التنمية المحلية تتلقى تقريرًا حول نتائج المرور الميداني على 10 مراكز تكنولوجية في قنا    رشوة أوروبية في ملفي الهجرة وغزة.. أبرز نتائج زيارة المنقلب السيسي إلى بلجيكا    استشهاد طفل بنابلس، والاحتلال يقتحم طوباس بالضفة الغربية    أحمد حجازي يقود نيوم ضد الخليج بالدوري السعودي    أحياها محمد ثروت ومروة ناجي.. ليلة في حب حليم ووردة بمسرح النافورة    جديد سعر الدولار اليوم وأسعار العملات أمام الجنيه    مصطفى البرغوثي: الموقف المصري أفشل أخطر مؤامرة ضد الشعب الفلسطيني    الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين: نجاح الجهود المصرية بتثبيت وقف النار إنجاز كبير    انخفاض جماعي في أسعار الفراخ والبيض اليوم 24 أكتوبر    طقس اليوم الجمعة.. تنبيه لتغيرات مفاجئة    تعرف على الحالة المرورية اليوم    موعد تطبيق التوقيت الشتوي في مصر 2025.. تعرف على تفاصيل تغيير الساعة وخطوات ضبطها    هنادي مهنا: «أوسكار عودة الماموث» يصعب تصنيفه وصورناه خلال 3 سنوات بنفس الملابس    فردوس عبدالحميد: كنت خجولة طول عمري والقدر قادني لدخول عالم التمثيل    محمد ثروت: «القلب يعشق كل جميل» غيّرت نظرتي للفن.. والأبنودي الأقرب إلى قلبي و50% من أعمالي معه    التفاصيل الكاملة ل اللوتري الأمريكي 2025 (الشروط ومن يحق له التقديم)    قاذفات «بي-1» الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    سعر الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات الأجنبية اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    برعاية النائب العام الليبي، معرض النيابة العامة الدولي للكتاب ينظم مسابقة محاكاة جلسات المحاكم    استخراج جثة متوفي من داخل سيارة اشتعلت بها النيران بطريق السويس الصحراوى.. صور    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    الاتحاد الأوروبي يسعى لدور أكبر في غزة والضفة بعد اتفاق وقف إطلاق النار    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    «مش بيكشفوا أوراقهم بسهولة».. رجال 5 أبراج بيميلوا للغموض والكتمان    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    سيلتا فيجو يفوز على نيس 2-1 فى الدورى الأوروبى    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    مدرب بيراميدز يتغنى بحسام حسن ويرشح 3 نجوم للاحتراف في أوروبا    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    رئيسة معهد لاهوتي: نُعدّ قادةً لخدمة كنيسة تتغير في عالمٍ متحول    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الأخبار» تحاور أبطال معارك تدمير حصون بارليف المنيعة
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 05 - 10 - 2024

وصف العالم حرب أكتوبر المجيدة بالإعجاز العسكرى لتغلبها على أعظم مانع دفاعى مُركب من قناة مائية عرضها لا يقل عن 100م وعمقها من 50 إلى 60 قدمًا وساتر ترابى على جانبها الشرقى بارتفاع يصل إلى 20 مترًا بزاوية حادة على سطح الماء، بالإضافة إلى الألغام والموانع الصناعية والدشم ونقاط الخط الدفاعى الحصين المدعومة بالصواريخ بأنواعها والمدفعية.
كما رفع الخبراء والمحللون العسكريون معارك دك حصون بارليف إلى مرتبة المرجع التاريخى العسكرى لأنها بُنيت على فكر وتخطيط عسكرى وسياسى عظيم أثر فى الفكر الاستراتيجى العالمى فيما بعد، حيث اتخذت مصر من العلوم الاستراتيجية الحديثة وخبرة الحروب والمعارك فى الحرب العالمية الثانية منهاجًا للإعداد والتحضير والتنفيذ، وكانت عناصر قوى الدولة الشاملة حاضرة أمام المخططين لها فكانت النتيجة المبهرة.
