لقد حقق جيل أكتوبر العظيم النصر، ورفع راية الوطن على ترابه المقدس، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، حين عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة، فى السادس من أكتوبر عام 1973، إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، لاستعادة أغلى بقعة فى الوطن، وهى سيناء، واستعاد المصريون الأرض، واستعادوا معها كرامتهم واحترام للعالم، حيث كانت وستكون حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة فى تاريخ العسكرية المصرية العريقة فقد قدر الله لنا قيادات عسكرية كتب لها أن تكون مفتاحا لنصر مبين وحق علينا اليوم أن نتذكر وجوهم ونفتخر بهم. أحمد إسماعيل..«مشير النصر» وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة، فى حرب أكتوبر 73، الذى شهد مرحلة التخطيط للحرب، وإدارة عملياتها، تخرج فى أكاديمية فرونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتى، حاملا أعلى درجات العلوم العسكرية، ليشارك فى جميع الحروب الحديثة التى خاضتها مصر، بدءا من الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين، ثم العدوان الثلاثى فى 1956، وحرب 67، وما تلاها من حرب الاستنزاف، ليتوج مسيرته العسكرية بنصر أكتوبر 73، بعدما قادته خبراته العلمية والعملية لقيادة القوات المسلحة المصرية فى تلك الفترة الحاسمة من عمر الوطن، فاستحق أن يكون أحد أبطالها العظماء. الجمسى.. الجنرال المخيف ترأس هيئة العمليات، بالقوات المسلحة، فى يناير 72، فى أثناء التخطيط والإعداد لحرب أكتوبر 73، كما تولى إدارة المخابرات الحربية فى فترة التحضير للحرب، وتولى رئاسة الأركان خلال أحداث حرب أكتوبر، تخرج فى أكاديمية فرونزا بالاتحاد السوفيتى، واشترك فى الحرب العالمية الثانية، والعدوان الثلاثى، وحرب 67، والاستنزاف، ثم فى حرب أكتوبر 73، التى شارك فيها بالتخطيط النهائى للخطة جرانيت، للهجوم واقتحام خط بارليف، وكان رئيسًا للوفد المصرى فى المفاوضات العسكرية مع إسرائيل فى نهاية حرب أكتوبر، فكان نجمًا ووجهًا لامعًا فى سماء الوطن وقالت عنه جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل خلال حرب أكتوبر، إنه الجنرال النحيف المخيف. محمد على فهمى.. بطل المستحيل أول قائد لقوات الدفاع الجوى الذى كلفه الرئيس عبدالناصر بتأسيسها وتولى قيادتها فى فترة حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر.. ستظل مصر وقواتها المسلحة تدين له بالفضل، لإنشاء حائط الصواريخ الذى منع القوات الجوية الإسرائيلية من الاقتراب، من القناة، لمسافة 15 كم، وهو ما كان مفتاح النصر فى حرب أكتوبر، وقال الفريق محمد على فهمى، فى تصريح له «فى 30 يونيو 1970 استطعنا أن نحقق أكبر إنجازاتنا وأكثرها مدعاة لفخرنا، فاعتبارا من ذلك التاريخ، برزت إلى الوجود شبكة الصواريخ المصرية التى فاقت شهرتها كل حد». كمال حسن على.. صاحب أخطر تكليف محارب عسكرى ومفاوض سياسى من الطراز الأول.. جميع الوظائف التى تولاها تشهد له بالتميز والشجاعة والحسم. فى يوليو 1972 عُين مديراً لسلاح المدرعات، حيث تسلم أخطر تكليف فى حياته للاستعداد للحرب وهو قيادة منظومة الدبابات المصرية فى حرب أكتوبر 1973 وقد برع فيها مع زملائه بشهادة كل الخبراء وبعد إنهاء الحرب والخوض فى خطوات السلام يتم تعيينه مساعدًا لوزير الحربية فى مايو 1975 ولم يمض شهور قليلة حتى عُين مديرًا للمخابرات العامة ثم وزيرًا