span style="font-family:" Arial",sans-serif"الخروج... span style="font-family:" Arial",sans-serif"توارى عن أشيائه الكثيرة المتشابكة كخيوط العنكبوت، التى أحكمت قبضتها عليه حتى أنه لا يفلت بخياله ولا يمكنه أن يحلم.. في غفلة من قدره اختبأ من ذكرياته حتى أفلت منها، وكتم أنفاسه المتسارعة التى كادت أن تشى بفعلته.. أقسم ألا ينظر خلفه وألا يستسلم لأشباحه واستجمع شجاعته وبدا وكأنه يحلم.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"تحدث مع ذاته عن دين الحرية.. ترك لعينيه أن ترنو لأرض جديدة سماؤها بعيدة غير تلك المطبقة عليه.. أغمض جفنيه ليمسك بتلك الصورة الزاهية لهذه الدنيا الجديدة يستحلفها بالبقاء في مخيلته.. فنسيمها ليس كما استنشق من قبل.. لا هو يرفض كل ما كان من قبل.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"رفرفت أحلامه كأنها تكسر قيد الماضى.. الآن علم أنه لم يكن يدين بالحرية فتسلق أسوار هذا القديم، ليحلق بعيدًا عن دنياه، خرج من بلاده ودقات قلبه تعزف ألحانًا جنائزية.. تحفر واديًا عميقًا مليئًا بدموع منهمرة كانت كمداد لسجلات طويلة يسطرها أنين مبحوح.. يترنم بآيات الولع الممزقة المقطع.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"تموج داخله حوارات جدلية عاقر لا تنبئ بأخبار عما حدث.. النهاية أنه هجر قسرًا من وطنه لم يلتفت لنداءات الماضى الموجعة، الطنين ظل عازمًا على المضى مصعرًا رأسه، ولم يذعن لاستغاثات لاحقت أسماعه حتى توارت بالحجاب وصارت كأصداء النواح.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أمسك بتلابيب ذكرياته التى ما سقمت أن تسأله الرجوع، تقسم عليه بآيات الماضى.. تستحلفه بلحظات الصبا الدافئة.. فإذا به يستغشى ثيابه مشرعًا نيته للخروج، ظل يعدو يسبقه ظله وكلما ندرت أنفاسه وضاق صدره وأشرف على الاستسلام؛ أحس بأيادي الحرية تجذبه للأمام، تمسك بأحلامه خشية أن تتبدد فكرة الخروج، كل شيء فيه يحلم بحريته، حتى ذاكرته تتمنى أن تمحى وتكتب من جديد، لم يعد يملك إلا حلم الخروج ليولد من جديد. span style="font-family:" Arial",sans-serif"اقترب الحلم من الأرض.. وعندما لاحت علامات الوجود أرسلت إليه بشائر الميلاد، أبرقت بعينيها ألق التاريخ الجديد.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"فقالت له اكتب اسمك أيها الآتى من بعيد.. هدأت أنفاسه المتوترة، ومدت إليه يدها وأمسك بقلم أقداره.. الآن علم أنه يملكها بحق، هى له وحده، فسطر أول ذكرياته من جديد.. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أنا "مالك".. مالك هذه الدنيا.