اقرأ أيضًا | السادات.. فيلسوف المعركة العبقرى
تحطيم واحد من أكبر الخطوط العسكرية الدفاعية فى تاريخ المعارك العسكرية.. ولم يكن يخطر ببال قادة إسرائيل أن المصريين يمكنهم تدمير هذا الخط الحصين أو تجاوزه، بل إن بعض القادة العسكريين الغربيين درسوا تحصينات «خط بارليف» والمانع المائى أمامه «قناة السويس» وقالوا: إنه أقوى من خط «ماجينو» الذى بناه الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى وأنه يحتاج لسلاح المهندسين العسكريين الروسى والأمريكى معًا لعبوره أو لقنبلة نووية.. هذا المانع بالفعل كان الأقوى تحصينًا على الإطلاق.. «خط بارليف» ضم 22 موقعًا دفاعيًا و26 نقطة حصينة.. وتعتبر كل نقطة حصينة به بمثابة منشأة هندسية معقدة تتكون من عدة طوابق وتغوص فى باطن الأرض.. وكل نقطة مجهزة بما يمكنها من تحقيق الدفاع الدائرى إذا ما سقط أى جزء من الأجزاء المجاورة.. وكانت الأولوية عند بداية المعركة هى الاستيلاء على أهم النقاط الحصينة والمواقع الدفاعية وتدميرها.. وهنا جرت وقائع معارك ملحمية وبطولات خارقة وأعمال فدائية يرويها الأبطال الأحياء منهم ل «الأخبار» حول كل معركة وقعت لتدمير، الذين ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم.
رضوى الصالحى
«رأس الأفعى» المدمرة :سقوط «تبة الشجرة» فى 25 دقيقة
واحدة من أشهر المعارك فى حرب أكتوبر، وشاهدة على بطولات الجيش المصرى وتضحياته، هى «تبة الشجرة»، إحدى قلاع خط بارليف المنيع التى لا تزال تحتفظ بجدرانها وغرف عملياتها كمزار عسكرى سياحى شاهد على قهر إسرائيل التى ظنت أنها قوة لا تُقهر وحول تلك المعركة المجيدة.. التقت «الأخبار» باللواء محمد عبد القادر أحد ضباط الكتيبة 12مشاة التى كُلفت بمهمة اقتحام موقع تبة الشجرة.. ويقول: فى ذلك الموقع ضحى العشرات من أبطالنا بأرواحهم لتحرير تلك النقطة الحصينة من أهمها: حصن «رأس الأفعى المدمرة» الاسم الإسرائيلى للموقع لأنه يتحكم فى 8 نقاط حصينة أخرى.. ويعتبر المقر الرئيسى للتحكم فى الاتصالات والإشارات ومركز قيادى، هذا بالإضافة لاستغلال ميزة الموقع لارتفاعه 74مترًا عن سطح البحر، فى مراقبة الضفة الغربية للقناة ورصد تحركات الجيش المصرى، واتخاذها كمقر مرتفع تتمكن منه من قصف مواقع وتمركزات للجيش المصرى على طول شط القناة الغربى. كما أشار إلى أنه تم إعادة تسميته بتبة الشجرة لأن التصوير الجوى للموقع أظهر أنه يشبه شجرة تتحكم فى مواقع حصينة بطول خط بارليف من منطقة البلاح شمالًا إلى الدفرسوار جنوبًا. وأضاف اللواء عبد القادر: أنه رغم التحصينات المنيعة، أصرت القيادة المصرية على تدمير حصن رأس الأفعى، بإعطاء الأمر للكتيبة 12 مشاة مكونة من 45 فرد مشاة مدعمة ب10دبابات للاستيلاء على الموقع. وعن تصميم موقع «الأفعى المدمرة الإسرائيلى» تحت الأرض، أكد عبد القادر: أن النقطة الحصينة بُنيت بطريقة هندسية يصعبُ تدميرها، عن طريق بناء خمسة طوابق مبنية بصخور ذات أحجام كبيرة، مترابطة بمجموعة من الأسلاك، مما يصعب على أى طيار مصرى رصد أى ملامح له، ومحاط بالألغام لتحصينه من جميع الاتجاهات بدرجة 360، وأشار إلى أنه مكون من خندقين كبيرين، على شكل حرف «u»، متفرعة منه غرف التحكم والإدارة والسيطرة على الاحتياطيات الإسرائيلية، فيضم الخندق الأول غرفة لضباط الأمن، وغرفة لضابط مخابرات، وثالثة لاستقبال الاتصالات والإشارات الواردة من النقط الحصينة على خط بارليف، أما الخندق الثانى فيتكون من غرف «مبيت» للضباط، ومطبخ لتحضير الطعام، وعيادة طبية، ووضعت إسرائيل حواجز أسفنجية بين الجدران، حتى يكون هناك عزل للصوت بين الغرف. وأكد عبد القادر أنه على الرغم من كل تلك التحصينات الضخمة والمعقدة، إلا أن أفراد الكتيبة المصرية تمكنوا من إبطال مفعولها عبر المجسات التى استخدمها الأفراد المدربون أو عبر الصواريخ وسلاح المدفعية، وأشار عبد القادر إلى أنه تم التحرك ليلًا، بعد ما تم تقسيم الكتيبة إلى 9 فصائل كل فصيلة عليها مهمة، فصائل للهجوم المباشر وأخرى للتأمين وتوزيعهم ميمنة وميسرة، وخلال 25دقيقة تم السيطرة عليها، وأجبرنا العدو على الاستسلام رافعين أيديهم معلنين عن خيبتهم، بينما خرجنا نحن بغنائم الحرب ومنها: الاستيلاء على أسلحة ومعدات صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى أسرنا نصف قوة سرية المشاة الإسرائيلى التى كان قوامها 150فردًا، وأكد أن العدو الإسرائيلى حاول استعادة الموقع مرة أخرى اليوم التالى وذلك بتمهيد نيرانى من قواته الجوية والمدفعية ودفع كتيبة دبابات، إلا أنهم فشلوا فى ذلك وتُوجت المعركة بأسر قائد لواء الدبابات «عساف ياجورى».