للدفاع. محمد الماحى.. الصامت المهيب قائد محنك قام بوضع خطة أكبر تمهيد نيرانى بالمدفعية فى تاريخ الحروب على مستوى العالم عاونه فيها العميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث والعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية فى الجيش الثانى ترقى إلى رتبة الفريق فى 1974 وصفه الرئيس السادات فى مذكراته بأنه رجل رهيب كمدفعيته حيث إنه كان يتميز بالهدوء والدقة الشديدة. عبد المنعم واصل.. بطل أذهل العدو قائد الجيش الثالث الميدانى فى حرب أكتوبر، نفذ مشروع فيما عرف «بمشروع الربيع»، وتحول المشروع من مجرد تدريب إلى حرب حقيقية، فتم تجهيز القوارب التى كانت ستستخدم فى عملية العبور وتم دفعها إلى الساتر الترابى.. وأثناء عبور القوات الرئيسية لقناة السويس واجهت صعوبات كبيرة فى إنشاء كبارى الجيش الثالث الميدانى، إلا أن الفريق عبد المنعم واصل كان يشجع رجال المهندسين العسكريين وحثهم على سرعة الانتهاء وقد أقيمت جميع الكبارى وعبرت جميع القوات وسط ذهول الإسرائيليين.. وحصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى كذلك وسام نجمة الشرف العسكرية . فؤاد ذكرى.. أسد البحار أول قائد مصرى للبحرية يقود أسطولها الحربى فى حرب حقيقية ويحقق انتصارًا تاريخيًا منذ عصر إبراهيم باشا أمير البحرية الأسبق.. هو صاحب الضربة البحرية الأولى فى حرب أكتوبر التى أذهلت الخبراء العسكريين فى العالم كله، وكانت إشارة النصر فى حرب أكتوبر بعد أن حاصر مضيق باب المندب، وكذلك نجح فى تضييق الخناق على الملاحة الإسرائيلية فى البحر المتوسط مما أجبر القيادة الإسرائيلية على إصدار تعليماتها لسفنها بالابتعاد عن ساحة المعركة، وأفشل ودّمر وأوقف قدرات أسطولها البحري، وجعل إسرائيل محاصرة بحريًا وحرمها من الإمدادات طوال الحرب حتى لقب عن جدارة بلقب «أسد البحار». عبد رب النبى حافظ.. بالحب تصنع المستحيل أحد القادة العظام كان قائد الفرقة 16 مشاة ميكانيكى، وكانت فرقته ضمن أحد 5 فرق عبرت القناة لتخوض قتالًا ضاريًا وقامت تلك الفرقة بالعديد من المعارك.. وكانت له كلمة يرددها قائلا «بالقانون تستطيع أن تحصل على الواجب وبالحب تستطيع أن تحصل على المستحيل» وهذا ما حدث فى نصر أكتوبر لقد حاولت قوات شارون بكل عتادها وبكل أسلحتها الأمريكية الحديثة التى جاءتها عبر الجسر الجوى أن تزحزح مواقع الفرقة 16 مشاة التى كان يقودها الفريق عبد رب النبى حافظ دون جدوى، قصف جوى متواصل، قصف مدفعى لا ينقطع، ومظلليين، خاصة على الكتيبة 16 مشاة التى كان يقودها المقدم حسين طنطاوى دون أن يتزحزح هؤلاء الأبطال، كانت أسوأ ليلة مرت بشارون وفرقته فى موقعة «المزرعة الصينية»، التى هاجمها أرائيل شارون 4 مرات بالمدرعات ولم تتمكّن القوات الإسرائيلية من التقدم، والتى اعتبرت أكبر معركة دبابات منذ الحرب العالمية الثانية. عبد المنعم خليل..مصر أولًا قائد الجيش الثانى فى حرب أكتوبر 1973، الذى تولى قيادته عقب تعرض اللواء سعد مأمون لأزمة قلبية.. ويعد الفريق عبد المنعم خليل أحد قادة الجيش المصرى العظام واستطاع أن يخلد سيرته العظيمة عبر مشاركته الكبيرة فى كل حروب مصر كما واجه الإسرائيليين فى معركة ثغرة الدفرسوار، قد رحل عن عالمنا فى فبراير 2022 ونعاه الرئيس السيسى ليصبح آخر قادة حرب أكتوبر الراحلين وهو صاحب شعار «مصر أولًا» التى تتزين بها الكثير من الوحدات العسكرية حتى اليوم. سعد الشاذلى..