مصر لن تركع أبدًا مهما كِيد لها من مكائد، وحِيك لها من المؤامرات.. هذا ليس كلام استرسال، لكنه حقيقة أثبتها الزمان والمكان، داخل الكنيسة الأسقفية، التى تضرب مثالا رائعًا للوحدة الوطنية على مرأى ومسمع من الجميع.. داخل كاتدرائية القديسين الأسقفية الأنجليكانية بالزمالك، تم إنشاء أول مركز «إسلامى- مسيحى»، للتفاهم والشراكة بين قطبى هذا البلد من مسلميها ومسيحييها.. «الأخبار» رصدت الإشعاع المنبثق تحت راية الوحدة الوطنية، داخل هذا المركز الأول من نوعه فى أرض الكنانة.. كانت البداية من إرسال رسالة عبر تطبيق «واتساب» على جروب الكنيسة الأسقفية تتضمن خبرًا عن ندوة تُقيمها الكنيسة يُحاضر فيها شيوخ الأزهر الشريف داخل إحدى قاعات الكاتدرائية حول تعاليم وأساسيات الدين الإسلامى والسُّنة والفقه وغيرها، وهنا قررنا البحث عن المركز المسيحى- الإسلامى للتفاهم والشراكة، المُنظِّم للندوة. ندوات عن مفهوم القتال فى القرآن الكريم والكتاب المقدس.. والجنة والنار فى المسيحية أكد المطران، منير حنا، مدير المركز، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الشرفى، أن فكرة تدشين المركز بُنيت على 20 عامًا من التعاون ما بين الكنيسة والأزهر، وذلك بعد أن طلب منى رئيس الأساقفة الحالى المطران سامى فوزى، تدشين هذا المركز ليكون تجسيدًا للتعاون بين الأزهر والكنيسة فى عام 2022. وأشار إلى أنه قبلها بعدة سنوات كانت بداية الفكرة، ففى 2017 كان العالم حينها يئن من الصراعات والحروب بين الشعوب وحتى بين أبناء الشعب الواحد، وكثير من هذه الصراعات نشأ نتيجةً لاختلافات فى العِرق والدِّين، وتُؤدى هذه الصراعات إلى الدمار والفقر والنزوح والتهجير، لكن تظل لدى مصر تجربة فريدة فى العيش المشترك بين كل فئات الشعب على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم العِرقية، فالمسيحيون والمسلمون والأجانب عاشوا على أرض مصر فى تناغمٍ وسلام، فإذا تأملنا فى أسباب هذا التعايش والتناغم نجد للأزهر الشريف والكنيسة المصرية دورًا متميزًا فى تحقيق ذلك التعايش. اقرأ أيضًا| محافظ القليوبية يستقبل قيادات بيت العائلة المصرية من قيادات الأزهر تناغم وقال المطران منير حنا: «هنا رأينا أنه من المهم أن نُشارك التجربة المصرية فى التعايش والتعاون مع القادة والدارسين من أنحاء العالم؛ حتى يقوموا بدورهم فى تحقيق التناغم الطائفى فى مجتمعاتهم، ولتحقيق هذه التجربة فكّرنا فى إنشاء مركز للتفاهم والشراكة فى مقر أبرشية الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بالقاهرة لتقديم الدراسات الإسلامية، بالتعاون مع الأزهر الشريف، خاصةً للطلبة القادمين من الدول الغربية». وأضاف أن المركز يهدف لدعم الوحدة الوطنية والتناغم الطائفى بين المجتمعات الدينية عن طريق قسم الدراسات الإسلامية والمسيحية برئاسة القس د. ماثيو أندرسون. وأشار إلى أن الدراسات تشمل دورات دراسية قصيرة تتراوح مدتها من أسبوع إلى أربعة أسابيع، وهذه الدورات تُساعد فى إعطاء مقدمة لفَهم الإسلام، وتصحيح الصور المشوّهة للدِّين الإسلامى خاصةً فى الغرب، مما يُعالج مشكلة «الإسلامو فوبيا» المُنتشرة