محمد فايد
جبل الشيطان 26 رجلًا احتلوه فى 4 ساعات
جبل المر كان كالقلعة الحصينة، احتله العدو وتمركز فيه ليصب منه نيرانه على مدينة السويس، ولكنه لم يصمد أمام الجندى المصرى، وفى أربع ساعاتٍ فقط من صدور الأوامر باقتحام الجبل كان العلم المصرى يرفرف فوقه ليتحول اسمه من جبل المر الى جبل الفاتح على اسم اللواء الفاتح كريم الذى قاد اقتحام الجبل.. اللواء أ.ح. محمد فكرى، من سلاح المشاة، أحد الأبطال الذين شاركوا فى معركة «جبل المر» حدثنا عن ذكرياته مع هذه المعركة المهمة قائلاً: «كان جبل المر يبلغ ارتفاعه 117 مترًا وطوله حوالى 8 كيلو مترات ويُعتبر من الموانع الطبيعية، حيث تحيط به الغرود الرملية التى يتراوح عمقها من 1-2 كم بجميع الاتجاهات، ونتيجة لسهولة المراقبة من أعلى الجبل لمعظم تحركاتنا تمكن العدو من الحصول على معلوماتٍ عن قواتنا، وكانت قوات العدو التى تحتل الموقع عبارة عن 2 سرية دبابات، سرية مشاة ميكانيكية، 2 سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، بطارية مدفعية 25 رطلًا، كتيبة مدفعية 155 مم ذاتية الحركة.. وبعد اقتحام القناة وجدنا أنفسنا أمام الدبابات التى توجه ضرباتٍ من بعيد، وبالتالى جهزنا الصواريخ المضادة للدبابات وكانت تشتبك على مسافة 2 و3 كيلو من الدبابات وتدمرها، فحدث نوع من التماسك للقوات خلال مرحلة صد الهجمات المضادة، وطورنا الهجوم إلى أن وصلنا لمعركة جبل المر.. وأوضح: كنا أول لواء يتحرك كمقدمة على مستوى الجيش الثالث بقيادة اللواء محمد الفاتح كريم، واستطعنا الوصول إلى جبل المر، ونجحت مجموعة من 26 مقاتلًا فقط فى تنفيذ المهمة.. وكشف عن أن البطولة كانت لقائد اللواء عندما ترك مركز القيادة وترجل على قدميه ليشارك فى الهجوم وأشعل حماس المقاتلين وحدثت المعجزة وكان اللواء الفاتح بحق بطلًا لا يُنسى، وأصيب العدو بالذعر فى هذه اللحظة وتركوا الدبابات والمدفعية الجنزير وهربوا، وقد حاول العدو السيطرة على «جبل المر» وفشل وكانت تلك بحق معركة معجزة.. وعلى الفور تم تغيير اسم الجبل من المر الى جبل الفاتح ليحمل اسم بطل تلك الموقعة.
