ترحيب وإشادة وتفاؤل من مجتمع الأعمال بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ولقاءاته فى قمة «بريكس2024» التى عقدت فى مدينة « قازان» بروسيا، مؤكدين أن هذه المشاركة تمثل أهمية خاصة فى هذا التوقيت المهم، حيث تنعكس آثار الصراعات والحروب الإقليمية سلبا على دول العالم، وأشاروا إلى أن القمة ستساهم فى دعم الاقتصاد المصرى كما تفتح آفاق جديدة للاستثمارات المشتركة وزيادة الصادرات المصرية لأسواق دول مجموعة «بريكس»، وأوضحوا أن مصر تستفيد من التعاون مع دول الاقتصادات الكبرى الاعضاء فى نقل الخبرات والتكنولوجيا وفى تمويل المشروعات التنموية الجديدة وتوفير السلع الاستراتيجية وتخفيف الطلب على الدولار فى السوق المصرية. ◄ مجتمع الأعمال: مشاركة الرئيس السيسي «حدث تاريخي» تدعم الاقتصاد وتفتح آفاق الاستثمار الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، أكد أن المشاركة الأولى لمصر بصفة رسمية بعد انضمامها لهذا التحالف المهم هو حدث تاريخي، حيث تعد مصر محورا ارتكازيا فى المنطقتين العربية والإفريقية، وقال: جاءت كلمة الرئيس السيسى أمام القمه لتؤكد ذلك ولتؤكد للقطاع الخاص ومنظماته أن رأس الدولة يبذل كل الجهد لإعادة الدور المحورى لمصر على المستوى العالمى مما أهلها بالفعل للانضمام لهذا التحالف الكبير الذى يضم نحو نصف سكان العالم ويقدم 35% من إجمالى الناتج المحلى لدول العالم ويوفر 65% من احتياطى الذهب فى العالم مما يجعله يمثل أهمية خاصة للدول الأعضاء ومن بينهم مصر التى انضمت مؤخرا ودولة الإمارات العربية والسعودية. وتساءل الشرقاوى قائلا: هنا سؤال مهم جدا يطرح نفسه وهو كيف يستطيع القطاع الخاص أن يستفيد من تواجد مصر فى هذا التجمع المؤثر، والإجابة هى أنه لا بد من التنسيق والتعاون بين الدوله ومؤسساتها ومنظمات القطاع الخاص فى إعداد ملفات جديدة ومتطورة للاستثمار الأمثل لهذا التواجد والذى أجد أن فى مقدمته ولتحقيق عوائد سريعة لمصر بالنقد الأجنبى هو الاهتمام بجذب السياحة من الدول الأعضاء والتنسيق لعمل شراكات استثمارية كبرى مع الدول الكبرى المؤسسة ل»بريكس» كالصين وروسيا والهند. وتابع: علينا أيضا كرجال أعمال ومستثمرين أن نعمل على نقل التكنولوجيا المتقدمة من هذه الدول وأن نشارك بدور فعال أيضا فى نقل تجربة المناطق الصناعية الناجحة من هذه الدول لمصر وأن نعمل بكل تركيز على السعى لتكون مصر مركزا أساسيا لسلاسل إمداد دول التجمع. ◄ مؤشرات ايجابية بينما أكد المهندس على عيسي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، أن مشاركة القياده السياسية ومباحثاتها مع الرؤساء والمشاركين خلال قمة «بريكس 2024» سيكون لها بالتأكيد المردود الإيجابى على الاقتصاد المصرى وستظهر نتائجه على المستويين القريب والبعيد ممثلة فى إقامة شراكات استثمارية بين مصر ودول المجموعة خاصة فى مجالات التكنولوجيا المتقدمة والتصنيع الزراعى والطاقه الجديدة والمتجددة وأيضا لتوطين الصناعة بالاستفادة من خبرات الدول الأعضاء المتقدمة فى هذا المجال فضلا عن تأمين احتياجات مصر من السلع الاستراتيجية وفى مقدمتها القمح والأرز واللحوم. وأوضح «عيسي» أن هناك تزايدا إيجابيا ملحوظا فى المؤشرات الاقتصادية التى يوضحها التعامل بين مصر ومجموعة «بريكس» وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، حيث ارتفعت الصادرات المصرية لأسواق