فى البلاد الغربية وبعض البلاد الإفريقية، وتُساعد هذه الدورات على مزيدٍ من التفاهم والتعايش فى هذه البلدان، وتُناسب هذه الدورات القساوسة الأجانب والدبلوماسيين الذين يعملون فى مصر، كما تضم الدراسات دورات دراسية تمنح درجة البكالوريوس والماجستير المُعتمدة من كلية لاهوت الإسكندرية التابعة لإقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية. وكشف أنه يتم إقامة العديد من المبادرات المجتمعية لتحقيق العمل المشترك والتفاهم، والتى تُسهم فى حل الخلافات فى المناطق التى تُعانى هذه الصراعات، وتعزيز السلام والتناغم بين مجتمعاتنا، من خلال المزيد من التفاهم بين أتباع الأديان والثقافات بالعمل المشترك من أجل الصالح العام، بالتعاون مع بيت العائلة المصرية. وأوضح أن المركز يُقدم مبادرات وورش عمل تُساعد على انخراط المسيحيين والمسلمين فى تنمية المجتمع، بجانب تدريب الدارسين على طرق الحوار البنَّاءة بين أتباع الديانات، والعمل على فض الصراعات والمُصالحة، ليكون لهم دور فعَّال فى صُنع السلام المجتمعى فى مصر والشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك يتم تنفيذه من خلال 3 أشياء: أولها الدراسات والمؤتمرات الأكاديمية، وثانيها المبادرات المجتمعية، التى بها أفراد المجتمع من نساء ورجال وشباب وأطفال مسلمين ومسيحيين للتعامل مع بعضهم البعض، والأمر الثالث هو صُنع السلام وفض المنازعات، حيث نُدرِّب فرقًا حتى تكون صانعة سلام فى كل مناطق الجمهورية، بالتعاون مع بيت العائلة المصرية، وبذلك يكون صُنع السلام مُؤسّسًا على حقيقة راسخة ووقائع علمية حقيقية. حسن ومرقص وقد قامت «الأخبار» بجولة بين أروقة المركز، ورصدت قاعات المحاضرات داخل الكاتدرائية، وهنا تحدَّث المطران منير، قائلا: «إن المركز المسيحى الإسلامى يتكون من شقين أساسين؛ الأول برنامج المدرسة الصيفية، حيث تُنظم الكنيسة زيارات تعليمية للراغبين فى التعرُّف على مصر وتاريخ الإسلام فيها، وكذلك المسيحية، من الزوار الأجانب دون الحصول على درجة علمية، لكنها تهدف إلى التعرُّف على كيفية الحوار بين الأديان، حيث يقوم المركز بعمل لقاءات تجمع شيوخًا وقساوسةً فى ندوات تثقيفية وتعليمية معًا، بجانب مشاركة الخروج معًا فى نشاطاتٍ مشتركةٍ تبدأ بالإقامة معًا فى أحد فنادق القاهرة، والتشارك فى الغرفة الواحدة بين قسيسٍ وشيخ لمدة 3 ليالٍ، يجتمعان فيها معًا لخلق تناغمٍ طائفىٍّ وتعاونٍ وتعايشٍ سِلمىٍّ بين قطبى الشعب الواحد؛ بهدف تغيير المفاهيم المغلوطة وتغيير الفكر وتقبُّل الآخر المُختلف دينيًا وعقائديًا، أما الشق الثانى فيُمثّل الوجه الأكاديمى له، أى أنه يمنح درجات جامعية من خلال تنظيمٍ جامعىٍّ واعتمادٍ دولىٍّ». وشدد رئيس المركز على أهمية الحوار بين الأديان فى تعزيز السلام فى العالم، قائلا: «إن الحوار بين الأديان ضرورىٌّ لفَهم بعضنا البعض، وبناء جسور من الثقة والاحترام بين مختلف المجتمعات الدينية، فهو يُعزِّز قيم التسامح، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المشترك فى مواجهة التحديات، ولذلك نُقدم بالمركز ندوات حول مفهوم القتال فى القرآن الكريم، يُقدمها د. محمد عبدالمالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، ومفهوم القتال فى الكتاب المقدّس، يُقدّمها القس مارك تقى، العميد الأكاديمى لكلية اللاهوت الأسقفية، ويُشارك الأب د.