إسلام الراجحى
مهمة مستحيلة «عيون موسى» ومدافع «أبو جاموس» الرهيبة
كانت بمثابة قلعة للمدافع الإسرائيلية الموجهة نحو مدينة السويس حيث تم وضعها داخل دشم خرسانية، تم بناؤها تحت الأرض من الحجارة وقضبان السكك الحديدية التى كانت تربط مصر بفلسطين عن طريق سيناء. لتقوم القوات الإسرائيلية بوضع مدافعها فى داخلها فى مأمن ويقومون بإخراجها بطريقة ميكانيكية لتطلق قذائفها البعيدة لنحو 30 كيلو مترًا وتصيب أهدافها بدقة داخل سيناء وخارجها وفى داخل مدن القناة، ثم تعود أدراجها مرة أخرى إلى داخل التبة الخرسانية..بهذه الكلمات بدأ البطل محمد طه حديثه عن معركة تدمير النقطة الحصينة بمنطقة عيون موسى.. وأضاف قامت القوات الإسرائيلية بتأمين تلك النقطة على أعلى مستوى، من خلال مدافع مضادة للطائرات، وتحصينات شديدة وألغام أرضية مضادة للدبابات وأفراد يحيطون بالموقع، مما دفعنا لإلقاء أنفسنا على تلك الألغام لكى تعبر القوات تجاه النقطة التى استسلمت من المفاجأة التى قام بها الجيش المصرى.. لذلك تعد معركة تدمير حصن «عيون موسى» من أهم المواقع التى تروى تفاصيل مهمة مستحيلة لموقعة باسلة خاضها أبطال الجيش المصرى. وأضاف أن الموقع كان يضم مدافع ضخمة يصل مداها إلى 30 كيلو وكان يستخدمها الجيش الإسرائيلى فى تدمير مدينة السويس وأطلق عليها شعب السويس اسم مدافع «أبو جاموس» هو مدفع فرنسى ضخم عيار 155 ملم يرتكز على أربع عجلات، ويحتاج ل 8 جنود لتشغيله، وكان اقتحام تلك النقطة من المهام المستحيلة.. وكان من أولى المهام الموكلة لنا بعد العبور هى: الاستيلاء على هذه النقطة الحصينة وإسكات هذه المدافع للأبد.. ومع ذلك كانت مهمة اقتحامه من المستحيلات.. الموقع شهد قصص تضحية وفداء للفرقة 19 مشاة بقيادة العميد يوسف عفيفى الذى صدرت له الأوامر يوم 9 أكتوبر بالقتال بالاستيلاء عليه.. وبالفعل تم الاستيلاء على الموقع بعد معركة عنيفة وقام أحد جنودنا الأبطال بإلقاء نفسه فى المقدمة ليتلقى الرصاصات والقذائف الإسرائيلية كتمويه لينجح زملاؤه بالمرور ونجحوا بالصمود 134 يوماً بلا إمدادات أو مؤن لحماية الموقع، وحماية النصر الذى حققوه.
لقد استخدم الإسرائيليون أسلحة محرمة دوليًا كانت تُستخدم ضد الجنود والمدنيين.. وعُثر بداخله على أول صورة.. ورغم كل التحصينات التى تتمتع بها تلك النقطة، فإن 3 مجموعات قتال نجحت يوم 9 أكتوبر 1973 فى السيطرة على النقطة، لتأمين الهيئات ذات الأهمية التكتيكية والحيوية حوله، بعدما انسحبت منها القوات الإسرائيلية، تاركة وراءها الموقع بكامل أسلحته ومعداته.. وأشار إلى انه على مدار أيام، حاول الجيش الإسرائيلى شن هجوم مضاد لاستعادة النقطة بضربات الطيران، ونجحت قواتنا فى صد كل تلك الهجمات بنجاح. وأصبح الموقع الآن مزارًا سياحيًا يستقبل الرحلات والزوار الذين يلتقطون به الصور وصور «السيلفي» مع مجسمات للقادة بالزى العسكرى الإسرائيلى، ومع المدافع والأسلحة.
أحمد مصطفى
«الصورة المحظورة» :اللواء معتز الشرقاوى: «بور توفيق» اسقط غرور العدو الإسرائيلى
سلاح الصاعقة تحمل العديد من المهام الصعبة، التى وصل بعضها إلى درجة الاستحالة خاصة خلال تدمير نقاط بارليف الحصينة.. ويقول اللواء معتز الشرقاوى، أحد أبطال الصاعقة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر: إن هناك العديد من المواقف التى ما زالت عالقة فى ذهنه والتى من بينها: حصول قوات الصاعقة المصرية أثناء اقتحامها النقطة الحصينة بلسان بورتوفيق على 37 أسيرًا إسرائيليًا، الذين استسلموا من خلال إنزال العلم الإسرائيلى على الأرض، ورفع العلم المصرى مؤدين التحية فكان المشهد يعكس مدى الذل الواقع عليهم آنذاك.
