جدد الرئيس السيسى نفس الاعتزاز بالندوة التثقيفية فى الذكرى ال 50 لنصر أكتوبر العظيم عندما قال: «إن انتصار أكتوبر المجيد، كان تكليلا لجهود المصريين ولإيمانهم القوى بالله عز وجل وقدرتهم على الانتصار، جيل أكتوبر العظيم أثبت أن لمصر رجالا فى كل عصر يعرفون قدرها العظيم وقادرين على صون الوطن ورفعته، تحية احترام وتقدير من الشعب للقوات المسلحة الوفية لدورها وإخلاصها الدائم، واحترافيتها المتميزة واستعدادها لجميع التحديات التى تواجه الوطن، وتحية من القلب للزعيم محمد أنور السادات، البطل الذى استشهد فى سبيل السلام، بعدما كلل جبينه بشرف الحرب من أجل الوطن». وشهدنا جميعا اعتزاز الرئيس عبد الفتاح السيسى ببطل الحرب والسلام فى الاحتفالية التى أقيمت فى الذكرى المئوية لميلاد الرئيس البطل محمد أنور السادات عام 2018، وقال خلالها عن الرئيس السادات: «رجلٍ من أشجع وأخلص أبناء مصر، رجلٌ تجسدت فيه حكمة شعب مصر العريق، رجل امتلك شجاعة القرار ورؤية المستقبل، فاستحق تقديراً خالداً من شعبه ووطنه، بل ومن جميع شعوب العالم، هو الزعيم محمد أنور السادات، البطل الذى تظل سيرته ملهمةً لنا، وللأجيال القادمة من بعدنا ..اتخذ الرئيس السادات قرار حرب أكتوبر المجيدة فى ظل ظروف صعبة، وتحت ضغوط هائلة لم تفقده تماسكه الذهنى والعصبى فأجاد التخطيط والإعداد والترتيب سياسياً من خلال عبقريةٍ واضحةٍ مشهودٌ لها، وعسكرياً من خلال كفاءة وقدرة قواتنا المسلحة العظيمة فكان الانتصار الذى أعاد لمصر وللأمة العربية بأسرها الكرامة والشرف، وأكد مدى قوة وصلابة هذا الشعب العظيم، ولأن الحرب لم تكن أبداً هدفاً فى حد ذاتها ولأن شعب مصر صاحب الحضارة الأعرق فى التاريخ، يعرف معنى السلام والأمان ويقدرهما، فقد مهدت حرب أكتوبر الطريق أمام الرئيس السادات، ليقوم بواحدةٍ من أعظم وأشجع مبادرات العصر الحديث ويتجه نحو السلام ليضع جميع الأطراف الفاعلة فى المنطقة والعالم أمام مسئولياتها التاريخية، سيظل الرئيس أنور السادات خالداً فى وجدان شعبه وشعوب العالم. اقرأ أيضًا| كنوز| بطولات أسد سيناء المرعب فى ذكرى استشهاده ال 51 وكما نال فى حياته جائزة نوبل للسلام، لا يزال ينال التكريم والتقدير على أرفع المستويات حتى يومنا هذا، أيها الشعب الأبيّ الكريم، رسالة الرئيس السادات لكم كانت واضحة، كتبها بدمائه التى روت تراب مصر المقدس وجوهرها، أن مصر تعلو ولا يُعلَى عليها، ولا تقبل الظلم ولا المهانة، ولا تستسلم لاحتلالٍ أو طغيان، تطلب السلام العادل الذى تحميه القوة القادرة، فتسير وسط أمم العالم مرفوعة الرأس عالية الراية، وتنشد التنمية والرخاء لشعبها ولمنطقتها وللإنسانية كلها، رحم الله الرئيس السادات، زعيماً خالداً، تفانى حتى آخر قطرةٍ من دمائه، فى سبيل وطنه وتحية تقديرٍ واحترام لاسمه ولأسرته مجددين العهد بأن تظل مصر ومصالحها العليا نصب أعيننا، لا نحيد عنها ولا نرضى بغيرها بديلاً». رسالة من مقاتل فى الجبهة لعميد الأدب العربى شاءت العناية الإلهية أن يمتد العمر بعميد الأدب العربى د. طه حسين ليسمع وهو فى فراش المرض خبر العبور العظيم من زوج ابنته د. محمد حسن الزيات وزير الخارجية الذى سجل فرحة العميد بالنصر فى