نتنياهو يرجئ زيارته لنيويورك.. وحديث متصاعد عن اجتياح برى عواصم - وكالات الأنباء: تبادل حزب الله اللبنانى والاحتلال الضربات منذ توسيع إسرائيل عدوانها على جنوبلبنان والضاحية الجنوبية فى بيروت، إذ أطلق الحزب وللمرة الأولى منذ بدء التصعيد بينهما قبل نحو عام صاروخًا بالستيًا أمس مستهدفًا مقر جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية «الموساد» قرب تل أبيب التى تبعد نحو مئة كيلومتر عن الحدود اللبنانية. وقال «حزب الله» فى بيان إنه أطلق عند «الساعة السادسة والنصف بتوقيت لبنان صاروخًا باليستيًا من نوع (قادر 1)، مستهدفًا مقر قيادة الموساد فى ضواحى تل أبيب وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البيجرز وأجهزة اللاسلكي»، فى إشارة إلى تفجير آلاف من أجهزة الاتصال فى حوزة عناصره الأسبوع الماضي. ونقلت «رويترز» عن مصادر فى حزب الله قولها إن الحزب اللبنانى لا يزال يسعى إلى تجنب الحرب الشاملة. ووفق الوكالة فإن 1500 عنصر بحزب الله أصيبوا بالعمى أو فقدوا أياديهم من جراء هجمات اللاسلكى «انفجارات البيجر». فى الوقت نفسه، قالت وحدات الإطفاء الإسرائيلية إن سبع فرق عملت على إخماد نيران فى مناطق عدة بمنطقة صفد جراء سقوط صواريخ من لبنان. وأكدت شرطة الاحتلال إغلاق الطريق بين روش بينا وصفد جراء اندلاع تلك الحرائق. وبحسب «القاهرة الإخبارية» فإن صفارات الإنذار دوت فى أكثر من 20 موقعًا إسرائيليًا صباح أمس نتيجة إطلاق صواريخ من جنوبلبنان. إلى ذلك، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلى إصابة ثلاثة أشخاص إثر سقوط صواريخ أطلقت من لبنان على كيبوتس ساعر قرب نهاريا. فيما قالت وسائل إعلام عبرية إن هناك إصابات فى تعاونية ساعر بالجليل الغربى إثر سقوط صاروخ. وبعد وقت قصير من إطلاق صاروخ حزب الله على تل أبيب، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو رحلته إلى نيويورك للمرة الثانية، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان من المقرر أن يغادر نتنياهو إلى الولاياتالمتحدة أول أمس لكن جرى التأجيل يومًا واحدًا إلى أمس ثم تقرر مرة ثانية إرجاء الزيارة إلى اليوم لإلقاء كلمة غدًا الجمعة ثم العودة السبت. وبحسب بيان مكتب رئيس وزراء الاحتلال فإن نتنياهو يناقش مع المؤسسة الأمنية استمرار الضربات فى لبنان. وقالت القناة 14 الإسرائيلية، إن نتنياهو استدعى رئيس الأركان هيرتسى هاليفى لإجراء نقاش عاجل دون دعوة وزير الدفاع يوآف جالانت. إلا أن إعلامًا عبريًا تحدث عن لقاء لجالانت مع جنود إسرائيليين يستعدون لاجتياح لبنان بريًا. وقال موقع «والا» الإسرائيلى إن القيادة الشمالية فى الجيش أجرت مناورات تحاكى عمليات برية فى لبنان. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هناك استعدادات لعملية برية محتملة فى لبنان. وأعلن جيش الاحتلال أمس شنه غارات «موسعة» على مناطق فى جنوبلبنان وشرقه، بعد ساعات من اعتراض الصاروخ البالستى الذى أطلقه حزب الله فى أجواء تل أبيب. وقال الجيش فى بيان إنه «يشن هجمات واسعة فى جنوبلبنان وفى منطقة البقاع» الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا، مشيرًا إلى أن حوالى 40 قذيفة أُطلقت من لبنان فى اتجاه شمال إسرائيل وتم اعتراض عدد كبير منها. ميدانيًا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس استشهاد 23 على الأقل وأكثر من 95 جريحًا جراء غارات الاحتلال المتواصلة منذ الصباح، وذلك حتى إعداد هذا التقرير. وفى إشارة إلى عدد ضحايا الضربات الإسرائيلية على لبنان منذ بدء التصعيد، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القتال الذى أدى لمقتل أكثر من 700 شخص بلبنان يعد حربًا حتى لو لم تسمه إدارة الرئيس جو بايدن كذلك. وليل الثلاثاء الأربعاء، استهدفت غارة إسرائيلية للمرة الأولى منطقة السعديات الساحلية على الطريق الدولى الذى يربط الجنوبببيروت. وأوضح مصدر أمنى لبنانى أن الغارة استهدفت «مستودعًا» فى هذه البلدة الواقعة على مسافة نحو 20 كلم جنوب العاصمة. ووفق هيئة البث الإسرائيلية فإن جيش الاحتلال قصف أكثر من 100 هدف فى لبنان باستخدام عشرات الطائرات المقاتلة شملت قرى وبلدات فى النبطية وإقليم التفاح بالجنوب. وتستهدف غارات إسرائيلية عنيفة منذ الإثنين الماضى جنوبلبنان وشرقه، فى تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين حكومة بنيامين نتنياهو والحزب منذ أكتوبر الماضى على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة. كان وزير الصحة اللبنانى فراس الأبيض قال أول أمس إن الغارات الجوية يوم الإثنين وحده أسفرت عن استشهاد 558 شخصًا غالبيتهم من «العزل الآمنين» وأكثر من 1800 جريح، فى أعلى حصيلة يومية للقتلى تسجل فى لبنان منذ الحرب الأهلية (1975- 1990). وتلقى حزب الله خلال الأيام الماضية ضربات متتالية بعد تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته الأسبوع الماضى فى هجمات نسبها الى إسرائيل وأدت إلى استشهاد 39 شخصا وإصابة آلاف آخرين بجروح.