وأضاف: أنه تم اقتحام قناة السويس بواسطة قوات الصاعقة المصرية من خلال النقطة القوية فى لسان بورتوفيق، التى كانت نقطة منفصلة وبعيدة عن النقاط ال 30 الأخرى القوية؛ مما جعل هذه النقطة تتميز بالاكتفاء الذاتى من الذخيرة سواء الأسلحة، أو الدبابات، أو المدافع، أو الغذاء والمياه، بالإضافة إلى توافر الملاجئ التى تحمى من ضربات المدفعية.
وتمكنت قوات الصاعقة من الحصول على 37 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم 7 ضباط، وقام قائد الحصن الإسرائيلى بتأدية التحية العسكرية للقائد المصرى أمام كاميرات المصورين بوكالات الأنباء العالمية لتصبح تلك أشهر صورة أسقطت غرور العدو الذى لا يُقهر.. وأضاف أن تلك الصورة حظرت اسرائيل نشرها لعدة سنوات.
ويصف «جرانفيل واتس» أحد المراسلين الحربيين لحظة استسلام نقطة لسان بورتوفيق، قائلاً: «رأينا آخر موقع إسرائيلى مُحصن يعلن استسلامه تحت إشراف الصليب الأحمر، لقد شاهدت العديد من الجنود الإسرائيليين يخرجون من خنادقهم ودشمهم، بينما ارتفع العلم المصرى وبجانبه علم الصليب الأحمر على الموقع الإسرائيلى، وكان أول إسرائيلى نقلوه بالقوارب إلى الضفة الغربية هو قائد الموقع، وقد استسلم 37 أسيرًا، بخلاف القتلى والجرحى ومنهم 5 ضباط قتلى»، ويعلق: «واصل» على طلب قائد الحصن الإسرائيلى فى بورتوفيق التسليم عن طريق الصليب الأحمر، قائلًا: «كان توقع الحصن أن قوات الصاعقة المصرية ستنتقم منهم شر انتقام فى حالة التسليم لهم، ولذلك طلبوا التسليم تحت إشراف الصليب الأحمر».
اللواء سمير فرج: أسير إسرائيلى كشف مخطط «بارليف»
أكد اللواء دكتور سمير فرج مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، من أبطال الاستنزاف وأكتوبر، أن المصريين لم يكن ليستطيعوا عبور خط بارليف ولو ب 100 طن ديناميت، وأضاف: دائماً ما كان الخبير الروسى يؤكد لنا أن خط بارليف يحتاج إلى قنبلة ذرية لعبوره، ومر عام كامل ولا نعلم شيئًا عما تحويه النقاط الحصينة ببارليف، فقررنا نصب كمين يعبر سيناء للقبض على حافلة أو لورى، وبالفعل عبر الجنود لتنفيذ العملية وكانت توجد طيارة مروحية واحدة تطير على بعد 10 أمتار لمسح الطريق صباحًا.
وكان الجنود يرتدون خف الجمل حتى لا يتركوا أثرًا وراءهم، ولم تكتشف الطائرة الجنود، وبعدها تم الهجوم على لورى، وبعد إصابة السائق وإيقاف اللورى، تكشف لنا أن الأسير يحمل التموين، فكانت العربة محملة بزجاجات البيرة والمياه الغازية، وشعرنا بالإحباط وقتها، ولكن بعد يوم اكتشفنا أنه أغلى أسير تم الحصول عليه، لأن معه المخطط الورقى الذى يوضح تماماً ما يوجد على الخط كاملًا وأسماء القادة مدونًا أمامها المنتجات القادمة إليهم، وبعدها بأسبوع أنُزلت الخرائط بأسماء القادة. بعدها جلس معنا الفريق سعد الشاذلى لمدة يومين من 9 صباحًا حتى الساعة 5 مساءً، شرح لنا الخطة، وكان عددنا 150 ضابطًا من المدفعية والمشاة والطيران والمدرعات ناقشنا الخطة كاملة (التوجيه 41)، وكيفية العبور ب 12 موجة والقوارب وصنع سترات للعساكر، لأن العسكرى سيعبر بالسترة ومعه المياه والذخيرة والطعام، ويمكث يومين حتى تعبر السيارات وإنشاء الكبارى.. ويقول: إن «جميع مراكز الدراسات الاستراتيجية، والكليات والمعاهد العسكرية، ما زالت تؤكد أن ما قدمته هذه الحرب، فى العلم العسكرى الحديث، هو بالفعل، الركيزة الأساسية لعمليات التطوير فى مجالات التسليح، والتنظيم، والتكتيكات، وأساليب القتال».