كتابه الرائع «ما بعد الأيام»، أراد الله أن تصعد روح العميد للسماء بعد 22 يوما من العبور، وها هى ذكرى رحيله ال 51 تحل علينا مع الذكرى 51 لاحتفالنا بنصر أكتوبر، ونشر الكاتب الكبير كمال الملاخ فى الزميلة «الأهرام» صباح اليوم التالى لوفاته أن الرئيس السادات أجل تشييع الدولة لجثمان العميد رسميا بالتشييع اللائق به لصباح 31 أكتوبر ووافقت قرينته على التأجيل حتى يتسنى عودة أبنتهما السيدة أمينة حرم د. محمد حسن الزيات من نيويورك، وعودة ابنهما مؤنس من باريس. ويقول د. الزيات فى كتابه إن د. طه حسين كان يتمنى ان يسمع خبر انتصار جيشنا على العدو قبل ان يلقى ربه، وتوقع النصر باعتماد الجيش على تجنيد المتعلمين، ولهذا كانت سعادته لا توصف عندما أبلغته وهو فى عز مرضه بأن الله حقق أمنيته بنجاح جنودنا فى عبور القناة وتحطيم خط بارليف ورفع العلم فى سيناء بعد انتصارات أذهلت العالم كله. ويقول أيضا: «فى كل وقت كان د. طه حسين يسألنى عن عدد المتخرجين فى الجامعات الذين انضموا إلى زملائهم المجندين فى الجيش، لأنه كان يرى أن العلم هو أساس النهضة العسكرية، وقبل أن يفارق العميد الحياة بساعات اطلعته على رسالة وصلته من المقاتل عبد الصبور منير، أحد الشباب المتعلمين الذين كان يتحدث عنهم العميد دائما ويرى بشائر النصر فيهم، الرسالة حملت عنوان «إلى طه حسين من سيناء» كتبها طالب كلية الآداب بسطور بليغة، استوحى فيها بعض كتابات العميد، وأرسل يبلغه من الجبهة أمنياته له بالشفاء العاجل وطول العمر، ويبلغه أن سلاحه بين يديه وصدره، يكافح به لتحرير الأرض ورد الكرامة، وقال إنه ربما يستشهد فى سبيل ذلك اليوم أو فى يوم آخر، المهم أن يتحقق النصر وتعود لمصر عزتها بدماء الشهداء. ويقول د. الزيات إن المقاتل عبد الصبور منير ذكر فى رسالته أن العميد الكفيف الذى لزم بيته قبل حرب أكتوبر بسنوات، هو الذى علَّم الكفاح لقطعة السلاح، وهو الذى كان جديرًا أن يبارك ما قامت به أيدى المحاربين من حملهم للسلاح، وما كانت تضمره قلوبهم من العمل بعد النصر لإعادة بناء البلاد، واختتم رسالته بعبارة «إن كل شيء فى سماء الوطن الجميل، محمل بما منحه د. طه حسين لكل الأجيال من أصالة وعزة وفكر»، استمع العميد للرسالة التى قرأها عليه زوج ابنته ثم ابتسم، ويقول د. الزيات «اختار الله د. طه حسين إلى جواره فى 28 أكتوبر 1973 وكان لنا فى ذلك الوقت شباب متعلم يحارب فى الصحراء، سمعوا نعيه وهم لا يزالون يرابطون فى الخنادق فى سيناء». من كتاب «ما بعد الأيام» «العندليب» يتحدى الانكسار ويزغرد للانتصار فى الوقت الذى تغلغلت فيه روح الانكسار فى نفوس المفكرين والأدباء والمثقفين والفنانين وقطاعات من الشعب عقب نكسة 67، انتفض صوت العندليب عبد الحليم حافظ رفضا لتلك الروح الإنهزامية وقرر بث روح التحدى والأمل عندما غنى «عدّى النهار» التى قال فيها» بلدنا بتحب موّال النهار/ لما يعدّى فى الدروب / ويغنّى قدّام كل دار». ويواصل العندليب شد أزر الجنود بأغنية «يا بركان الغضب / يا موحد العرب / فور عالسجون / فور عالرمال / انزل عليهم / من التلال / من المدافع / بالغضب». وعلا صوته بعدها برائعة «فدائى» التى قال فيها «فدائى / أهدى العروبة