دول المجموعة إلى ما قيمته 4 مليارات و900 مليون دولار وبلغت قيمة وارداتنا السلعيه منها ما قيمته 26 مليارا و400 مليون دولار كما ارتفع حجم التبادل التجارى إلى 31 مليارا و200 مليون دولار وتبلغ استثمارات دول المجموعة فى مصر 891 مليار دولار كما بلغت قيمة تحويلات المصريين العاملين بدول «بريكس» لمصر نحو 84 مليون دولار. وأشار إلى أنه فى حالة الاتفاق بين مصر ودول المجموعة على التبادل التجارى من خلال العملات المحلية أو بطريق المقاصة سيتم بالتأكيد تخفيف الطلب على الدولار فى السوق المصرية وبالتالى انخفاض سعره. ◄ المشروعات الخضراء ومن جانبها، أكدت د. نيفين عبدالخالق، عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة «بريكس» بعد انضمام مصر رسميا لها بداية العام الحالى ستعطى دفعة قوية لمصر لتوفير التمويل اللازم لمشروعاتها الخضراء الجديدة التى تتوافق مع البيئة وتعمل على الحفاظ على الصحة العامة كمشروعات تنموية مهمة وذلك من خلال بنك التنمية الجديد الذى أسسته المجموعة ويساهم أيضا فى تمويل مشروعات البنية التحتية والذى سيوفر نحو 30 مليار دولار لمشروعات الدول الأعضاء حتى عام 2026. أوضحت «عبدالخالق» أن مصر ستستفيد أيضا من هذا التجمع على مستوى التجارة البينية، حيث يقدم نحو 29 تريليون دولار حجم إنتاج سنوى وهو ما يساوى 30% من إجمالى الناتج المحلى الإجمالى لدول العالم وفقا لبيانات البنك الدولي، وأضافت أن حجم مشروعات التنمية التى نفذتها مصر خلال السنوات العشر الاخيره يؤهلها لتصبح من اكثر دول المجموعة جذبا للاستثمارات، بالاضافه إلى أنها تتصدر الدول الإفريقية فى ملف العمل المناخى وتمويل مشروعات الحفاظ على البيئة لمواجهة التحديات المناخية. وتابعت: تلعب مصر دورا بارزا فى تعزيز الامن الغذائى العالمى فى ظل التحديات الأمنية والمناخية الحالية والتى تؤثر سلبا وبشكل كبير على قدرة الدول الكبرى فى تأمين الغذاء مما يعزز موقفها من جذب استثمارات جديدة فى القطاع الغذائى والزراعى مع االدول الأعضاء، خاصة فى مجالات التصنيع الزراعى والطاقة بهدف تحقيق المصالح الاقتصادية لكل الأطراف. ◄ الاتفاقيات المستهدفة وأوضح المهندس أحمد الزيات، عضو جمعية رجال الأعمال المصريين، أن مجموعة دول «بريكس» ستلعب دورا مهما فى تعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية ودعم التعاون الاقتصادى مع مصر خاصة مجموعة الدول المؤسسة الكبرى وفى مقدمتها روسيا والصين والهند، كما تدعم صوت مصر ومصالح الدول النامية فى مختلف المحافل الدولية والإقليمية فى ضوء تنامى التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية بجانب قضايا تغيير المناخ وسبل دعم التعاون التنموى المشترك بين الدول. وأضاف «الزيات» أنه يمكن لمصر تحقيق استفادة كبيرة من خلال عضويتها فى هذا المحفل العالمى المهم، ومن خلال عضويتها فى بنك التنمية الجديد لتمويل مشروعات البنية التحتية، فضلا عن المكاسب الاقتصادية الأخري، مطالبا بضرورة تشجيع الحكومة للقطاع الخاص على زيادة الإنتاج والتصدير وإبرام اتفاقيات بين البنوك المركزية لتبادل العملات مع الدول الأعضاء لتسهيل عمليات التجارة البينية. وأشار إلى أهمية تحقيق أقصى استفادة منها خاصة فى المجالات التى تسعى المجموعة إلى تحقيقها بالتعاون بين أعضائها وفى مقدمتها العلوم والتعليم والتكنولوجيا المتقدمة وترشيد استخدام الطاقة.