بقلم: م. علي سعده يظن بعض المؤدلجين الذين صُبغوا بأيدولوجيات وافكار التصقت بعقولهم ان صراخهم المبحوح ضد قضيتنا سيثنينا عنها او ان كذبهم المستمر سيوقفنا عن المطالبة بإعادة تمثال ديليسيبس الي قاعدته المهجورة في المدينة الباسلة بورسعيد !! يتزعم هذه الحملة بعض الكتاب والاعلاميين الناصريين ويحرصون بشده علي تزييف تاريخ المهندس العبقري فرديناند ديليسيبس واتهامه ببجاحه متناهيه بانه ليس مهندسا بل نصابا يدعو للقرف ووصل الاستظراف بأحدهم (وهو بورسعيدي يرتدي القميص الناصري للأسف) أن اقترح وضع تمثال ديليسيبس في متحف الشرطة باعتباره لصا . لن يمحو هذا التهريج الرخيص الحقيقة المؤكدة وهي ان هذا الرجل نجح فيما فشل فيه قدماء المصريين حين حفروا قناه سيزوستريس وفشلت.. يدعي هؤلاء ببلاهة ان قناه السويس تم حفرها بالسخرة وان 120 ألف مصري ( من أصل 20 ألف مصري فقط شارك في الحفر ) استشهدوا ونسوا عن عمد أو عن جهل أن الاهرامات هي التي تم بناءها بالسخرة وان المصريين شاركوا في حفر القناه بالاجره وان راتبهم كان يفوق رواتب اليونانيين والايطاليين الذين استجلبهم ديليسيبس واستخدمهم في الحفر اليدوي قبل اختراع معدات الحفر الميكانيكي . بعد أن قام الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناه السويس عام 56 وتعرضت مدينه بورسعيد للعدوان الثلاثي وقاومت ببسالة حتي انسحبت القوات المعتديه بعد الانذار الروسي الشهير .. صدرت التعليمات لمريدي ناصر بإسقاط تمثال ديليسيبس انتقاما من فرنسا .. وحاول بعض الشباب ربطه بسلاسل حديديه والقاؤه في الماء وفشلوا الي ان جاءت فرقه من المخابرات المصرية وفجرت التمثال وظل قابعا في مخازن شركه الترسانه البحريه مهملا حتي لا يطالب الناس بعودته لمكانه .. الي ان جاء اليوم الذي عرف فيه اهل المدينة ان التمثال البرونزي الرائع جاري ترميمه .. وعم الفرح بكل العقلاء بل بدأوا بالتبرع لتجهيز قاعدته لاستقباله لكن للأسف تمت سرقته ليلا في جنح الظلام بعد تغطيته وارسل الي متحف الإسماعيلية خوفا من الغوغاء الذين يحملون اقلاما مسمومة يهاجمون بها تاريخ المدينة وأحد اهم آثارها .. وكأن ديليسبس في بورسعيد مجرما ونصابا وقاتلا لكنه في متحف الإسماعيلية مهندسا عبقريا يشار له بالبنان . هذا الرجل (شاؤا ام ابوا) كان ولا يزال صاحب الفضل الاول في زيادة الدخل القومي المصري من ايرادات عبور القناة عبر عشرات السنين والشرفاء لا ينكرون الفضل مطلقا والتاريخ لا يكذب ولا يتجمل. كل ذكريات المدينة الجميلة كانت علي ممشي ديليسيبس ولازال هناك الامل يسري في عروق كل بورسعيدي اصيل لعوده التمثال الي مكانه في مدخل القناه رغم انف المؤدلجين .