دمائى / وأموت أعيش مايهمنيش / وكفاية أشوف علم العروبة باقى / لو مت يا امى ماتبكيش / راح أموت علشان بلدى تعيش / افرحى ياما وزفينى/ وفى يوم النصر افتكرينى». ويلهب صوته حماس الجنود فى أغنية «خلى السلاح صاحى / لو نامت الدنيا صحيت مع سلاحى / سلاحى فى ايديا نهار و ليل صاحى/ ينادى يا ثوار عدونا غدار». ويواصل بث الأمل والمطالبة بتحرير الأرض أغنية «ابنك يقولك يا بطل هاتلى نهار/ ابنك يقولك يا بطل هاتلى انتصار/ ابنك يقول انا حواليا الميت مليون العربية». وأقسم بعدها فى أغنية «أحلف بسماها وبترابها/ أحلف بدروبها وأبوابها / أحلف بالقمح وبالمصنع/ أحلف بالمدنى والمدفع/ بأولادى بأيامى الجاية/ ماتغيب الشمس العربية/ طول ما أنا عايش فوق الدنيا»، ويواكب العندليب ضربات جنودنا للعدو فى حرب الاستنزاف فيغنى «اضرب / لجل الصغار/ لجل الكبار/ لجل النهار/ لجل البلاد / اضرب كمان». ويوجه بصوته إنذارا فى أغنية «إنذار يا عصبة الأشرار/ إنذار لكم وقدر مالكمش منه فرار». وتأتى اللحظة المنتظرة للعبور العظيم، ويعبر الجنود وتتوالى انتصارات حرب أكتوبر فيزغرد العندليب بأغنية «لفى البلاد يا صبية بلد بلد / باركى الولاد يا صبية ولد ولد / دا المهر غالى / واهم جابوه / لو نجم عالى فى السما / راح يقصدوه / يا فرحتك ساعة ما يجو يقدموه». ويشيد بالبطل الذى اتخذ القرار بأغنية «عاش اللى قال الكلمة بحكمة وفى الوقت المناسب / عاش اللى قال لازم نرجع أرضنا من كل غاصب / عاش العرب اللى فى ليلة اصبحوا ملايين تحارب»، ومع عودة سيناء لحضن مصر يغنى «صباح الخير يا سينا / رسيتى فى مراسينا / تعالى فى حضننا الدافى/ ضمينا وبوسينا يا سينا». وعندما يعاد فتح القناة للملاحة من جديد، يزغرد صوته بأغنية «المركبة عدت واهى ماشية / والكل شايفها بتتعاجب / كان الأمل مغلوب صبح غالب / رجعنا اللى ضاع يا بلدنا / وفردنا الشراع يا بلدنا» ويغنى العندليب بنشوة النصر «النجمة مالت ع القمر فوق ف العلالى / قالت له شايفة يا قمر أفراح اوبالى / قال القمر بينا نسهر على المينا / دا النور على شط القنال سهران يلالى». ست سنوات لم يتوقف خلالها صوت العندليب برفض الانكسار طوال فترة حرب الاستنزاف، وزغرد صوته للانتصار الذى حققته إرادة الجيش والشعب فى السادس من أكتوبر العظيم. «كنوز» موسى صبرى يوثق لحرب أكتوبر و«الثغرة» لا يفوتنا ونحن نعيش أجواء الدروس المستخلصة من انتصارات حرب أكتوبر أن نتوقف مع واحد من المؤلفات التى وثقت لحرب التحريروالكرامة، الكتاب بعنوان «وثائق حرب أكتوبر.. أسرار العبور والثغرة» للكاتب الكبير موسى صبرى، ترجم الكتاب لعدد من اللغات ليعرف العالم كيف أعادت مصر بناء قواتها المسلحة، وكيف دربت وناورت وخدعت وعبرت وحققت الانتصار، ويسرد الكتاب كامل تفاصيل الملحمة التى أذهلت العدو والعالم كله من بدايتها وكافة مراحلها بالوثائق الرسمية التى استغرقت من موسى صبرى 9 أشهر فى جمعها وتصنيفها وتوثيقها. من خلال قربه من بطل الحرب الرئيس محمد أنور السادات الذى خصه بحوار امتد لثلاث ساعات كشف خلاله الكثير من المعلومات والأسرار والحقائق التى أوضحت للعالم كل ما هو ملتبس، ودحضت الأكاذيب التى كان يروجها العدو عن انتصارات وهمية ليس لها ظل على الأرض، وتضمن الكتاب مراسلات الرئيس السادات مع الرئيس الأمريكى نيكسون، ومحاضر المقابلات التى جمعت بين السادات ووزير الخارجية هنرى كيسنجر، ومراسلات وزير الحربية المشير أحمد إسماعيل مع قادة الأسلحة والأفرع، وتفاصيل لقاءات موسى صبرى مع المشير أحمد إسماعيل التى استغرقت 10 ساعات، وحواراته مع الفريق محمد عبد الغنى الجمسى، واللواء سعد مأمون، واللواء فؤاد عزيز غالى، واللواء عبد رب النبى حافظ، واللواء حسن سعدة، وغيرهم من القادة، ونتائج زياراته المتكررة للجبهة ومقابلته للجنود. يبدأ كاتبنا الكبير موسى صبرى بفترة الإعداد للحرب، والعقبات التى كانت تعترض طريقها، وعام الحسم الذى حدده الرئيس السادات لإنهاء حالة اللاسلم واللاحرب، ويتضمن الجزء الأول من الكتاب حوار الرئيس الذى كشف فيه أسرارا عسكرية هامة، والقصة الكاملة لاتخاذ قرار الحرب، وتفاصيل « الخطة 200»، ويتضمن الفصل الثانى من الجزء الأول المحضر الكامل لاجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أكتوبر 1972 الذى أعلن فيه السادات للقيادات العسكرية أن قرار الحرب مصيري. وكان بعض القادة يرى أن إسرائيل ستنتصر وستدمر مصر!! ويتضمن الفصل الثالث من الجزء الأول الرسائل التى بعث بها السادات قبل الحرب إلى زعماء وقادة العالم يحذر فيها من اشتعال الحرب وتفجر الموقف، ويقدم موسى صبرى فى الجزء الثانى من الكتاب سردا للجانب السياسى محليا وعربيا ودوليا وصولا لقرار الحرب الذى اتخذه السادات، ويستعرض آراء السادات فى النكسة والجيش الذى لم يقاتل لظروف لم يكن له ذنب فيها، ومراحل إعادة بناء القوات المسلحة التى عاشها خطوة بخطوة مع الرئيس عبد الناصر، ويستعرض القضايا التى واجهها السادات بعد توليه الرئاسة. ويتضمن الكتاب شهادة المشير محمد عبد الغنى الجمسى عن الثغرة، وتفاصيل الخطة «شامل» التى وضعت للتعامل مع الثغرة، وقال الجمسى فى شهادته : « تم وقف إطلاق النار الفعلى ظهر 28 أكتوبر، بعد وصول قوات الأممالمتحدة، واعتبارا من يوم 31 أكتوبر بدأنا تنفيذ حرب استنزاف مخططة ضد العدو غرب وشرق القناة، كانت أمامنا مهمة رئيسية وهى ألا نسمح للعدو بأن يتمركز أو يتخندق ويثبت أقدامه فى الغرب، وكان هذا عملا يوميا للقوات المسلحة، إلى أن يبدأ الهجوم لتصفية هذا الجيب بعملية من خلال الخطة «شامل» الهجومية التى صدق عليها القائد العام، وتقرر أن يعين لقواتنا فى الغرب قيادة منفصلة تقود جميع أنواع القوات لتصفية الثغرة، ونترك قواتنا فى الشرق تقاتل معركتها، وكذلك قوات الجيش الثانى. وتم تسليم الخطة الهجومية لجميع قيادات القوات المسلحة، واختير اللواء سعد مأمون لقيادة قوات الهجوم وتنفيذ الخطة التى صدق عليها الرئيس ولم يتبق إلا تحديد الموعد بقرار منه، ويتضمن الكتاب شهادة اللواء سعد مأمون، قائد الجيش الثانى الذى قال إن الخطة شامل كانت تعتمد على تقدير سليم لموقف العدو، وتحديد واضح لنقاط ضعفه، وتحديد سليم لنقاط قوته، وشدد على أن العدو كان فى مصيدة. وكان العدو متخذا أوضاعا دفاعية لا هجومية، كان يدافع فى حالة نفسية سيئة، وكان التقدير بالنسبة للوضع العسكرى العام يؤكد احتواء العدو تماما فى الغرب، لقد حاصرنا العدو من كل