بيشوى حلمى، الأستاذ بالكلية الإكليريكية الأرثوذكسية، فى ندوة حول مفهوم الجنة والنار فى المسيحية، ويتحدَّث د. رضا محمود، أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، عن مفهوم الجنة والنار فى الإسلام. ونوَّه بأن جهلنا عن الآخر يُسبّب أفكارًا مشوَّهة عن الآخر، وهذا بدوره يُؤدى إلى التعصُّب والعنف، ولأجل أن نقطع هذا ونُغيِّره يجب أن نتعلّم عن بعضنا البعض؛ لأن المعرفة هى النور الذى يكسر ظلام الجهل، مما يُؤدى إلى وحدة وتماسك المجتمع، وهذا يُعدُّ أساس التقدُّم ويُعلِّمنا تقبُّل الآخر كما هو، وليس كما أُريد أن أتصوَّره، لذلك لابد من الحوار واستخدام العقل. رحلة تعلُّم ويحكى المطران منير، عن تجربةٍ تاريخيةٍ فريدة من نوعها أقامها المركز المسيحى الإسلامى للتفاهم والشراكة، حيث نظَّم مؤتمرًا شارك فيه عددٌ من طلبة وطالبات جامعة الأزهر الشريف وكليات لاهوت الطوائف المسيحية بمصر، وأطلق على هذا المؤتمر «رحلة تعلُّم»، حيث ارتأينا أن هؤلاء الدارسين فى رحلةٍ حقيقيةٍ ذات مراحل مختلفة يتعلَّمون منها عن الإسلام من المسلمين مباشرةً، والمسلمون يتعلَّمون عن المسيحية من المسيحيين مباشرةً، الأمر الذى لم يحدث من قبل. وبدأ المؤتمر بمحاضرةٍ عن مفهوم العمل الخيرى فى الإسلام والمسيحية، قدَّمها د. مجدى عاشور، مستشار مفتى الجمهورية، ود. ستيفن بلانت، الأستاذ بجامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة. وتضمَّن المؤتمر موضوعات حول المفهوم الإسلامى والمسيحى للعمل الخيرى، مبادئ علم تفسير القرآن الكريم والكتاب المقدّس، دور الدين فى الحفاظ على القيم والأخلاق، وجود الله فى المفهوم الإسلامى والمسيحى والمُعاناة البشرية، ومنها إلى ثقافة قبول التنوّع فى المفهوم الإسلامى والمسيحى، وأخيرًا محبة الجار نظرة إسلامية ومسيحية. وقد أتاح المؤتمر فرصة جيدة للمناقشات بعد كل محاضرة، مما ساعد الطلاب على اكتساب مهارات الاستماع والتواصل. روح الأخوَّة عدد كبير شارك فى تلك المبادرة؛ منهم محمد، الذى قال: «تعرَّفنا على بعضنا عن قرب، تذكَّرنا قِيمنا المجتمعية والأخلاقية، تذكَّرنا حُبنا لبعضٍ، مُتجاوزين أى اختلافٍ فى المُعتقد والدِّين، فى جوٍ من التسامح والتفاهم، حُبى لأخى لإنسانيته وحقه علىَّ. أنا سعيد بالتعرُّف على إخوتى من المسيحيين، كنتم أكثر من رائعين، فكنزى من هذه الجلسات هو الصحبة الجميلة ومشاعر الأخوَّة والحب والود والصفاء». أما بيتر، فقال :«أنا أشكر الجميع على روح الأخوَّة والمحبَّة الجميلة اللى كانت بالمكان، ونحن سعداء أننا شاركنا فى هذه الرحلة الجميلة، وهى بالفعل كانت رحلة تعلُّم». بدوره قال دافيد: «لقد عرفنا عن الدِّين الإسلامى أكثر من إخوتنا المسلمين وتعاملنا مع بعضٍ أكثر وكسبنا أصدقاءً وإخوةً لنا». وقالت منى: «جميع الدارسين وصلوا لنضج كبير فيما يخص الاندماج مع بعضٍ والاستماع لوجهات النظر الأخرى»، وهذا ما