بهاء المهدى
اللواء طيار حسن راشد: بارليف كان «عمارة» 4 أدوار وأغرقنا نصف مليار دولار فى المياه
أكد اللواء أ.ح طيار حسن راشد أن استعادة الشخصية المصرية مرة أخرى جاء بعد نكسة 67 بأيام قليلة، حيث قامت القوات المسلحة بمعركة استعادة الكرامة والروح المعنوية للجنود عبر معركة رأس العش، حدثت بالقرب من ضاحية بورفؤاد، حين حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلالها، لكن قوة من الصاعقة المصرية نجحت فى صد الاعتداء الإسرائيلى.. كما قامت القوات الجوية فى 14 يوليو، بتوجيه ضربات جوية فى سيناء فى رسالة إننا لن نترك الأرض لهم، وتلك الضربات أدت إلى رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة والشعب المصري، وأثبتت أن الطيار المصرى عندما يُتاح له التدريب والتخطيط يمكنه أن يؤدى أفضل أداء.
وأشار إلى أنه فى 5 يونيو 1967 كان طالبًا فى الكلية الجوية، وقامت قوات العدو الجوية بضرب طائرات التدريب التى كنا سوف نتدرب عليها صباح ذلك اليوم، فى مشهد لم يُمحِ من ذاكرتي، وكان دافعاً للانتقام ورد الكرامة مرة أخرى.
ويضيف: «كان لدينا عباقرة قاموا بالتخطيط، لحرب أكتوبر، من اختيار اليوم والتوقيت بعد دراسات كثيرة ومضنية، فكان مشهد عبور ال 220 طائرة فى الضربة الجوية الأولى معاً أعلى قناة السويس وكيفية التغلب على الساتر الترابى، حيث تمكن الجندى المصرى من التغلب على خط بارليف المنيع والذى تكلف بنائه حوالى نصف مليار دولار بواسطة مدافع المياه التى أغرقته فى القناة.
فى عام 1972 كنت فى مطار الصالحية وذهبت للجبهة، لمشاهدة المناطق التى سوف نعبر منها إلى سيناء.. هالنى مشهد خط بارليف من على الأرض، فهو «عمارة 4 أدوار»، ومطلوب من القوات البرية عبور القناة، وصعود خط بارليف، بالشدة الكاملة ذات وزن 40 كيلو ويحمل RBG، بالإضافة إلى النابالم، ولكن الفرد المقاتل المصرى أثبت أنه لا توجد كلمة مستحيل فى قاموسه.
وأضاف: أنه كل فترة كان يتم الإعداد للطلعة الجوية «الضربة الأولى» فى المطار الذى كنت متواجدًا فيه، ومحدد المهمة وفق خرائط معينة لضرب أهداف للعدو، على ارتفاعاتٍ منخفضة، وفى يوم السادس من أكتوبر كان التلقين والتدريب كأى يوم عادى، ولكننا فوجئنا بقائد المطار يعطى إشارة بالعبور، وعلت صيحاتنا فى الطائرات «الله أكبر».. وبالفعل أقلعت ال 220 طائرة مختلفة الطرازات والنوعيات من مطاراتٍ مختلفة على مستوى الجمهورية، لنعبر جميعًا قناة السويس فى الموعد المحدد بدقة الساعة الثانية ظهرًا.. فى مشهد يدل على عبقرية التخطيط ودقة التنفيذ والتنظيم.
وكشف اللواء راشد عن أن الضربة الجوية كان معدًا لها طلعة أخرى، ولكن الضربة الأولى حققت ما يقرب من 95% من أهدافها، وأعقبها طلعات استطلاع لتصوير الأهداف بعد ضربها، ليتم إلغاء الضربة الثانية.. موضحًا أنه نفذ نحو 8 طلعات وأسقط خلالها طائرة ميراج للعدو، ودمر العديد من الأهداف الأرضية.
وحول «الطلعة» التى أزالت مشهد ضرب الطائرات فى الكلية الجوية يوم 5 يونيو قال: «اليوم الرابع للحرب، قمت بطلعة أخرى فى تمام الثالثة والنصف عصرًا، وكانت التعليمات بضرب لواء مدرع إسرائيلى يتقدم من العريش باتجاه القناة، وكانت الأوامر بضرورة منع تقدمه، ووفقاً للحسابات والخرائط قمنا بتحميل صواريخ إضافية بدلًا من تنكات الوقود الاحتياطي، وتم تنفيذ الطلعة.