جانب، وكان له منفذ واحد فى الدفرسوار لا يزيد عرضه على 6 كيلومترات، وكان مقررا إغلاق هذا المنفذ بقوات هائلة فى ساعات قليلة، وكان من المقرر أن نصفى الجيب الإسرائيلى بالهجوم من 5 اتجاهات، وكان موقف العدو العسكرى حرجا للغاية». كتاب «وثائق حرب أكتوبر.. أسرار العبور والثغرة : للكاتب الكبير موسى صبرى يعد مرجعا هاما جدا لكل باحث يريد معرفة تفاصيل الحرب، لما يحتويه الكتاب من وثائق وشهادات حية وصور نادرة ومراسلات هامة.. ومن يطالع الكتاب بتمعن سوف يتأكد بفخر واعتزاز أن حرب أكتوبر كانت حربا عظيمة بكل المقاييس». من كتاب «وثائق حرب أكتوبر» «نيكسون» فى أخطر مكالمة تثبت هزيمة العدو الإسرائيلى ! فى يوم 26 أكتوبر 1973كانت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل ماتزال مستمرة فى خرق وقف إطلاق النار وتلح على أمريكا بالحاجة إلى مزيد من الوقت أملا فى حصار الجيش الثالث المصرى، الموقف يزداد خطورة والعالم كله فى حالة غير مسبوقة من الغضب والعصبية، الرئيس الأمريكى نيكسون طلب مائيرعلى التليفون لإجراء أخطر مكالمة سرية معها، وكشف عن تفاصيلها عندما كان يسجل مذكراته التليفزيونية مع الإعلامى ديفيد فروست فى مايو 1977، فقال: «شرحت لرئيسة وزراء إسرائيل بعض حقائق الحياة عندما قلت لها إننا حلفاء ولم نبخل عليكم بأى شىء. ومنذ بدأت الحرب وأنتى تبشريننا بقدرتك على هزيمة مصر وسوريا بالضربة القاضية خلال يومين أو ثلاثة، صدقناك، طلبت أسلحة إضافية ومعلومات، أعطيناك، طلبت جسرا جويا، أقمناه، طلبت أسلحة أخرى ومهلة يومين وثلاثة أخرى، هددنا الوفاق مع موسكو، أغضبنا حلفاءنا فى أوروبا الغربية واليابان، تشجع عرب البترول لأول مرة على التمرد ضدنا، والآن ما تزالين مصرة على أسلحة أخرى ومهلة أخرى؟». ردت جولدا مائير: «نعم يا سيادة الرئيس»! سكت نيكسون لحظة قبل أن يضيف : دعينى أفترض أننا نتيح لكم مهلة أخرى يومين أو ثلاثة، ونفترض أنك حاصرت فعلا الجيش الثالث المصرى وهو أقصى ما تحلمين به حاليا، ثم ماذا ؟»، ردت مائير باستغراب: «ثم ماذا.. تكون إسرائيل قد انتصرت يا سيادة الرئيس». فقال نيكسون : «هذا رأيك أنت وقاموسك أنت، لكن حقائق الحياة غير ذلك، أنتى تضعين عينيك فقط على عشرين أو ثلاثين ألف جندى مصرى بهدف محاصرتهم، وسوف يفلت البعض من هذا الحصار، ومن هؤلاء ربما يكون هناك كولونيل آخر، و«ناصر» الآخر لن يعترف بالهزيمة، وسنفاجأ به - نحن وأنتم - مرة أخرى فى القاهرة، وفى خلال سنتين أو ثلاثة سوف ينجح «ناصر» الآخرغصبا عنا وعنكم، فى بناء جيش مصرى جديد أحدث وأقوى بمثل ما ترونه أنتم الآن فى إسرائيل عمليا». ومضى فى حديثه قائلا : «سوف ألبى لك كل طلباتك من الأسلحة والوقت لو أجبتينى بنعم على سؤالين، هل إسرائيل مستعدة لرؤية «ناصر» جديد فى مقعد السلطة بالقاهرة؟ وهل إسرائيل مستعدة مع قيام «ناصر» الجديد بإعادة بناء الجيش المصرى لمواجهة هذا الجيش فى ميدان القتال، وبنفس الضراوة التى تعانى منها إسرائيل الآن؟ ما إجابتك يا مسز جولدا ؟ مسز جولدا هل تسمعينى؟ هل تفهمين ما أقوله؟.. خرست مسز جولدا، وأذعنت إسرائيل فى التو واللحظة بالالتزام بوقف اطلاق النار! محمود عوض من كتاب «بالعربى الجريح»