التصعيد الخطير الذى يحدث بين إسرائيل وحزب الله، بات يهدد مستقبل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، صحيح أن التصعيد ليس الأول من نوعه، لكنه يأتى فى وقت حساس تمر فيه المنطقة بأزمات متعددة على الصعيدين السياسى والاقتصادى، مما يزيد من تعقيد المشهد، ويحوّل النزاع إلى صراع متعدد الأبعاد، ويحيل لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. جاء استهداف الموساد ليضيف بُعداً جديداً للصراع، وتحولاً غير مسبوق فى الحرب بين إسرائيل وحزب الله، فهذه الضربة ليست مجرد عملية عسكرية، بل رسالة سياسية واضحة، ونقلة نوعية فى استراتيجيات الردع بين الطرفين، أظهرت قدرة المقاومة اللبنانية على اختراق إسرائيل من الداخل، واستهداف مؤسساتها الأمنية الحساسة، ردود الفعل الصهيونية تجاه هذا الهجوم جاءت سريعة، من خلال عمليات انتقامية واسعة ضد حزب الله ومواقع أخرى فى لبنان وسوريا، ما يعزز المخاوف من اندلاع صراع شامل على لبنان، البلد الذى يعانى من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة، يجد نفسه اليوم فى قلب هذا الصراع، مما يفاقم من معاناة شعب يواجه تحديات يومية فى توفير أبسط احتياجاته، ويضاعف الأزمة الإنسانية، ويعمق الخوف الذى صار جزءاً من حياة اللبنانيين اليومية، ومع كل ضربة جديدة، تزداد خسائر المدنيين الذين يجدون أنفسهم فى موقف لا يحسدون عليه بين فكى النزاع. وإذا كان توسيع رقعة الصراع يفاقم الكارثة الإنسانية فى غزة، ومعاناة المدنيين فى لبنان وسوريا، فعلى الجانب الآخر من الحدود، يعانى المواطنون الإسرائيليون أيضاً من توترات مماثلة، وتتفاقم الأزمة الاقتصادية، وبحسب صحيفة «الإيكونيميست» يزداد هروب الاستثمارات، وتتضاعف وتيرة هروب الأموال والمدخرات من أكبر 3 بنوك فى تل أبيب، وسط استعداد المستثمرين «للسيناريو الكابوس» وعدم ثقة المستثمرين فى قدرة إسرائيل على التعافى. يحدث هذا ومازال نتنياهو يعيش أحلام فترة النقاهة، ويسعى لافتعال حرب مع إيران ويطمح لتوريط أمريكا فى مواجهة مع طهران، تلك الأحلام التى أعلنها فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل طوفان الأقصى، حينما رفع خريطة لإسرائيل تضم الضفة الغربية والقدس وغزة والجولان المحتلة! لكن يظل كابوس الموقف العربى من هذا التصعيد هو اللغز الأكبر فى هذا الصراع!