ولكن عند النقطة المحددة لم نجد للواء المدرع أى أثر، وكان القرار بالطيران لمدة دقيقتين إضافيتين وبعدها يجب العودة للمطار لكى لا ينفد الوقود، وقبل أن تنقضى الدقيقتين بثوانٍ قليلة وقبل إصدار قرار العودة، وفوجئنا قبل منطقة رمانة باللواء المدرع بالكامل بالإضافة إلى خزانات بترول.
وقمنا بتدمير اللواء مع الخزانات، لأرى المشهد الذى كنت أحلم به يوميًا من دمار ونار تلتهم قوات العدو.. وفى طريقنا للعودة أصيبت طائرتى من طائرة ميراج للعدو كانت خلفنا.. وقمت بعمل مناورات، وكان الطيار الإسرائيلى يريد استهدافى كقائد للتشكيل، لتستمر المناورة ويأتى من خلفه زميلى الملازم محمد الحارتى عليه رحمة الله، ويطلق عليه الرشاش من الميج 17، ويصيبه وتهوى الطائرة الميراج.
الشهيد «زرد» بطل النقطة 149 «اعبرو فوق جسدى»
تعد النقطة ال 149 من أهم نقاط العدو وأقوى نقطة بخط برليف المنيع ووكانت تضم 50 جنديا إسرائيليا وكانت تهدد عبور قوات المشاة المصرية العابرة لقناة السويس، وأيضا تهدد المعابر التى كانت تستخدمها المدرعات للعبور للشط الثانى للقناة، حيث كانت النقطة تقع على تبة عالية وتم تجهيزها هندسيًا بما يحقق الأمن والوقاية للقوات المحتمية بها فى جميع الاتجاهات وكان المطلوب من الشهيد محمد زرد تدمير النقطة (149) وبالفعل تقدمت القوات وصائدو الدبابات بنجاح حتى (300) متر فقط من النقطة الحصينة، قوات مكشوفة تواجه قوة محصنة فتكون دائما النهاية مأساوية باستشهاد العديد من الجنود، مع بداية يوم 7 أكتوبر تقدمت الكتيبة مرة أخرى لكنها فشلت لنفس الأسباب الأولى نيران معادية من جميع الاتجاهات مع دعم القوات الجوية للعدو. وفى يوم 8 أكتوبر صدرت الأوامر بضرورة التخلص من هذه النقطة بأى شكل ممكن لكن التقدم من الأجناب ومن الخلف لم تختلف نهايته كثيرا عن سابقيه وهنا اقترح زرد على قيادته القيام بعملية استشهادية ضد النقطة، وقبلت القيادة بعد إلحاحه الشديد.
وكانت خطته أن يجتاز المسافة المكشوفة بينه وبين دشمة نيران العدو وكانت نحو مائة متر نصفها زحفاً والباقى عدواً بأقصى سرعة لديه حتى يودع قنابله اليدوية فى المزغل. وبالفعل نزع زرد ثلاثة من فتائل قنابله اليدوية قابضا أذرع التفجير وبكل ما أوتى من قوة أخذ فى الزحف فى اتجاه الدشمة الحصينة، لم يفزعه أو يرهبه أصوات طلقات الرصاص التى كانت تصفر بجوار أذنيه ذات اليمين وذات اليسار، ثم نهض واقف مندفعاً نحو مزغل دشمة العدو وألقى بداخلها قنابله اليدوية، ولم يكتف بذلك بل وضع جسده بأكمله فوق المزغل والتفت إلى زملائه بالخلف مشيراً إليهم بيده، وبصوت مبحوح نادى: اعبروا فوق جسدى.. اصعدو لأعلى.. أكملوا عملكم.. طهروا النقطة.. وبالفعل انطلق زملاؤه ليقتحموا الموقع ويقتلوا 30 إسرائيلياً ويقع فى الاسر 20 إسرائيليًا.
الملحمة المذهلة «كبريت» 114 يومًا من الاستبسال
تعَد نقطة كبريت الحصينة من أقوى النقاط الحصينة التى شيدتها إسرائيل حيث تم تصميمها لتتحمل الموجات الانفجارية لجميع أنواع القنابل حتى زنة ألف رطل. وكان يتوافر داخل النقطة إمكانات الاكتفاء الذاتى لمدة شهر ويزيد وغرفة عمليات جراحية كاملة التجهيز وكميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية.