رومل العرب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 73، وصاحب توجيه «41» الذى شمل تفاصيل عبور الجنود والقوات قناة السويس فى 12 موجة، واقتحام خط بارليف، شارك الشاذلى فى الحرب العالمية الثانية، وفى حرب فلسطين عام 48، ثم أسس سلاح المظلات فى مصر، وأصبح قائد القوات الخاصة الصاعقة والمظلات، وكان قائدا لأول وحدة مصرية للأمم المتحدة فى الكونغو. فى حرب 67 أصدرت القيادة العامة قرارًا بتكوين مجموعة خاصة، تحمل اسمه، فكانت الوحدة الوحيدة التى عادت من سيناء بكامل أسلحتها، حصل على بعثة متقدمة من الولاياتالمتحدة عام 1953، وأول مَن حصل على فرقة رينجرز من أمريكا، وقد لقبه البعض برومل العرب، نسبة لدهاء القائد العسكرى الألمانى أثناء الحرب العالمية الثانية إرفين رومل. حسنى مبارك.. الضربة الجوية قائد القوات الجوية فى حرب 73، ويعود الفضل له فى تخطيط وإدارة ونجاح عمليات القتال الجوى فيها، بعدما نجح، فى أثناء إدارته للكلية الجوية فى تخريج دفعات من الضباط، لتعويض النقص العددى بين صفوفهم، بعد هزيمة 67، وفى أثناء حرب الاستنزاف، شارك فى حروب العدوان الثلاثى، وثورة اليمن، وحرب 67، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 73، نفذ مع طياريه العديد من المعارك الجوية المميزة ضد العدو الإسرائيلي. سعد مأمون..أستاذ المدرعات أستاذ المدرعات كما أطلق عليه وعند بدء حرب أكتوبر تولى قيادة أكبر جيش ميدانى مصرى وهو الجيش الثانى وقد تمكنت قواته من تنفيذ خطة اقتحام قناة السويس وإقامة الكبارى التى عبرت إليها الدبابات والأسلحة والمعدات الثقيلة إلى الشاطئ الشرقى للقناة تنفيذا مثاليا، كما قامت باجتياح خط بارليف وإنشاء ثلاثة رؤوس كبار، على الضفة الشرقية للقناة، وصد جميع الهجمات وخلال يومى 8 و9 أكتوبر دمرت قوات الجيش الثانى على طول المواجهة من القنطرة إلى الفردان إلى الإسماعيلية شرق، القوات المدرعة الإسرائيلية التى قامت بالهجوم الصاد التعبوى الذى شنته القيادة الجنوبية، الذى كانت تهدف منه إلى تدمير رؤوس الكبارى المصرية شرق القناة والعبور على الكبارى المصرية فى منطقة الفردان إلى الضفة الغربية للقناة وحصل مأمون على 22 وسامًا منها نجمة سيناء . طنطاوى..بطل أصعب الأوقات أحد قادة القوات المسلحة الأفذاذ الذي قضى أكثر من نصف قرن في خدمة الوطن، خاض العديد من المعارك، من أجل أن يعبر بمصر إلى بر الأمان، المشير محمد حسين طنطاوي بطل أصعب الأوقات خاض 4 حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، وفى حرب أكتوبر كان قائدا للكتيبة 16 مشاة، كما كان قائدًا أيضًا فى معركة السياسة من أجل حماية مصر من مؤامرة التقسيم والتفتيت بعد أحداث 25 يناير 2011 ...قاد«طنطاوي» واحدة من أهم وأخطر المعارك خلال حرب أكتوبر 1973، أثناء قيادته الكتيبة 16 من الفرقة 16 مشاة، وكان وقتها برتبة مقدم وبحسب خبراء عسكريون فإن ذكاء وتخطيط القائد طنطاوى يكمن في ما حدث عندما هاجمته مدرعات العدو، وكان رد فعله حينها لم يكشف أوراقه، وقرر التحلى بالصبر، وكتم أنفاسه حتى آخر لحظة وحبس نيران مدفعيته لحين معاينة وتقدير القوة المعادية على الطبيعة، وفى اللحظة المناسبة انطلقت نيران أسلحته وقذائف مدفعيته،وانطلق رجال كتيبته على مدرعات ومجنزرات العدو، وفشل هجوم العدو فى الوصول للقناة، وقد حصل بعد الحرب على نوط الشجاعة العسكري كما صدر قرار جمهوري بنهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي.