تابعت بمنتهي الأسى والأسف مقالاً في جريدة الأهرام بتاريخ 8 سبتمبر الماضي للكاتبه الكبيره سكينه فؤاد.. المقال بعنوان "لا لعودة ديليسيبس". لا أدري ملابسات العلاقه بين الكاتبه المذكوره وفرديناند ديليسيبس المهندس العبقري الذي نجح فيما لم ينجح فيه قدماء المصريين منذ الاف السنين وحفروا قناة سيزوستريس وفشلت منهم.. ولا أظن أن حضرتها عاصرت فرديناند دليسبس شخصياً لتحمل له كم الكراهية المقيته فتجرده من مهنته كمهندس وتصفه ب(الأفاك) وتدعي عليه من الأكاذيب ما يكفي لشنقه في ميدان عام. المقال يعتمد في كل معطياته (نقلا بالمسطرة) من كتاب لمؤلف يدعى د. علي الحفناوي والكتاب مليء بالنفاق والمغالطات والأكاذيب الفجه للأسف. أعلم أن الكاتبة الكبيرة سكينة فؤاد قاربت الثمانين من عمرها ومريضة (شفاها الله) لكن هذا لا يشفع لها ما ذكرته في مقالها الأخير. السيدة لاتزال تعيش في فلك مدعي الناصرية وفرحتهم بإزاله تمثال ديليسيبس انتقاما من فرنسا لاشتراكها في حرب 56 ضد مصر وقرار عبد الناصر بتأميم القناة.. وتنكر تماما أن لهذا الرجل فضل كبير في شق قناه السويس التي اصبحت من اهم مصادر الدخل القومي الدولاري لمصر.. وتدعي انه تسبب في قتل 120 الف فلاح مصري اثناء الحفر ( رغم ان عدد المصريين المشاركين في الحفر لم يزد عن 20 الف )!! فرنسا حاولت اكثر من مره اعاده تمثال ديليسيبس الي قاعدته في بورسعيد وقدمت استعدادها لعمل ميناء لليخوت مجانا بالمدينه الحره ببورسعيد لكن للاسف اصوات وحناجر الغوغاء اخافت المسئولين في عصر مبارك ولم يستمعوا لرغبه الغالبيه من شعب بورسعيد المثقفه والتي تحترم تاريخها وتاريخ كل من ساعدوها. إنزال تمثال ديليسبس من قاعدته ووضعه في متحف بالإسماعيليه إهانه لشعب بورسعيد ولتاريخ الرجل.. وهذا الفعل الفاضح لا ينفي إطلاقا أن فرديناند ديليسيبس هو من صمم وأشرف على تنفيذ حفر قناة السويس رغماً عن كل الصغار وتوجهاتهم الصبيانية.. في الكريملين سترى تماثيل عده ل لينين وستالين وغيرهم ممن اثروا بالسلب او بالايجاب في تاريخ شعبهم ويحترمهم كل المثقفين حتي لو كرهوهم فالتاريخ لايكذب ولا يتجمل. الكاتبة الكبيرة تأسف في بدايه مقالها بعدم تمكنها من الاتصال تليفونيا بسياده اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد لتنقل له وجهه نظرها وتسمم اذانه بما يشيعه الغوغاء عن فرديناند ديليسيبس وان الدنيا بأسرها ستهب غضبا وثوره اذا عاد التمثال لمكانه الطبيعي .. وكأنه بطلا مغوارا في الاسماعيليه وخائنا زنديقا في بورسعيد . والحمدلله ان مكالمتها لم تتم. الكاتبة الكبيرة بورسعيدية النشأة للأسف وليس أمامنا سوى الدعاء لها بالشفاء العاجل من المرض ومن نقل الافكار السلبية.