معركة كبريت الشهيرة ملحمة تفوق حدود العسكرية وقوانينها بطولة وفداءً بفضل المقدم إبراهيم عبدالتواب أحد أبطال وشهداء حرب أكتوبر عام 1973 الصامد للحصار هو ووحدته 114 يومًا دون طعام، وكان شعاره «لا تراجع ولا استسلام».. حيث وردت للقيادة العامة المصرية معلومات مفادها تجميع العدو لقواته تجاه كبريت للقيام بعملية نوعية لاختراق عميق للقوات المصرية وفصل الجيش الثانى الميدانى عن الجيش الثالث الميدانى.
ولم يكن مخططا منذ البداية الاستيلاء على نقطة كبريت؛ لأنها محصنة تحصينًا شديدًا، وتم تكليف البطل إبراهيم عبدالتواب باقتحام موقع كبريت والاستيلاء عليه باستغلال المدفعية والدبابات لاقتحام الموقع من الشرق والجنوب مع قوة سَرية المشاة وقامت باقى وحدات الكتيبة بعملية عزل وحصار لجميع جهات الموقع لمنع دخول أى احتياطات للعدو إلى الحصن.
وخاض إبراهيم عبدالتواب ورجاله معركة شرسة مع العدو الذى كانت قواته ومُعداته تفوق قوة وعدد أفراد الكتبية 603 ما جعل قائد الجيش الثالث آنذاك اللواء عبدالمنعم واصل يصدر أوامره بانسحاب الكتيبة 603 إلى رأس كوبرى الفرقة السابعة مشاة التى كان يقودها آنذاك العميد أحمد بدوى والتمركز فى رأس كوبرى هذه الفرقة، لكن البطل إبراهيم عبدالتواب رفض الانسحاب وظل هو ورجاله يقاتلون لمُدة يومين رُغم قصف طيران العدو واشتباك قواته معهم فى قتال ضارٍ، فاستولى على نقطة كبريت وكبّد العدو خسائر فادحة فى الأرواح والمعدات ورفع العَلم المصري.
وفى يوم 14 يناير عام 1974 اكتشف البطل إبراهيم عبدالتواب نقطة الملاحظة الإسرائيلية التى تقوم بتوجيه الضرب عليه وأثناء قيامه بتوجيه سَرية الهاون لضرب هذه النقطة أصابته شظية دانة سقطت بجانبه فاستشهد البطل. منطقة كبريت كانت مركزًا للقيادة الإسرائيلية الفرعية وتقع فى خط بارليف وملتقى الطرق العرضية شرق القناة، وبفضل موقعها، تمكنت من السيطرة على جميع التحركات الشرقية والغربية فى منطقة كبريت.
محمد فايد
«المهندسين العسكريين» اللواء عصام عبد الحليم: نجحنا فى فتح الثغرات فى أقل من 5 ساعات
كان سلاح المهندسين العسكريين من بين الأسلحة ذات الأهمية القصوى لتنفيذ العبور، هذا السلاح الذى صنع المعجزة وفتح الثغرات فى الساتر الترابى وسد منافذ النابالم وأنشأ الكبارى لعبور المشاة والمدرعات والمدفعية، ومن بين أبطال المهندسين العسكريين فى معركة العبور، اللواء أ.ح مهندس عصام عبد الحليم، الذى كان برتبة رائد مهندس فى أحد فرق الجيش الثانى الميدانى فى القطاع الجنوبى لقناة السويس خلال الحرب.
وأشار إلى أنه فى منتصف ليلة 6 أكتوبر صدرت لهم الأوامر بالاستعداد لعمل الفتحات فى الساتر الترابى وبالفعل تمكن سلاح المهندسين من فتح الثغرات فى أقل من 5 ساعات وإنشاء 15 كوبرى ثقيلا لعبور الدبابات والمدافع والمعدات و10 كبارى اقتحام خفيفة لعبور المشاة.
وبعد انجاز تلك المهمة تم التعامل مع حقول الألغام والمفرقعات الموجودة شرق القناة.. وأوضح أن فرقته كانت الفرقة الوحيدة التى فتحت الثغرات فى الساتر الترابى، شرق القناة أمام الكبارى، بواسطة أفراد من مهندسيها بالمفرقعات، عند الكوبرى 148 ترقيم قنال، و154 ترقيم قنال، ولم يستشهد من كتيبتى إلا شهيدين فقط من خلال شظايا واستعاد البطل ذكرياته عن يوم النصر فقال: حين مرت الطائرات فوق فرقتنا انطلقت صيحات التكبير من الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.