قالته نانسى: «تعرَّفت على الدين الإسلامى أكثر، وتعلَّمت معنى التصالح مع النفس ومع الآخر». القرآن والحديث لم يكتفِ برنامج رحلة تعلُّم عند هذا الحد؛ بل نظَّم العديد من البرامج التعليمية، التى تتضمَّن ندوات حول مكانة المرأة فى المسيحية والإسلام، إضافةً إلى مشاكل اندماج المسلمين فى المجتمعات غير الإسلامية، ومشاكل اندماج المسيحيين فى المجتمعات غير المسيحية. وخلال الرحلة يتم تنظيم ندوات تُناقش موضوعات مهمة رشَّحها الطلاب؛ مثل: أحكام الزواج والطلاق عند المسيحيين والمسلمين، ما يحل للمسلم والمسيحى وما يَحرم عليه؛ مثل أكله وشربه والعِلة فى ذلك، والتعرُّف على الطوائف المختلفة، وأوجه الاختلاف والتشارك بينها، ورحلة تعلُّم فى الكتاب المقدّس للتعرُّف على شخصياته وأحداثه، وكذلك رحلة تعلُّم فى القرآن الكريم والحديث الشريف للتعرُّف على شخصياته وأحداثه، مناقشة موضوع الزكاة والعطاء والعشور، وواجبنا نحو إخواننا الفقراء، بجانب القيام بأعمالٍ خيريةٍ؛ مثل زيارة الملاجئ والمستشفيات، وغيرها. وقال المطران منير إن «رحلة تعلُّم» يهدف إلى كسر حواجز الجهل بين الأديان من خلال حواراتٍ مفتوحةٍ وبرامج تبادل الثقافات، والعمل على تمكين الشباب من بناء جسور التواصل والحوار؛ لأجل كسر حلقة الجهل التى تُؤدى إلى العنف والتعصُّب، مما يترتّب عليه تماسك المجتمع وتقدّمه. وقال إنه نظرًا لنجاح التجربة، نحن نُخطط لتكرارها ثلاث مرات سنويًا، كما نُخطط لتنظيم جلسات شهرية حول الموضوعات التى تُساعدنا فى الحفاظ على الزخم الإيجابى لرحلة التعلُّم وتنميتها، وكذلك تنظيم رحلات لأماكن تاريخية وترفيهية؛ لتكملة بناء السلام والصداقات والتفاهم بين الطلاب المُشاركين من خلفياتٍ مختلفة. وكشف أن المركز المسيحى الإسلامى يُقيم أيضًا بالتعاون مع بيت العائلة المصرية مبادرة «إنه كوكبنا فلنُحافظ عليه»، ويُشارك فيها د. نظير عيّاد، مفتى الديار المصرية، ومجموعة من طلاب وطالبات المدارس العامة والخاصة والمعاهد الأزهرية، وتتضمَّن عددًا من الأنشطة والفعاليات التوعوية، كالعروض مسرحية، وورش عمل فنية وحرفية، بهدف توعية الطلاب بخطورة التغيُّرات المُناخية، وتدريبهم على تنفيذ أفكارٍ لحماية البيئة. وقال عنها د. نظير عيّاد، مفتى الديار المصرية: إنها تتسق مع روح الشريعة الإسلامية التى أمرتنا أن نُربِّى أبناءنا ونُعلِّمهم كيف يحترمون البيئة التى يعيشون فيها ويُحافظون على مكوناتها، ونهت أن نُسرف فى استخدام مواردها بالشكل الذى يُؤثر عليها سلبًا أو يُسبِّب عجزًا فى هذه الموارد، كما أن ثمرة هذه المبادرة هى الوعى الذى تحقّق لدى طلاب المدارس والمعاهد المُشاركة فى أنشطتها، والذى سيُترجم إلى سلوكٍ بيئىٍّ قويم ومُنضبط. وأضاف أن المبادرة عكست التكامل والتناغم بين المؤسسات الدينية المصرية تحت مظلة المصلحة الوطنية المُشتركة. حوار الأديان ويُؤكد المطران منير أن جهود د. على السمّان، رائد الحوار المسيحى الإسلامى، أثمرت فى صُنع السلام والمزيد من التفاهم بين أتباع الديانات الثلاث، ومن أهم ثمارها وثيقة الأخوَّة الإنسانية التى وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس عام 2019 فى أبوظبى بالإمارات العربية المتحدة. وكان د. على السمّان، أوَّل من نظَّم لقاءً للقادة الدينيين من الديانات الثلاث فى باريس عام 1994، مما ترتب عليه إعدادُ اتفاقيات الحوار بين الأزهر الشريف والفاتيكان ومع الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية فى العالم، ولذلك أطلق المركز جائزة سنوية باسم د. على السمّان، تُمنح لأفضل الأعمال والمُبادرات الأدبية والاجتماعية والثقافية عن الحوار المسيحى الإسلامى، على أن تكون قيمة الجائزة الأولى 50 ألف جنيه، والثانية 30 ألف جنيه، والثالثة 20 ألف جنيه، وأخيرا قرر د. على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير منح الفائزين جوائز قيمتها مائة ألف جنيه. الله واحد ويُواصل المركز تنظيم العديد من الندوات والمُبادرات التى تخدم المجتمع، حيث نظَّم ندوةً بعنوان «المفاهيم المسيحية والإسلامية للعمل الخيرى»، قدّمها المطران جورج سمنر، أسقف أبرشية دالاس الأسقفية فى تكساس بالولايات المتحدةالأمريكية، وبدأت الندوة بتساؤلٍ عن ماذا نتعلَّم من الجار فى الأوقات الصعبة وأوقات السلام، وهدف الندوة هو التعرُّف على كيفية تطوير العلاقات الإسلامية المسيحية، ومساعدة بعضنا البعض فى ظل الظروف المُحيطة بالمنطقة، وكيفية مواجهة الأديان للفقر والاحتياج المجتمعى، وهناك ندوات أخرى: «التنوُّع والتناغم الطائفى». وقال المطران جورج: «إن الاختلاف بين الديانات هو شىء مهم، إذ إنه يقودنا إلى نقاطٍ مُشتركةٍ بيننا مثل اتفاق الديانات المختلفة على أن الله واحد». وأضاف أنه على مدار العصور كان يحدث نقاشات بين المسيحيين والمسلمين والوثنيين، ولكن كان يقف المسيحيون والمسلمون فى نفس الصف لإثبات «إن الله واحد». وأشار إلى أن الديانات المختلفة قد تتشارك فى مفاهيم كثيرة؛ مثل الإدارة الإلهية والنبوَّة، لكن مع الحفاظ على الاختلافات فى فَهم تلك المُعتقدات لدى كل ديانة. قيم التسامح لمناقشة دَور الأديان فى نشر قيم التسامح والاعتدال، ومواجهة الأفكار المتطرفة التى تُهدد الأمن والاستقرار، والعمل على أهمية الحوار بين الأديان لنشر الثقافة الدينية الصحيحة، استقبل د. نظير عيّاد، مفتى الجمهورية، مدير المركز ، لبحث سُبل التعاون المشترك، وأكد المفتى أهمية الحوار البنَّاء بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة. وأشار إلى أن هذا الحوار يسهم فى بناء مجتمعات قوية مُتماسكة، وأوضح أن فتاوى دار الإفتاء حريصة على ذلك. وشدد على أن الإسلام دينُ الرحمة والسلام، وهو يدعو إلى التعاون والتآخى بين الناس، وبناء مجتمع قائم على العدل والمساواة. وبيَّن أن العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد هو واجبٌ دينىٌّ ووطنىٌّ، وأن الفتاوى الرصينة، التى تستند إلى كتاب الله وسُنة رسوله تلعب دورًا حيويًا فى ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمى بين مختلف الأطياف المجتمعية، ويجب على العلماء والمُفتين أن يتحرَّوا الدقَّة والإنصاف فى إصدار الفتاوى، وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه أن يُثير الفتن أو يزيد من الشقاق بين الناس.