لفضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى مقولة خالدة «إذا أردنا أن يكون قرارنا من رأسنا فلا بد أن يكون غذاؤنا من فأسنا»، وهى دعوة صريحة للعمل والإنتاج والزراعة والصناعة لتحقيق الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتى وتوفير العملة الصعبة.. فى الماضى كان إنتاج شركة النصر للسيارات يفى بقدر كبير من احتياجاتنا من السيارات ونادرا ما كنا نرى ذلك الأسطول العجيب من السيارات الفارهة التى يتخطى ثمن الواحدة منها ملايين الجنيهات.. وحسنا فعل الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما أثار هذا الملف المسكوت عنه.. تحدث عن عدد من السلع والمنتجات «الاستفزازية» التى يتم استيرادها من الخارج مطالبا رجال الأعمال بتصنيعها وإنتاجها فى مصر مؤكدا أن ذلك يمثل فرصًا واعدة لرجال الأعمال لتوطين هذه الصناعات فى مصر. الرئيس ذكر أرقاما صادمة لحجم الأموال التى تنفقها مصر لاستيراد سلع استفزازية.. قال: نحن ننفق 25 مليار دولار على استيراد السيارات. وتساءل قائلا: معقول مش قادرين نخلى شركات السيارات تنتج سيارات عندنا تكفى طلبنا فى مصر وتصدر الباقى؟!.. أشار الى أننا ننفق 9 مليارات دولار فى استيراد أجهزة التليفون المحمول وننفق 800 مليون جنيه لاستيراد أدوية يمكن تصنيع الكثير منها فى مصر. العجيب والغريب أننا ننفق حوالى 2 مليار دولار فى استيراد العطور ومزيلات العرق ونستورد جبنة بمليار و200 مليون دولار ونستورد ماء تواليت ب 440 مليون دولار، وحقائب يد الحريمى ب200 مليون، وشيكولاته بمبلغ 400 مليون دولار وتبغ ونيكوتين بنصف مليار دولار وولاعات وكبريت ب 17.5 مليون.. و183 مليون دولار للمكسرات والمياه الغازية، حتى السيراميك بلغت فاتورة استيراده 235 مليون دولار وورق الفويل ب 500 مليون دولار!! تساءل الرئيس مندهشا: ليه نستورد ورق الفويل وليه ما نصنعوش؟! هل فشلنا فى تصنيع الجبنة وهذه المنتجات، وبعد كده بتلومونى وتقولوا الدولار غِلى ليه؟ الناس تستسهل وبدل ما تنتج وتصنع هذه السلع فى مصر وتدخل فى متاهات مع الأرض والتمويل ونقل التكنولوجيا من الخارج تقول نشتريها أسهل!! الرئيس أكد أنه لم يطالب بإغلاق البلد أمام الاستيراد حتى لا يفهم كلامه خطأ بل يطالب بقصر الاستيراد على السلع الضرورية التى لا يمكن إنتاجها فى مصر .